نجاعة اللقاح الروسي لكوفيد - 19 تحوم حولها الشكوك | | صحيفة العرب

  • 8/13/2020
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

قوبل اللقاح الروسي لكوفيد ـ 19 “سبوتنيك 5” بالتشكيك في نجاعته وعدم اختباره على نحو كاف. وادّعت حكومات البعض من البلدان أن موسكو تضع المكانة القومية قبل السلامة. وفي حين أشارت وزارة الصحة الروسية إلى أن لقاحها يسمح “بتكوين مناعة طويلة الأمد”، مقدرة أن تستمر الاستجابة المناعية لمدة “عامين”، أكد الخبراء أنه لا يمكن الاستناد إلى ادعاءات لم يتمّ نشر بيانات بخصوصها بعدُ. برلين- تلقي السرعة التي تتحرك بها روسيا لإنتاج المصل الضوء على عزمها على كسب السباق العالمي للتوصل إلى منتج فعال، لكنها تثير أيضا مخاوف لدى البعض من أن يكون ذلك على حساب المنهج العلمي القويم والسلامة. وقال وزير الصحة الألماني ينس سبان، الأربعاء، إن اللقاح الروسي لمرض كوفيد – 19 لم يختبر على نحو كاف، مضيفا أن الهدف هو ابتكار منتج آمن وليس أن يكون بلد ما هو الأول في توفير لقاح للناس فحسب. وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين، أن روسيا أصبحت أول دولة تمنح موافقة تنظيمية على لقاح لكوفيد – 19 بعد أقل من شهرين من اختباره على البشر. وعبر بعض الخبراء عن قلقهم بشأن قرار موسكو منح الموافقة على اللقاح قبل استكمال التجارب النهائية. وقال سبان لراديو دويتشلاند فونك “قد يكون من الخطير البدء في منح اللقاح للملايين، إن لم يكن المليارات من الناس في وقت سابق لأوانه، لأن هذا قد يقضي تماما على تقبل فكرة اللقاح إذا لم تمض الأمور على ما يرام، لذلك فأنا متشكك جدا بشأن ما يحدث في روسيا”. وأضاف “يسعدني أن يكون هناك لقاح مبدئي جيد، لكن استنادا إلى كل ما نعرفه، وهذه هي المشكلة الرئيسية، فإن الروس لا يخبروننا بالكثير، فهذا (اللقاح) لم يختبر على نحو كاف”. وتابع، من المهم جدا، حتى أثناء الجائحة، إجراء الدراسات والاختبارات ذات الصلة بشكل صحيح ونشرها على الملأ للحصول على ثقة الناس في اللقاح. وقال ردا على سؤال بشأن اللقاح الروسي الذي يحمل اسم سبوتنيك 5 “الأمر لا يتعلق بأن تكون الأول بطريقة ما، بل يتعلق بالحصول على لقاح فعال خضع للاختبار، وبالتالي هو آمن”. وبلغت نسبة نجاح التجارب السريرية عشرة في المئة فحسب ويخشى بعض العلماء أن تكون موسكو تضع المكانة القومية قبل السلامة. وقال بوتين وغيره من المسؤولين إن اللقاح آمن تماما. وذكر مسؤولون حكوميون أنه سيصرح بمنح اللقاح للأطقم الطبية ثم للمعلمين على أساس تطوعي في نهاية هذا الشهر أو مطلع سبتمبر المقبل، ومن المنتظر بدء توزيعه على نطاق جماعي في روسيا في أكتوبر القادم. من جهتها، أحصت منظمة الصحة العالمية 26 لقاحا مرشحا في العالم يجري تقييمها خلال تجارب إكلينيكية على البشر حاليا، في مقابل 11 لقاحا تجريبيا في منتصف يونيو الماضي. وما زالت معظم هذه التجارب في “المرحلة الأولى” التي تهدف بشكل أساسي إلى تقييم سلامة المنتج، أو “المرحلة الثانية” حين يتم بالفعل استكشاف مسألة الفعالية. فيما خمسة منها فقط هي في “المرحلة الثالثة” وهي الأكثر تقدما، حين تُقاس الفعالية على آلاف المتطوعين: وهذا ينطبق على اللقاحات التجريبية التي طورتها شركتا بَيونتك الألمانية وفايزر الأميركية، ومختبرات مودرنا الأميركية ومختبرات سينوفارم وسينوفاك الصينية وجامعة أكسفورد بالتعاون مع أسترازينيكا البريطانية. وتجري اختبارات على لقاحات تجريبية أخرى على نطاق واسع في بلدان أخرى. وقد بدأت إندونيسيا الثلاثاء تجربة لقاح آخر على 1600 متطوع وهو بالفعل في المرحلة الثالثة. كما أن اللقاح الروسي الذي طوره مركز نيكولاي غاماليا لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية مُدرج في المرحلة الأولى في قاعدة بيانات منظمة الصحة العالمية. مع ذلك، يؤكد صندوق الثروة السيادي الروسي المشارك في تطويره أن المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية ستبدأ الأربعاء. وتقول السلطات الطبية الروسية إن الطاقم الطبي والمعلمين سيبدأون بتلقي اللقاح ابتداء من أغسطس الجاري، قبل طرحه للتداول في يناير 2021 بين السكان. وتعمل بعض الفرق على لقاحات تقليدية باستخدام فايروس “ميت”، وهذه اللقاحات هي من فئة اللقاحات “المعطلة”. وهناك أيضا ما يسمى بلقاحات “الوحيدات”، التي تعتمد على البروتينات (المضادات الفايروسية) التي تُحدث استجابة مناعية من دون أن تحتوي على الحمض النووي الفايروسي. وهناك لقاحات أخرى تُعرف باسم لقاحات “ناقلات الفايروس” وهي أكثر ابتكارا إذ تستخدم فايروسا حميدا كناقل يتم تحويله وتكييفه لمكافحة كوفيد – 19. هذه هي التقنية التي اختارها الروس وكذلك جامعة أكسفورد وهي تستخدم فايروسات غدّية من الشمبانزي وهي عائلة فايروسية شائعة جدا. اللقاح سيمنح للأطقم الطبية ثم للمعلمين على أساس تطوعي في نهاية هذا الشهر أو مطلع سبتمبر القادم وأخيرا، تعتمد المشاريع الأخرى على لقاحات تحتوي على الحمض النووي (ADN) أو مرسال الحمض النووي (Messenger RNA ) وهي منتجات تجريبية تستخدم قِطعا من المادة الوراثية المعدلة. ويوضح دانيال فلوريه، نائب رئيس اللجنة الفنية للقاحات، الملحقة بالهيئة الفرنسية العليا للصحة أنه “كلما ازداد عدد اللقاحات المرشحة، وخصوصا كلما ازداد عدد أنواع اللقاحات المرشحة، ازدادت فرصنا في الوصول إلى شيء ما”. تؤكد وزارة الصحة الروسية أن لقاحها يسمح “بتكوين مناعة طويلة الأمد”، مقدرة أن تستمر الاستجابة المناعية لمدة “عامين”. لكن المشكلة تكمن في أنه لم يتمّ نشر البيانات التي تستند إليها هذه الادعاءات. وتقول عالمة الفايروسات الفرنسية ماري بول كيني النائبة السابقة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية لوكالة فرانس برس إن “هذا الإعلان سابق لأوانه لأننا لا نعرف بعد ما إذا كان هذا اللقاح – أو أي لقاح آخر – سيقي من كوفيد – 19” ولا نعرف “ما ستكون عليه مدة الاستجابة المناعية” معتبرة أنها لا تكون في الواقع “لدى الإنسان لأكثر من بضعة أشهر أو أسابيع” بعد الجرعات الأولى.

مشاركة :