شن طيران الجيش الإسرائيلي فجر اليوم (الأربعاء)، سلسلة غارات على مواقع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وذلك ردا على استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع تجاه إسرائيل، وفقا لمصادر أمنية فلسطينية وإسرائيلية متطابقة. وذكرت المصادر الفلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن الطيران قصف موقع تدريب تابعا لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، جنوب غزة، وأرضا زراعية شرق رفح جنوب القطاع، بعدة صواريخ. وأضافت المصادر، أن القصف الجوي تزامن مع إطلاق المدفعية قذيفتين تجاه نقطة رصد ومراقبة تابعة لحماس شرق مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع. وأسفرت الغارات عن دوي انفجارات شديدة واهتزازات في المناطق المحيطة، فضلا عن أضرار مادية جسيمة. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إن طائرات ودبابات تابعة له قصفت عدة أهداف تابعة لحماس في قطاع غزة، ردا على إطلاق البالونات الحارقة باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وأضاف البيان، أن الجيش استهدف "مجمعا عسكريا وبنية تحتية تحت الأرض ومواقع رصد تابعة لحماس، مشيرا إلى أنه "ينظر بخطورة إلى جميع الأعمال الإرهابية المرتكبة ضد إسرائيل وسيواصل العمل ضد المحاولات للمساس بالمواطنين الإسرائيليين، وفق الحاجة". وحمل البيان، حركة حماس مسؤولية ما يحدث داخل قطاع غزة وخارجه، وتبعات هذه الأعمال ضد المواطنين الإسرائيليين. وبحسب إحصائيات رسمية إسرائيلية، فإن قرابة 60 حريقا اندلعت في الأراضي الزراعية والأحراش بغلاف غزة يوم الثلاثاء، ما أحدث أضرارا كبيرة، قبل أن تقوم طواقم الإطفائية بالسيطرة عليها. وذكرت الإذاعة العبرية الإسرائيلية، أن عدد الحرائق هذا لم يسجل حتى في ذروة مسيرات العودة الشعبية وإطلاق البالونات الحارقة خلال عامي 2018 و2019، واصفة اليوم بأنه "غير مسبوق". وأشارت الإذاعة إلى أن النيران التهمت خلال الأيام الماضية أكثر من 2000 دونم في غلاف غزة، مشيرة إلى سقوط عشرات البالونات التي كانت تحمل أجساما متفجرة أيضا. وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة "بدفع ثمن باهظ للغاية على إرهاب البالونات". وقررت إسرائيل يوم الثلاثاء، إغلاق معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) التجاري جنوب القطاع غزة على خلفية استمرار إطلاق البالونات، باستثناء إدخال المعدات الإنسانية الأساسية والوقود. ورفضت حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ صيف 2007 القرار الإسرائيلي، معتبرة أن "الاحتلال يمنع إدخال مواد البناء ويغلق المعبر ويهدد ويتوعد وكل ذلك يأتي في إطار الضغط على غزة وتضييق الخناق وتشديد الحصار". وأعاد الشبان الفلسطينيون في غزة قبل أيام إطلاق البالونات تجاه المناطق القريبة من حدود القطاع بعد توقف عدة أشهر، ما أدى إلى وقوع حرائق في بعض الحقول والأحراش.
مشاركة :