أظهرت نتائج دراسة علمية أجريت على سكان شمال قطاع غزة، إصابة 70 في المئة من سكان بلدة بيت لاهيا بمرض الكبد الوبائي. وكشفت الباحثة خلود عليان لوكالة «وطن للأنباء» إصابة 70 في المئة من عائلات بلدة بيت لاهيا بالكبد الوبائي بناء على نتائج البحث الأولي للدراسة التي أجرتها، عازية ذلك إلى أساليب وسلوكيات خاطئة يتبعها المواطنون في حياتهم اليومية. وأوضحت: «حين نزلنا إلى الميدان واكتشفنا آلية انتشار المرض، صُدمنا بالنتائج، وغالبية المرضى مصابة بالكبد الوبائي من فئة ب الخامل التي من الممكن أن تتطور في ظل قلة الاهتمام والعلاج إلى الفئة سي الأخطر والقاتلة، كما ظهرت أخيراً الفئة د الأشد خطورة والقاتلة أيضاً». وأضافت أنه في حال الإصابة بالفئة «د» يمكن إعطاء المريض بعض جرعات الدواء التي تخفف من المرض، لكنها لا تقضي عليه. وأكدت عليان أن أسباب انتشار المرض هي السلوكيات الخاطئة التي كثيراً ما تنقل الأمراض المعدية، وجهل العائلة بإصابة أحد أفرادها، ما ينقل العدوى للبقية في شكل سريع من طريق الحياة اليومية، كالتناول المشترك للطعام، واستعمال فرشاة الأسنان، والجروح الخفيفة. وقالت: «خلال بحثي، اكتشفت أن الكثير من الحالات توفي أصحابها نتيجة الإصابة من دون العلم بها، وذلك لأن المرض خامل ولا تظهر أعراضه إلا بعد تدهور الوضع الصحي للمريض». ومن المعيقات التي واجهت عليان «رفض العائلات التحدث بالأمر والاعتراف به، فيما قام بعضها بإغلاق أبواب بيته في وجوهنا عند سؤالهم عن وجود حالات مصابة بالكبد الوبائي». وقالت: «نبع تصرفهم خوفاً من أن يقف المرض حائلاً دون زواج بناتهم لأنهم لا يخبرون الخاطب بإصابة الابنة، كما يفعل الشاب في حال كان هو المصاب، ونجم عن ذلك ازدياد حالات الطلاق التي كان سبب 60 في المئة منها شمال القطاع هو تكتم العائلة عن إصابة ابنتها أو ابنها بمرض الكبد الوبائي». واستنكرت ما أسمته «التكتم الحكومي التام» في غزة بحجة الحفاظ على سرية حياة المواطنين، والقول إن الشعب خالٍ من الأمراض.
مشاركة :