تعيش أفغانستان تطورات منذ الاتفاق الذي عقدته الولايات المتحدة الأمريكية مع حركة طالبان قبل نحو ستة أشهر، فالاتفاق الذي نص على انسحاب أمريكي ربما يفتح على تسويات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وكان من أبرز بنود الاتفاق استكمال انسحاب القوات الأمريكية وحلفائها، خلال 14 شهرا، بعد هذا الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، شريطة أن تفي طالبان بالتزاماتها بموجب الاتفاق.ووقع الرئيس الأفغاني أشرف غني مرسوما بالإفراج عن 400 من مقاتلي طالبان، وذلك لكي يتم استئناف مفاوضات السلام الأفغانية الإثنين الماضي.ويعد الإفراج عن السجناء أهم عقبة تم التغلب عليها قبل بدء مفاوضات السلام، حيث كانت حركة طالبان تضع ذلك كشرط مسبق.وقال بيان صدر عن القصر الرئاسي في كابول إنه استنادا إلى المرسوم تم العفو أيضا عن عدد من عناصر قوات الأمن مدانين بجرائم بسيطة وسيتم إطلاق سراحهم.وقال غني إنه بينما لا يملك سلطة الإفراج عن هؤلاء السجناء بعد أن أصدر المجلس الأفغاني موافقته الأحد، إلا أنه يطلق سراحهم الآن بإذن الشعب.وأشادت حركة طالبان بما وصفته بـ«القرار الجيد». وبعد إطلاق سراح السجناء، وسيكون هناك فريق تفاوض مستعد لبدء محادثات السلام خلال أسبوع، حسبما قال سهيل شاهين المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة لوكالة الأنباء الألمانية.وقال غني في ختام فعاليات اجتماع مجلس الـ «لويا جيرجا»، الذي شارك فيه ممثلون عن جميع فئات المجتمع لتقرير مصير السجناء الذين طالبت طالبان بإطلاق سراحهم،: «اليوم، سأوقع المرسوم الذي لم أكن لأوقع عليه في حياتي لأنه فوق سلطتي».ومن شأن هذا القرار أن يزيل آخر عقبة أمام إجراء محادثات بين الحكومة الأفغانية ومسلحي طالبان.وصوت نحو 3400 مشارك في الاجتماع بالموافقة على ما إذا كان يتعين إطلاق سراح السجناء، وجميعهم مدانون بجرائم كبرى.وكان المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان زالماي خليل زاد رحب في وقت سابق بالقرار في تغريدة له على موقع تويتر قائلا «إن ثمة فرصة تاريخية للسلام باتت الآن ممكنة».كما أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج عن تشجيعه لهذه الخطوة، قائلا إنه تحدث إلى غني وعبد الله عبد الله كبير مفاوضي الحكومة في مفاوضات السلام لكي يعرب لهما عن ترحيبه بالبدء المزمع للمفاوضات.وقال ستولتنبرج في تغريدته «يجب على جميع الأطراف انتهاز هذه اللحظة التاريخية من أجل السلام. وأن الناتو يقف إلى جانب أفغانستان في الحرب ضد الإرهاب، فيما نعدل وجودنا لدعم عملية السلام».يذكر أنه بمقتضى صفقة وقعها مقاتلو طالبان مع الولايات المتحدة في فبراير الماضي، تلتزم الجماعة الأفغانية بقطع علاقاتها مع الإرهاب الدولي والبدء في مفاوضات مع الحكومة.وفي المقابل سيتم انسحاب جميع القوات الدولية من أفغانستان.وبالإضافة إلى ذلك ينص الاتفاق على الإفراج عن نحو خمسة آلاف من سجناء طالبان ونحو ألف من السجناء الموالين للحكومة على أن يتم ذلك قبل بدء أي مفاوضات سلام بين الجانبين المتحاربين.وقال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، الذي شارك في الاجتماع، إنه على حد علمه، سيبدأ فريق التفاوض الحكومي بقيادة رئيس جهاز المخابرات الأفغاني السابق معصوم ستانكزاي التفاوض مع طالبان، بعد أن تفرج الحكومة عن الـ 400 سجين، في غضون يومين أو ثلاثة أيام.
مشاركة :