نحن أمة إقرأ ولا نقرأ ..

  • 8/13/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم/ أ. ليلى الودعاني محاضر ومدرب معتمد   مالذي ستضيفه القراءة إلينا ؟ وهل سأل أحدنا نفسه لماذا كانت أول كلمة في الوحي ( إقرأ ).  الإنسان يولد وهو يستقي الأفكار والمعتقدات من محيطه الخارجي بدون أن يعلم مدى صحتها حتى تتكون لنا شخصيات مختلفة قد تحمل الكثير من المفاهيم المغلوطة، وهنا يظهر الفرق بين الذين يقرؤون والذين لا يقرؤون.  برأيي “الإنسان يقرأ لأنه يريد أن يتجول في عقول الآخرين ويتعدى حدود الزمان والمكان ويتخلص من الحماقات التي يرتكبها بسبب الجهل وقلة العلم والمعرفة، يقرأ لأنه يريد أن يحرك الماء في بحيرة عقله ليصبح أكثر وعياً بما يدور حولة. كل كتاب ( جيد ) هو خبرة جديدة وتواصل مع العقول الذكية، عقول العظماء الذين يدفعون بالقارئ إلى التفكير في الحقائق والأفكار التي لم تخطر في باله ولا يحسن التعبير عنها.  ولعل الجاحظ قد سبق الجميع في بيان مدى تأثير القراءة في شخصية القارئ فقال ” الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسّط لسانك، وجوّد بيانك، وفخم ألفاظك ”  لا شك أنه لن يستطيع الحصول على نتائج بالإعتماد على هذة الحصيلة المعرفية وحدها، بل تبدأ الخطوة الأولى للفهم والمعرفة لأنها تنقلنا إلى آفاق المعرفة الرحبة.  حيث أن القوة ليست الجسدية فقط بل أن القوة المعرفية هي التي تملكنا زمام المبادرة ووضع القرار، وعمق التأثير بل وتملكنا حرية الرأي، حيث أن الناس يتحدثون بأحسن ما يحفظون ويحفظون أحسن ما يكتبون ويكتبون أحسن ما يسمعون.  القراءة هي إحدى الوسائل المهمة للإستفادة من منجزات المتقدمين .. والمتأخرين وخبراتهم، وهو أمر ضروري يصعب الإستغناء عنه لمن يريد التعلم والتقدم وحاجة مُلحة لا تقل أهميتها عن أهمية الطعام والشراب، لذلك حاول أن تجعلها طقس دائم من طقوس حياتك، حيث كلما قرأ الإنسان أكثر .. أصبح أقل شبهاً بالآخرين.  أقرأ واحرص على الرسوخ في فهم الكلمة وصياغة المادة ومعرفة أسرار الحكمة، لأن قراءة أفضل الكتب بتمّعن شيء وقتل الوقت بالقراءة السطحية شي آخر تماماً.  سُئل أحد العلماء العباقرة، لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال: ( لأن حياة واحدة لا تكفيني !!)  ولأبن القيم كلام جميل في كتابة مفتاح السعادة، حيث وصف القراءة فقال: ( الجهل شجرة تنبت منها كل الشرور، والقراءة كفيلة بإن تخرجنا من ظلمات الجهل إلى نور العلم.

مشاركة :