جوهانسبورغ / الأناضول أدان نشطاء مناصرون للقضية الفلسطينية في جنوب إفريقيا اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، معتبرينه "طعنة" في ظهر نضال فلسطين لنيل الحرية. وقال محمد دساي، من منظمة "إفريقيا من أجل فلسطين" الحقوقية، للأناضول، إن المنظمة "تنضم لنظرائنا الفلسطينيين في إدانة هذا التدخل الأخير من قبل إدارة دونالد ترامب الأمريكية". ويقود الاتفاق الذي تم بوساطة الولايات المتحدة إلى التطبيع الكامل للعلاقات مع إسرائيل والإمارات. وأضاف دساي أن "بعض الحكومات العربية لديها سجل من التواطؤ مع الولايات المتحدة في سياساتهم القمعية في الشرق الأوسط، مع ذلك نعلم أن الشعوب العربية دائما تقف ضد الظلم". ولفت إلى أن الولايات المتحدة سبق وأن حاولت استخدام الحكومات الإفريقية للتواطؤ مع نظام الفصل العنصري "الأبارتايد" في جنوب إفريقيا. وتابع: "نعرف مثل هذه الأساليب، لكن في النهاية، ستكون إرادة شعوب المنطقة - سواء في الشرق الأوسط أو إفريقيا - هي العامل الحاسم". بدورها، قالت ثريا دادو، كاتبة وباحثة من جوهانسبرغ، إنه خلال نضال الشعب الجنوب الإفريقي ضد نظام الفصل العنصري شكلت الدول الإفريقية الخط الأمامي للمقاومة ضد نظام بريتوريا الوحشي. وأضافت أن الدول في عموم القارة السمراء وفرت الدعم الاقتصادي والسياسي واللوجستي لنضال تحرير جنوب إفريقيا، والذي قالت إنه يجب على العالم أن يحذو حذوه من خلال عزل إسرائيل. وأكدت "دادو" أنه "يجب على جميع الدول العربية معاملة دولة الفصل العنصري في إسرائيل بنفس الطريقة التي تعاملت بها الدول الإفريقية مع الفصل العنصري في جنوب إفريقيا". وأضافت: لا يمكن أن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع إسرائيل والشعب الفلسطيني لا يزال محتلاً. وتابعت: "لا يمكن أن يكون هناك تطبيع للعلاقات بينما إسرائيل لا تزال تمارس الفصل العنصري والاستعمار والحصار ضد الفلسطينيين". وقالت دادو إنه مثلما كانت عزلة جنوب إفريقيا في القارة السمراء مكونًا حاسمًا في الحرب ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، كذلك فإن مقاطعة إسرائيل في العالم العربي أمر حاسم في الكفاح من أجل تحرير فلسطين. وأضافت: "كيف يمكن للمسلمين في جميع أنحاء العالم الادعاء بأنهم متضامنون مع دولة فلسطين وما زالوا يتعاملون مع النظام الإسرائيلي العنصري الذي يقتل الأطفال والرجال والنساء الفلسطينيين؟". من جانبه، قال فيصل سليمان، رئيس شبكة المسلمين في جنوب إفريقيا إن اتفاق التطبيع هو "قرار مخز للإمارات". وأضاف "كلما أصبحت إسرائيل أكثر صداقة مع جيران فلسطين، قل عدد الأماكن المتاحة لفلسطين للحصول على الدعم وأيضا للجوء". وتابع سليمان: "هذا الاتفاق خطوة إلى الوراء بالنسبة لحرية وحقوق الفلسطينيين وقرار أخلاقي سيئ بالنسبة للإمارات". ويدعم العديد من مواطني جنوب إفريقيا النضال الفلسطيني لأنهم يعتقدون أن ما يحدث للفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي مشابه لما عاشوه في حقبة الفصل العنصري. وكان حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم صريحًا في دعمه لفلسطين، لكنه لم يصدر بعد بيانًا بشأن الاتفاق. والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصل الإمارات وإسرائيل إلى "اتفاق" واصفا إياه بـ"التاريخي"، لتكون أبو ظبي الأولى خليجيا توقع اتفاقا تطبيعيا مع تل أبيب. ويرى مراقبون أن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل يتوج سلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين، وأنه لم يأت بجديد سوى الإعلان الرسمي. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :