- حزب العدالة والتنمية تعرض على مدى 18 عاما من مسيرة الحكم للعديد من العمليات الرامية إلى إسقاطه بطرق غير ديمقراطية- اختلفت تلك الطرق بين محاولات الانقلاب والهجمات الإرهابية والدعاوى القضائية على يد تنظيم "غولن" المتكتل داخل أروقة الدولة- الدعم الشعبي الذي حظي به الحزب حال دون نجاح عمليات إسقاطه غير الديمقراطية- الحزب استقبل الكثير من الوفود والباحثين الاجتماعيين للوقوف على تجربته في الحفاظ على شعبيته يحيي حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، الجمعة 14 أغسطس/آب، الذكرى الـ 19 لتأسيسه وذلك بعد 18 عامًا على توليه السلطة، كانت حافلة بنجاحات تاريخية حققت نقلة نوعية في البلاد. وتعرض "العدالة والتنمية" على مدى 18 عامًا من مسيرة الحكم للعديد من العمليات الرامية إلى إسقاطه بطرق غير ديمقراطية، اختلفت بين محاولات الانقلاب والهجمات الإرهابية والدعاوى القضائية على يد بؤر الوصاية وتنظيم "غولن" المتكّتل داخل أروقة الدولة التركية، إلا أن الدعم الشعبي الذي حظي به الحزب حال دون نجاح تلك العمليات. وبعد أعوام طويلة مليئة بالاستحقاقات الانتخابية والسياسية، خطا "العدالة والتنمية" تجاه مرحلة تاريخية جديدة، من خلال نجاحه في إقرار التعديلات الدستورية، بطرحها على الاستفتاء الشعبي في 16 أبريل/نيسان 2017، إذ شهدت البلاد استفتاء شعبيا وصف بـ "التاريخي"، وخرجت نتيجة الاستفتاء بتصويت 51.41% من المشاركين بـ "نعم" مقابل 48.59 بـ "لا". وأتاحت مواد الدستور الجديد أن يكون رئيس الجمهورية على رأس الحكومة وتحديد نوابه ووزارءه، ومكّنت الرئيس رجب طيب أردوغان من العودة إلى الحزب الذي أسسه، بعد أن كان قد قدم استقالته منه خلال ترشحه لرئاسة الجمهورية، وفق ما ينص عليه الدستور قبل التعديلات. كما رفعت التعديلات الجديدة عدد نواب البرلمان من 550 نائبا، إلى 600 نائبا في الانتخابات التي شهدتها عام 2019، على أن تصبح الانتخابات الرئاسية والانتخابات العامة مرة واحدة كل 5 سنوات. ** عودة المؤسس لرئاسة الحزب وفي الثاني من مايو/أيار 2017، تقدّم الرئيس أردوغان بطلب انتساب إلى حزبه العدالة والتنمية، وذلك بزيارة مقره العام في أنقرة. وفي 21 من الشهر نفسه، انتخب حزب العدالة والتنمية في مؤتمر استثنائي، أردوغان رئيسا جديدا له ليعود إلى رئاسة الحزب الذي أسسه، بعد غياب دام 979 يوماً. عودة أردوغان إلى ترأس "العدالة التنمية"، منح دفعة وديناميكية قوية للحزب، وذلك من خلال الإصلاحات التي قام بها في صفوف الحزب، وإعادة هيكلتها بما يتناسب مع الطبيعة الجديدة للبلاد، عقب انتقالها من النظام البرلماني إلى الرئاسي. وفور عودته إلى صفوف "العدالة والتنمية"، شرع أردوغان في عقد المؤتمرات العامة لفروع حزبه في الولايات، وتحضير الكوادر الحزبية للانتخابات العامة والرئاسية والمحلية التي كان من المتوقع إجراؤها عام 2019. لاحقاً، وبناء على مقترح من رئيس حزب الحركة القومية التركي، دولت بهتشلي، تقرر إجراء انتخابات مبكرة في البلاد، حيث نتج اجتماع بين الأخير وأردوغان، الإعلان عن يوم 24 يونيو/حزيران 2018، موعداً لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأسفرت انتخابات 24 يونيو الرئاسية في تركيا، عن فوز مرشح "العدالة والتنمية"، رجب طيب أردوغان، برئاسة البلاد، بحصوله على 52.38 بالمئة، ليكون بذلك أول رئيس يتولى هذا المنصب عقب انتقال البلاد إلى النظام الرئاسي، ومواصلا أيضاً حكم البلاد لولاية ثانية. وبحلول 31 مارس/آذار 2019، شهدت تركيا إجراء انتخابات محلية، كانت السمة البارزة لها تأسيس تحالفات بين الأحزاب، وأبرزها "تحالف الشعب" بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية. وفي هذا الإطار، قرر "تحالف الشعب" خوض الانتخابات المحلية عبر تحديد مرشحين مشتركين لدى 51 ولاية تركية، منها 30 مدن كبرى. وحصل "العدالة والتنمية" على 44.33 بالمئة من أصوات الناخبين في الانتخابات المحلية، ليحصل بذلك على أصوات الغالبية. ** المؤتمرات العامة يتميز "العدالة والتنمية" بأنه أكبر حزب في تركيا ويضم أكبر عدد من الأعضاء من كافة شرائح المجتمع. ونظَّم الحزب 4 مؤتمرات دورية في عهد الرئيس المؤسس أردوغان قبل عام 2014، ومؤتمرًا دوريًا واحدًا في عهد رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، ومؤتمرين استثنائيين في عهدي داود أوغلو وخلفه بن علي يلدريم، إضافة إلى اجتماعات التشاور والتقييم الدورية. وعقب الانتخابات العامة والرئاسية والمحلية في تركيا، أعلن أردوغان اعتزام حزبه إطلاق مرحلة التحضيرات للمؤتمر العام السابع لـ "العدالة والتنمية"، خريف عام 2020. إلا أن وباء كورونا، حال دون عقد الحزب مؤتمراته العامة في الولايات بموعدها المحدد، ليتم تأجيله إلى ما بعد العودة إلى الحياة الطبيعية. ويهدف الحزب لإتمام عقد مؤتمراته العامة في الأقضية بحلول نهاية العام الحالي، ليطلق بعدها عقد المؤتمرات العامة على مستوى الولايات، قبيل عقد المؤتمر العام الكبير للحزب. وطوال الفترة الماضية استقبل الحزب الكثير من الوفود والباحثين الاجتماعيين، للوقوف على تجربة "العدالة والتنمية" في الحفاظ على شعبيته، طوال سنوات إدارته للبلاد، وفق ما أظهرته الاستحقاقات الديمقراطية الكثيرة في تركيا. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :