رصد البنك المركزي الألماني "بوندسبنك" انتعاشا ملحوظا في الاقتصاد الألماني خلال الربيع الماضي. وبحسب "الألمانية"، فقد أعلن البنك في تقريره الشهري في فرانكفورت أن الانتعاش الاقتصادي يرجع الفضل فيه مجددا إلى الرغبة الشرائية لدى المستهلكين على وجه الخصوص. وأوضح البنك أن الأسر الألمانية استفادت من الأوضاع الجيدة لسوق العمل والزيادة الملحوظة في الأجور، ما انعكس بزيادة المبيعات في تجارة التجزئة. وأشار التقرير إلى ارتفاع قوي في صفقات التصدير لدى الشركات الألمانية، كما حافظ قطاع البناء خلال شهري نيسان (أبريل) وأيار (مايو) الماضيين على مستواه المرتفع منذ الشتاء الماضي بفضل الطقس المعتدل. وعلى الرغم من التقدم المحدود في النشاط الصناعي خلال الشهرين الأولين في فصل الربيع عقب حالة الركود في فصل الشتاء، فإن الزيادات القوية في الطلبات خلال شهري نيسان (أبريل) وأيار (مايو) من الخارج على وجه الخصوص تنبئ هنا بانتعاشة في الأشهر المقبلة. وبحسب تقرير البنك، فقد ارتفع الأداء الاقتصادي الألماني في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري بنسبة 0.3 في المائة مقارنة بالربع السنوي الذي يسبقه. ويتوقع البنك المركزي في تقريره نموا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.7 خلال العام الجاري. ويزداد التفاؤل لدى مؤسسات ألمانية أخرى، حيث يتوقع المعهد الألماني لأبحاث الاقتصاد أن تبلغ نسبة النمو 1.8 في المائة، ويتوقع معهد "إنفو" في ميونيخ أن يزيد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.9 في المائة. إلى ذلك، ذكرت دراسة ألمانية حديثة أن الإضرابات الأخيرة في ألمانيا أثرت في الاقتصاد الألماني على نحو أكبر مما حدث في الأعوام الماضية. وأوضح معهد الاقتصاد الألماني (أي دابليو)، ومقره كولونيا، في الدراسة التي نشرها أمس أن الإضرابات خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري كلفت ألمانيا نحو 944 ألف يوم عمل. وأضافت الدراسة أن معدل أيام الإضرابات خلال النصف الأول من العام ارتفع عن نظيره في العام الماضي بأكمله بمقدار ستة أضعاف. وأشارت الدراسة إلى أن الإضراب في هيئة البريد الألماني "دويتشه بوست" كان له الإسهام الأكبر في ذلك. وأضافت أن الجزء الأكبر من الإضرابات يرجع بشكل أساسي إلى نقابة "فيردي" للعاملين بقطاع الخدمات العامة في ألمانيا. وقال متحدث باسم النقابة بالعاصمة الألمانية برلين إنه كانت هناك خلافات حادة بصفة خاصة خلال هذا العام. وأشار إلى أنه لم يتم القيام بإضرابات لمجرد الرغبة في ذلك، ولكن كان هناك لدى العاملين بالبريد وغيرهم ممن يعملون بقطاع الخدمات العامة قضايا محورية للغاية.
مشاركة :