يستغرق الوصول إلى هارت أيلاند في مدينة نيويورك نحو عشر دقائق بالقارب من البر الرئيسي حيث توجد واحدة من أكبر المقابر الموجودة في الولايات المتحدة لدفن المعدمين. لكن روزالي جرابل أمضت عاما كاملا لانتزاع حقها في الوصول إلى قبر والدتها في الجزيرة غير المأهولة قبالة منطقة البرونكس في مدينة نيويورك. كانت جرابل (64 عاما) واحدة من عدد صغير من الزوار الذي دخلوا الجزيرة للمرة الأولى يوم الأحد منهين فترة عزلة طويلة للموقع الذي دفن فيه أكثر من مليون شخص. وقالت وهي تحمل باقة من الزهور ستتركها لاحقا عند قبر والدتها "أنا ممتنة للغاية لأنني سأكون قادرة على التوجه إلى المكان والوقوف عند قبرها." ولسنوات ألزم مجلس المدينة الزوار بان يجلسوا في موقع تذكاري عال مزود بعدد من المقاعد في إحدى زوايا الجزيرة. وطالما بررت دائرة التأهيل التي تدير الجزيرة قرار عزلها بمخاوف أمنية ونقص المرافق. لكن بعد التوصل إلى تسوية في دعوى جماعية في وقت سابق من هذا الشهر بدأت السلطات في نقل الأهالي وضيوفهم مرة واحدة في الشهر على الأقل إلى الجزيرة ليقوموا بزيارات تتخطى حدود الموقع الذي كان مخصصا لهم سابقا. وتحتاج التسوية بين مدينة نيويورك واتحاد الحريات المدنية في المدينة للمصادقة النهائية من المحكمة الاتحادية. ومر على هارت أيلاند التي اشترتها سلطات نيويورك عام 1869 مراحل كثيرة كانت خلالها سجنا ثم مستشفى ثم مصحة للمضطربين عقليا لتتحول في نهاية الأمر إلى مقبرة مترامية تمتد على 53 هكتارا وتضم رفات أشخاص سيئي الحظ في قبور لا تحمل علامات مميزة لا يزال المساجين يتولون حفرها حتى يومنا هذا. وقدرت السلطات المحلية عدد الأشخاص الذين دفنوا في المقبرة بنحو مليون شخص. وتوفيت والدة جرابل جلاديس فان ايلست عن عمر يناهز 85 عاما وانتهى بها الأمر في مقبرة المدينة لأن عائلتها لم تكن تملك المال اللازم لدفع تكاليف مراسم دفن خاصة. وطبعت المراحل المختلفة التي مرت على الجزيرة تضاريسها بجمال أخاذ الى جانب عزلة مقفرة في حين يشرف ضريح ارتفاعه تسعة أمتار على المقبرة مجسم نقشت عليه كلمة "السلام".
مشاركة :