لوحات المحال التجارية.. «اكتب على كيفك»!

  • 11/10/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعد عملية اختيار الاسم التجاري للمحل إحدى أهم الخطوات التي يعتمد عليها نجاج المشروع التجاري، ومن الضروري أن يتم اختيار هذا الاسم ليكون عامل جذب إضافي لجذب الزبائن نحو المحل بعد عوامل النجاح الأخرى المتمثلة في اختيار الموقع المناسب والديكور الجميل والأسعار المناسبة والجودة. ومن المؤسف أن كثيراً من هذه اللوحات لم يتم فيها مراعاة المواصفات المطلوبة في هذا الشأن، والتي من أهمها وجود تناسق بين الأحجام والألوان، وبين أبعاد اللوحة وواجهة المبنى، إلى جانب نوعيات المواد المصنعة منها اللوحات، وشكل الكتابة، وكذلك العبارات المستخدمة على اللوحة، إضافةً إلى نوعية المعلومات، وموقع اللوحة على واجهة المبنى، فهناك أسماء مكررة، وأسماء أجنبية، وأُخرى لم يتم فيها مراعاة أن يتناسب الاسم التجاري مع نوع النشاط الذي تتم ممارسته في المحل. ومن الجوانب الفنية التي لابد من العناية بها عند تصميم اللوحات، الاهتمام بالرسومات ذات المعاني الهادفة، وكذلك أن تمتاز بالقدرة على شد انتباه المارة من مسافة بعيدة لدرجة عدم نسيانهم للمحل، إلى جانب الابتعاد عن خداع الناس عبر كتابة عبارات جاذبة في الأسعار، وهي في الحقيقة عكس ذلك. جانب جمالي وقال "زكي ابراهيم اللويمي" -فنان تشكيلي-: إن لوحات المحال التجارية تُمثل جانباً من جوانب الجماليات التي ينبغي العناية بها؛ لإضافة المزيد من الجمال لمدننا، مشدداً على أهميَّة أن تكون هذه اللوحات كبيرة الحجم وتحمل جوانب فنية؛ لتُسهم فعلياً في إضافة المزيد من الجمال لشوارعنا ومدننا، مشيراً إلى أن الجانب الجمالي مهمل تماماً في كثير من اللوحات التي يتم وضعها على واجهة المحال التجارية، لافتاً إلى غياب اللوحات التجارية ذات الإضاءة المتحركة "الفلاشات". وأضاف أن الرسوم الكبيرة المفروضة من قبل البلديات ساهم في إلغاء دور اللوحات في تزيين شوارعنا، كما نتج عن ذلك بروز ظاهرة استبدال اللوحات الكبيرة بأخرى صغيرة؛ لاجتناب دفع هذه الرسوم الكبيرة، مشيراً إلى انتشار ظاهرة وضع اللوحات الصغيرة على واجهة العديد من المحال الكبيرة، مبيناً أن بعض المحال الفخمة قد بُذل على ديكوراتها مبالغ كبيرة، ومع ذلك فإن مساحة لوحتها التجارية قد لا تتجاوز (1600 سم2)، إلى جانب افتقارها للألوان واللمسات الجمالية، لافتاً إلى أن هذه الظاهرة باتت تُشوه منظر مدننا وشوارعنا التجارية، داعياً البلديات إلى إعادة النظر في الرسوم المفروضة والتي تبلغ (130) ريالا للمتر الواحد في العام. عناصر جاذبة وبيّن "مصطفى العبدالمحسن" -مالك محل- أن لوحة المحل تعد أحد عناصر الديكور الخارجي للمحل، مضيفاً أن واجهة المحل وطريقة العرض تُعدان من أهم عناصر جذب الزبائن للمحل، مشيراً إلى أهمية العناية بنوع وحجم ولون الخط عند تصميم اللوحة، مفضلاً أن يكون الاسم التجاري المكتوب على اللوحة مختصراً، مؤكداً على أن الرسوم الكبيرة التي تضعها البلدية تكون عادةً عائقاً أمام وضع لوحات مميزة وجاذبة، موضحاً أن دفع مبلغ مالي يقدر ب (300) ريال سنوياً مقابل وضع أصغر اللوحات حجماً على واجهة المحل يُعد أمراً مُكلفاً ومبالغاً فيه، كما أن دفع مبلغ (5000) ريال مقابل تسجيل العلامة التجارية يُعد أمراً مبالغاً فيه أيضاً. وأضاف "العبدالمحسن" إلى أن اللوحة التجارية التي توضع على واجهة المحل قد تنطوي أحياناً على تحايل واضح وتغرير بالزبائن، مستشهداً في هذا الشأن باحتواء لوحات بعض المحال على عبارة "كل شيء بريالين" فيما الواقع الفعلي غير ذلك، إذ توجد حينها أنواع أُخرى من البضائع التي تباع بأسعار قد تزيد على ذلك بكثير. تحايل واضح وانتقد "زاهر محمد العلي" عدم تناسب النشاط التجاري للمحل مع الاسم التجاري المكتوب على لوحته، مُوضحاً أن هناك محال لبيع الأسماك أو الدواجن مثلاً ومع ذلك فإنها قد تحمل أسماء شخصيات تاريخية لامعة، داعياً الجهات المعنية إلى عدم السماح بمثل هذه الممارسات، وإلاَّ فإنها قد تكون بذلك شريكة في انتشار هذا النوع من الفوضى والتشويه البصري والثقافي. وشدد "محمد خليفة الصالح" على ضرورة أن يكون اسم المحل معبراً بوضوح عن ماهيَّة النشاط التجاري الذي يمارس في المحل، مشيراً إلى أهمية الابتعاد عن استغلال نجاح بعض المحال عبر اختيار اسم تجاري أو علامة مطابقة لتلك التي تعود ملكيتها إلى المحل الناجح، موضحاً أن هناك من يتحايل في هذا الشأن عن طريق إضافة كلمة ما في بداية اسم المحل بعد استغلال اسم محل ناجح وكتابتها بخط صغير مع كتابة الكلمة أو الكلمات الأخرى بحجم كبير كنوعٍ من التمويه. جوانب فنية وذكر "عبدالله عيسى اللويمي" -مصمم لوحات- بعض الجوانب الفنية التي لابد من العناية بها عند تصميم اللوحات التجارية، ومنها الألوان وحجم الخط وتناغمها مع نوع النشاط التجاري، مضيفاً أن من بينها أيضاً الاهتمام بالرسومات ذات المعاني الهادفة، إلى جانب أن تمتاز اللوحة بالقدرة على شد انتباه المارة من مسافة بعيدة لدرجة عدم نسيانهم للمحل، لافتاً إلى أن العديد من اللوحات التجارية المنتشرة حالياً لم تتغير في تصميمها عن ذي قبل، موضحاً أنها مصممة بطرق تقليدية وبعيدة عن الجوانب الإبداعية المعمول بها في هذا الشأن، مبيناً أنه تم الانتقال في تصميمها من الطباعة إلى استخدام الصاج والحروف المركبة. وأضاف أن اللائحة التنفيذية لنظام الأسماء التجارية شددت على ضرورة أن يتكون الاسم التجاري من ألفاظ عربيّة أو مُعرّبة، وألاَّ يشتمل على كلمات أجنبيّة، ومع ذلك فإن اهتمام العديد من أصحاب المحال التجارية بات مُنصباً على استخدام الكلمات الإنجليزية، كما أن هناك من يستخدم أسماءً غير مألوفة من أجل جذب الزبائن وشد انتباههم، موضحاً أن من أصحاب هذه المحال عزا ذلك إلى أن الجيل الحالي من الشباب يقبلون على الشراء من المحال التجارية ذات الأسماء اللافتة، كما أن العديد منهم يعدون ذلك نوعاً من الحداثة والتطور. أسماء أجنبية وأبدى "إبراهيم البري" -معلم لغة عربية- امتعاضه الشديد نتيجة انتشار الأسماء الأجنبية على واجهة العديد من المحال التجارية وعزوف أصحابها عن أسماء ومفردات لغتنا العربية الجميلة، مؤكداً على أنها غنية بالمفردات والمعاني التي تحمل قيماً عالية، داعياً التجار وأصحاب هذه المحال إلى إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، وأن يجعلوا مفردات لغتنا الخالدة تعود لتتصدَّر واجهة هذه المحال. وأيده في ذلك "ميثم العمران"، مُبدياً تعجبه من انتشار ظاهرة وضع أعلام دول أخرى في لوحات بعض المحال التجارية، متسائلاً عن دور مُفتشي الجهات المعنية تجاه هذه الظاهرة ذات الأبعاد السلبية على مجتمعنا، مشيراً إلى أنه ينجذب عادةً نحو المحال التجارية التي تكون واجهتها أنيقة وأسماؤها رنانة. وأيدهما في هذا الشأن "رياض العواد"، مضيفاً أن الاسم المختصر المُكون من كلمة واحدة هو الأكثر شداً لانتباه المارّة . تجربة سلبية ولفت "عبدالعزيز الماجد" -صاحب محل لبيع الجولات- إلى الأهمية الكبيرة لاختيار اسم المحل، مشيراً إلى أنه يعد عامل رئيسي في زيادة إقبال الزبائن على المحل -بعد توفيق الله-، موضحاً أن الاسم التجاري لمحله جاء بتوصية من موزع تجاري يمتلك خبرة عريضة في هذا المجال، مبيناً أن صيت محله ذاع بشكل لافت وأصبح الزبائن يأتون إليه من أماكن بعيدة، كما أنه حقق نجاحات جيدة خلال الفترة الماضية، ذاكراً أنه عاش تجربة سلبية سابقة مع اسم سابق كان مخصصاً لبيع الحواسيب الآلية، إذ أن المحل لم ينجح بسبب الاسم غير المناسب الذي اختاره له. وأيده "نواف الدريس" -فني برامج-، مبيناً أن زبائن المحل باتوا يأتون من مدن أخرى، مضيفاً أن العديد منهم أجمعوا على أن سلاسة الاسم التجاري للمحل والأسعار المناسبة والجودة كانت عوامل جاذبة نحو المحل . علامة تجارية وأكد "عماد البدي" على أن الاسم التجاري الجميل لأحد محال بيع مستلزمات الأطفال حديثي الولادة كان السبب الرئيس الذي دفعه لشراء هذا المحل بسعر مرتفع، مُضيفاً أنه تمكن من تحويل اسم المحل إلى علامة تجارية مسجلة، مشيراً إلى أن ذلك كان سبباً وراء مجيء أحد الأشخاص من مدينة "الرياض" إلى المنطقة الشرقية للالتقاء به وطلب شراء العلامة التجارية بمبلغ (50) ألف ريال، بيد أنه رفض ذلك.وأكد "حسن سلطان" -بائع- على أن حُسن اختيار الاسم التجاري للمحل وسهولته تُعد من أهم الأسباب التي تجعل اسم المحل لا يفارق ذهن الزبون، وبالتالي سهولة عودته إلى المحل للشراء منه في مناسبات أُخرى، مشدداً على ضرورة أن يتراوح عدد حروفه ما بين (5- 8) أحرف، مشيراً إلى أن اختيار اسم أجنبي للمحل -رغم رفض البعض لذلك- يبقى على درجة كبيرة من الأهمية، مرجعاً السبب في ذلك إلى أن العديد من الشباب يفضلون الشراء من المحال التجارية ذات الأسماء الأجنبية، مبيناً أن الذهبي والفضي والأسود تبقى من الألوان الجاذبة التي لا بد من احتواء الاسم التجاري عند كتابته على لوحة المحل على أحدها أو جميعها.

مشاركة :