هبطت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في خمس سنوات مع تعرضها لضغوط من قوة الدولار وتوقعات بزيادة في أسعار الفائدة الأميركية هذا العام ومع شراء الصين كمية أقل من المتوقع من المعدن النفيس على مدى الأعوام الستة الماضية. وقلص الذهب خسائره بعدما هبط بنحو أربعة في المئة مسجلا أدنى مستوياته فيما يزيد عن خمس سنوات امس مع عمليات بيع في الصين أكبر مستهلك للمعدن الأصفر النفيس في العالم في ظل تنامي التوقعات برفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وهو ما شكل ضربة جديدة لوضع الذهب كملاذ آمن للاستثمار. وهبط الذهب إلى 1088.05 دولار للأوقية (الأونصة) مسجلا أضعف مستوياته منذ مارس 2010 بعدما فتحت بورصة شنغهاي للذهب بوقت قصير حيث ارتفعت أحجام التداول إلى مستوى قياسي. وتراجع الذهب في السوق الفورية 1.5 في المئة إلى 1116.43 دولار للأوقية بحلول الساعة 0711 بتوقيت جرينتش ليعاود الصعود فوق مستوى الدعم عند 1100 دولار. وانخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة تسليم أغسطس 1.5 في المئة إلى 1114.50 دولار للأوقية بعدما هبطت إلى 1080 دولارا أثناء الجلسة. والأسواق اليابانية مغلقة في عطلة عامة. وهبط البلاتين بنحو خمسة في المئة إلى 942.49 دولاراً للأوقية متأثراً بتراجع الذهب ومسجلا أقل مستوياته منذ فبراير 2009 قبل أن يتعافى ليتم تداوله عند 974.24 في المئة منخفضا 1.8 في المئة. وتراجع البلاديوم 3.4 في المئة إلى 593 دولاراً للأوقية مسجلا أدنى مستوياته منذ أكتوبر 2012 قبل أن يقلص خسائره ويصل إلى 606 دولارات متراجعا 1.3 في المئة. وكانت الفضة الأقل تضررا بين المعادن النفسية امس حيث هبطت 0.5 في المئة إلى 14.79 دولار للأوقية. وقال نوربرت رويكر رئيس أبحاث السلع الأولية في يوليس باير "الضعف الذي نراه مرتبط بقوة الدولار الأميركي." وصعد مؤشر الدولار الى أعلى مستوى منذ ابريل مدعوما ببيانات قوية للوظائف في الولايات المتحدة بينما تراجعت اسواق الاسهم العالمية بعد نتائج للشركات جاءت مخيبة للآمال. ومع هذه التطورات العالمية قال الرئيس التنفيذي لشركة سبائك الكويت لتجارة المعادن الثمينة رجب حامد إن الذهب أنهى تداولات الاسبوع الماضي على هبوط للاسبوع الرابع على التوالي، ملامسا أدنى مستوى له منذ ابريل 2010. وأرجع حامد ذلك بسبب قوة الدولار وضعف الطلب الفعلي من الاسواق، بجانب فقدان ثقة المستثمرين في المعدن الأصفر كملاذ آمن. وأشار بهذا الخصوص إلى زيادة عمليات البيع على الذهب يوم الجمعة الماضية ليكسر مستوى 1132 دولارا، وهو أدنى مستوى للذهب في آخر عامين، ويصل الى أدنى مستوى له منذ خمس سنوات. وتوقع ان تستمر حالة الهبوط في الأيام القادمة مع استمرار إيجابية الدولار وقوة البيانات الصادرة من الأسواق الأميركية. وبين إلى أن الأوضاع الاقتصادية الحالية من المفترض أن تكون داعمة لارتفاعات الذهب سواء من المنطقة الأوروبية أو من أسواق شرق آسيا بالرغم من ان أكثر من 90% من أسباب هبوط أسعار الذهب تعود لقوة الدولار أمام العملات الأوروبية والآسيوية وارتفاع مؤشرات البورصات الأميركية ويضاف إليهم تداعيات الأزمة اليونانية وبوادر الاتفاق الإيراني في المرحلة القادمة. وأوضح أن الأسباب الأخيرة قد تكون داعما أساسيا لعودة الذهب للارتداد بقوة أكبر في الاسابيع القادمة، مشيرا إلى ان بعض المحللين يتوقعون ان مستوى 1300 دولار قريب مع ارتداد منحنى أسعار الذهب، والذي يؤكد هذا الرجوع هو استحالة استمرار قوة الدولار الحالية. لافتاً بهذا السياق إلى أن الفيدرالي الأميركي قد يكون متجاوبا مع الحالة الإيجابية للدولار في تحريك أسعار الفائدة خلال العام الحالي، سواء في سبتمبر أو ديسمبر، ولكن هذا التجاوب سوف يكون مصحوبا بحذر شديد نتيجة مخاوف الفيدرالي من استمرار قوة الدولار، لأنه يتعارض مع مصالح الاقتصاد الأميركي.
مشاركة :