(أعفت المادة السادسة من نظام الإقامة لسنة 1381هـ التركستانيين وغيرهم من المسلمين الذين يثبت أنهم لجؤوا لهذه البلاد فراراً من الاضطهاد والاستعمار في بلدانهم من عقوبة الإبعاد ... ونصت المادة السادسة كذلك أنه بالنسبة للتركستانيين والبخاريين والمغاربة والقطريين والكويتيين والبحرينيين والعمانيين يُراعى بشأنهم ما جاء باللائحة التفسيرية لنظام الجنسية السعودية)!! هذه الخبر نشرته صحيفة البلاد يوم السبت 5 مايو 1961م، أيّ قبل أكثر من خمسين سنة، وأعادت بثه في صفحة قديمها يوم الثلاثاء الماضي!! أصدقكم عند قراءة ذلك الخبر، غلبتني دمعات تسابقت للهروب من سِـجْـن عَـيْـنَـي؛ أما السبب فلأني تذكرت تلك الرسالة الباكية التي وصلتني سابقاً وقد كُـتِـبَـت بالدموع ونبضات القلوب: (نحن أبناء هذا الوطن بالولادة، وَلَـدْتنا أمهاتنا هنا في أرض الخير والعطاء السعودية؛ فنحن وأُسَـرُنَا نقطن فيها منذ أكثر من 50 عامًا، فيها درسنا، وتخرجنا في جامعاتها، نحبها، ولا نعرف وطنًا غيرها، عروقنا تنبض بعشق ترابها، فنحن أشجار لا تعيش ولا تنمو إلا في مملكة الإنسانية! ومع ذلك كله فمعاناتنا كبيرة، وواقعنا مؤلم ومأساوي، ويدعو للشفقة، فالأسرة الواحدة بعض أبنائها كان من السابقين المحظوظين، فنال شرف الجنسية، فلهم كافة حقوق السعوديين. وآخرون من الأُسْـرَة نفسها كانت الأنظمة والقوانين الجديدة عقبة في طريق حياتهم، يعانون الـعُــزْلَـة والفقر، إذ يعتمدون في قوتهم على أهل الخير والجمعيات الخيرية، وكبار الـسِّـن منهم يُـصارعون الأمراض المزمنة في ظِـلّ صعوبة التأمين الصّـحي! وهناك الإقامة ورسومها السنوية التي تزيد على (4000 ريال)، ثمّ البقاء تحت رحمة الكفيل الافتراضي ومزاجية تقلباته، وتهديداته الدائمة بالـتّـرحيل، ولست أدري إلى أين؟! فلا مَـصِـيْـرَ إلا الـشَّـتَـات ؟!) تذكرت هذه الرسالة وبكيت لأني تخيلت واقع ومصير أولئك الطيبين من أبناء بلادنا بعد حملة التصحيح، وبداية الملاحقة ، وما بعدها من ترحيل وعقوبات. فأولئك الـغَـلابَـى مثل السّـمَـك لو خرجوا من بلادهم (السّـعُـودية) يموتون؛ لأن فيها تاريخهم وذكرياتهم وأحلامهم، ومستقبلهم، ويُقسِـمُـون بالله سيحمونها بأرواحهم ودمائهم، فأَلْـسِـنَـتُهم لا تنطق إلا نشيدها الوطني)! (الخَـبَـر) القديم أعلاه يؤكد أنّ الدولة حريصة على المواليد وذوي الظروف الخاصة من المقيمين في هذه البلاد وجادة في مراجعة أنظمة الجنسية والإقامة بما يكفل لهم حقوقهم، والإنسانية في التعامل معهم!! وعليه أرجو سَـرعة معالجة أوضاع أولئك المساكين، وتسهيل حصولهم على الجنسية بالتخفيف من شروطها التعجيزية، أو على الأقلّ أن تكون لهم ميزات ومعاملة خاصة دائمة فهم والله يحملون الحبّ والانتماء لهذا الوطن، وهم أولى بالإقامة والعَـمل من ذلك الوافد الجديد الذي لا يعرف أنظمة البلد وخصوصية مجتمعه، والكثير منهم يحمل مؤهلات علمية كبيرة؛ فهل نحن فاعلون (أدعو وأتمنى)!! @aljamili aaljamili@yahoo.com aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :