جعل الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور من كلماته وكتاباته قيمة فنية رائعة وإنسانية كبرى، وذلك وفق وصف الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي له حينما قال: "صلاح عبد الصبور شاعر كبير، وسوف يظل له مكانة في تاريخ الشعر العربي من ناحية، وفي وجدان قارئ الشعر من ناحية أخرى، وشعره ليس قيمة فنية فحسب، وإنما إنسانية كبرى كذلك".عبد الصبور، الذي تحل ذكرى رحيله اليوم الجمعة، ولد في الثالث من مايو لعام 1931 بمحافظة الزقازيق، ثم رحل في الرابع عشر من أغسطس لعام 1981.وضع لمسات واضحة وبارزة في تاريخ الشعر المصري والعربي على السواء، مضيفا في مجالي الشعر والمسرح، مستلهما التراث، مستخدما نبرات سياسية داخل نصوصه.انتمى عبدالصبور في بدايته الشعرية لجماعة "الجمعية الأدبية" والتي كانت تضم: عبد الغفار مكاوي، وعز الدين إسماعيل، وأحمد كمال زكي، وفاروق خورشيد، وعبد الرحمن فهمي، وغيرهم، وكانت هذه الجماعة تعقد ندوات بشكل شبه منتظم، وكان أعضاؤها ينشرون إبداعاتهم في مجلة "الأدب"، التي أصدرها الشيخ أمين الخولي.وصفه الناقد الأدبي الدكتور جابر عصفور، أنه أهم شاعر في مصر بعد شوقي، فقد خرجا من الشعر الغنائي إلى المسرح، وتركا تراثا مسرحيا شعريا يظل في مرتبة متميزة، وأنه جاء لكى يغير الاتجاه الشعرى والرؤية، حيث إنه قام بتغير تقنيات الشعر، وقد اعتمد على رموز صوفية تتحدث عن الوجود وعن العالم الآخر، فهذه الرموز الصوفية لم تكن مطروحة إلا من خلال عبد الصبور.تميزت أعماله بالجرأة، ومتابعة الحركة السياسية، وكانت التحولات السياسية الكبرى التي شهدتها المنطقة العربية ولا سيما مصر بعد ثورة 23 يوليو لعام 1952، ترك أثرا واضحا على الشعر، وكان من أبرز شعراء تلك الفترة عبد الصبور، وفؤاد حداد، صلاح جاهين، عبدالرحمن الأبنودي، نجيب سرور، أحمد فؤاد نجم، وأمل دنقل.كتب عبدالصبور عددا من المؤلفات الأدبية الشعرية والمسرحية: مأساة الحلاج، مذكرات بشر الحافي، الناس في بلادي، ليلى والمجنون، وغير ذلك.
مشاركة :