عبّر مسؤولون وموظفون في مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض، عن بالغ حزنهم في وفاة زميلهم أخصائي التمريض عبدالكريم بن خلف المطيري، الذي توفي بعد تعرضه لطعنات قاتلة من أحد المستفيدين من خدمات الرعاية الصحية النفسية المنزلية. وأكد زملاء الممرض المطيري أنه يتميز بالمهنية العالية ويراعي الجوانب الإنسانية؛ حيث يُعَد من الأشخاص المحبوبين والاجتماعيين في نطاق العمل، وذو خلق عالٍ؛ خصوصًا عند تعامله مع المرضى، ويعتبر حريصًا جدًّا على تقديم الرعاية والاهتمام لأي مريض دون استثناء، كما أنه دائم الابتسامة. وأوضح مدير خدمات التمريض بالمجمع عبدالله بن حمود اليامي، أن عبدالكريم المطيري عُرِف بحبه للمرضى، وقد تقدم بطلب النقل لخدمة الرعاية الصحية المنزلية؛ رغبة منه في خدمة المرضى النفسيين، ولمهارته وقدرته على التعامل مع المرضى النفسيين وتقبل حالاتهم النفسية والمزاجية. وذكر مدير إدارة الرعاية الصحية المنزلية الأخصائي الاجتماعي فهد بن سليمان السبر أن الممرض المطيري كان من المتميزين خلقًا وعلمًا، وأظهر إخلاصه في العمل وتفانيه في خدمة المستفيدين، وأكد السير على استمرار خدمة الرعاية الصحية المنزلية رغم ما يواجهها من عوائق وتحديات؛ لحرصهم على صحة كل مريض، وأن يحصل على الخدمة اللازمة له؛ بما يسهم في استقرار حالته الصحية. من جهته عبّر المدير التنفيذي لمجمع إرادة والصحة النفسية بالنيابة استشاري الطب النفسي الجنائي الدكتور حسن بن رافع الشهري، باسمه ونيابة عن منسوبي المجمع جميعًا، عن تعازيه لأسرة الممرض عبدالكريم المطيري؛ سائلًا الله العلي القدير لهم الصبر والسلوان وللفقيد الرحمة والمغفرة؛ مبينًا أن المتوفى من المشهود لهم بالمهنية وحسن الخلق والتعامل المميز مع زملائه والمستفيدين من خدمات المجمع، وكان من المتميزين عند التعامل مع المراجعين أو المستفيدين من الرعاية الصحية المنزلية. وأشار إلى أن خدمة الرعاية الصحية المنزلية تعتبر من الخدمات الرائدة في المجمع، والتي تهدف لتقديم خدمات متميزة للمرضى المستفيدين تُشابه تلك المقدمة للمنومين داخل المجمع من خلال تقديم الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية والتمريضية والدوائية لهم. ويقدم مجمع إرادة بالرياض هذه الخدمة ضمن جهود وزارة الصحة التي تُعنى بتقديم الرعاية للمرضى في منازلهم، وقد بدأ المجمع تنفيذ هذه الخدمة في العام 1426هـ، ويتم من خلالها خدمة المرضى النفسيين المستقرين، الذين تم إقرار خروجهم من المجمع؛ حيث يقوم الفريق بمتابعتهم بشكل مستمر للحفاظ على استقرارهم، كما يخدم المرضى المدمنين الذين لا يستطيعون الحضور للمجمع بسبب معاناتهم اقتصاديًّا أو اجتماعيًّا، ويتجاوز عدد المستفيدين من البرنامج ٨٠٠ مريض ومريضة. وما يميز هذه الخدمة ويسهم في نجاحها، أنها تقدم للمرضى من الجنسين وهم في وسط أسرهم والبيئة المحيطة بهم؛ مما يعطي نتائج إيجابية أكثر في التقليل من الانتكاسة وتقليل الحاجة للتنويم في المجمع، كما يسهم في زيادة دوران السرير في أقسام التنويم النفسية لوجود مرضى مزمنين من طويلي الإقامة لعجزهم عن إدارة شؤونهم، وعدم وجود من يرعاهم في المجتمع. وكشفت النتائج التي حصل عليها المختصون، الدورَ الفعلي للخدمة ومساهمتها في أداء الدور المطلوب من المجمع كجهة علاجية وتأهيلية في تقديم رعاية متكاملة للمرضى النفسيين، كما كان لها أبلغ الأثر على المرضى في منازلهم. يُذكر أن الممرض عبدالكريم بن خلف المطيري انتقل إلى رحمة الله ظهر الاثنين بعد تعرضه لطعنات قاتلة أثناء تقديمه الخدمة لأحد المرضى المسجلين في برنامج الرعاية الصحية المنزلية التي يقدّمها المجمع للمرضى النفسيين في مقر إقامتهم.
مشاركة :