يحيق بمنتجي النفط الخام في مختلف أنحاء العالم وجل مشترك بشأن وصول أسعار البترول الى عتبة ال 50 دولارا للبرميل للخامات القياسية التي يرون أنها منزلقا خطيرا، قد يهوي باسعار الوقود الاحفوري الى هوة ربما لا تنتهي الا عند بلوغ الاسعار 30 دولار للبرميل، وهو امر يشكل تهديدا حقيقيا بتوقف معظم الاستثمارات النفطية للنفوط الغالية وكذلك النفوط غير التقليدية مثل النفط الصخري والنفط الرملي والصخر النفطي والتي باتت على حافة الانهيار والتهاوي في ظل تدحرج الاسعار الى مستويات ترسم علامات النهاية لمشاريع النفوط غير التقليدية. وتجمع عدد من التحليلات في المواقع العالمية المتخصصة في النفط والطاقة على أن التنافس المحموم بين منتجي النفط لنيل أكبر حصة في السوق النفطية ساهم في اغراق السوق النفطية بكميات كبيرة من النفط الخام التي باتت تشكل ضغطا على مسار الاسعار وثنيها عن أي تقدم لتحقيق مزيدا من التحسن، ما زاد من معاناة الشركات التي تستثمر في النفط الصخري والتي لا تزال تستغل الابار التي حُفرت إبان ارتفاع اسعار البترول قبل ثلاث سنوات، متطلعة الى انتعاش في الاسعار، يحقق لها الربح الذي يعزز من التوسع في استثماراتها، ودعم البحوث التقنية لتساهم في التخفيف من تكاليف الانتاج لهذا النوع من النفط. ويرى المحللون الماليون بأن سعر ال 50 دولارا للبرميل يعد مستوى مقاومة لاسعار النفط وفي حالة اختراقه نزولا، فقد تهبط سريعا الى مستوى الاربعين دولار للبرميل والذي يجعل النفط الصخري غير مجدي اقتصادي، كما أن تدني الاسعار الى هذا الحد يقلل من مداخيل الدول المنتجة ويهدد مشاريعها البترولية بالتقلص أو حتى التوقف، أضافة الى أن هذه الاسعار غير داعمة للمشاريع التنموية التي تخطط الدول لتنفيذها في المستقبل القريب. وقد فقدت أسعار النفط حوالي 60% من قيمتها منذ عام 2013م، وطفقت تسير في هذا المسار، ما سيكبد الدول المنتجة للنفط خسائر بنهاية هذا العام 2015 تقدر بحوالي 300 مليار دولار بحسب تقديرات البنك الدولي.
مشاركة :