اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات - هل له علاقة بإيران أم بتركيا؟

  • 8/14/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الإعلان عن اتفاق لتطبيع علاقات إسرائيل والإمارات لم يكن مفاجئا للكثير من المراقبين، فقد كان هناك تعاون بين البلدين منذ وقت طويل، لكن خطوة إقامة العلاقات بينهما رسميا تنبئ بمزيد من التعاون في قضايا مشتركة عدة، فما هي؟ وفي حين قالت أبو ظبي إنّ إسرائيل تعهّدت في الاتفاق بـ"التوقّف عن خطة ضمّ أراض فلسطينية"، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّ مخطّط الضمّ "تأجّل" لكنّه "لم يُلغ". خطوة إقامة علاقات رسيمة بين الإمارات وإسرائيل تنبئ ـ حسب مراقبين ـ بمزيد من التعاون ليس فقط لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، بل بالنسبة لقضايا أخرى، بما في ذلك التحالف التركي- القطري المتنامي. في تقرير لمجلة ناشونال انتريست الأمريكية حول الإعلان عن هذا الحدث نقلت المجلة عن مارك فيتزباتريك، الدبلوماسي الأمريكي السابق وزميل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قوله "إن إضفاء الطابع الرسمي على ما كان علاقات غير رسمية خطوة حكيمة من الطرفين.. تعزز شراكتهما الفعلية في مواجهة إيران". مواجة المحور التركي القطري؟ ولكن هذه الخطوة جاءت بعد أسبوع فقط من عقد اجتماع علني نادر بين وزيري خارجية إيران والإمارات حمل دلالة على أن العلاقات الإماراتية الإيرانية بدأت تتحسن. في هذا السياق يتساءل حسين إبيش وهو كبير باحثين مقيم في معهد دول الخليج العربية بواشنطن" لماذا يحدث هذا الآن ؟". ويرد بأن "تركيا هي أفضل كلمة تلخص الإجابة على هذا السؤال". لقد كانت تركيا، وإسرائيل، وقطر، والإمارات العربية المتحدة في وقت من الأوقات جزءا من نفس الكتلة الموالية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. لقد ساءت علاقاتها أثناء الربيع العربي، عنما ساندت تركيا وقطر انتفاضات الحركات الشعبوية مثل الإخوان المسلمين، يقول الخبير، بينما ساندت الإمارات نظم الحكم القائمة. وقال إبيش" لماذا الإمارات العربية المتحدة وليس أي دولة خليجية أخرى؟...لأن إسرائيل والإمارات يتشاركان بشكل فريد في نفس الشعور بالتهديد. فهما تتفقان بالنسبة لإيران، ولكن تتفقان أيضا بالنسبة لتركيا، والإخوان المسلمين، وقطر". فالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يأتي في وقت تعزز فيه تركيا من نفوذها الإقليمي على عدة جبهات مختلفة ، بما في ذلك تدخلها ضد خليفة حفتر الذي تدعمه الإمارات في ليبيا، وشنت القوات التركية هجمات واسعة النطاق ضد المسلحين الأكراد في سورية والعراق، وساندت أنقره أذربيجان في نزاعها مع أرمينيا، وتصدت للسفن اليونانية في المياه المتنازع عليها. وخلال الأسبوع الحالي أعلن المسؤولون الإسرائيليون رسميا دعمهم لليونان في نزاع شرق البحر المتوسط. وعلى أية حال، فإن إسرائيل لا تعارض تماما كل أنشطة قطر في المنطقة. فقطر تساعد في تمويل "الدويلة" الفلسطينية في غزة وذلك مقابل الحفاظ على هدوء الحدود بين إسرائيل وغزة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية يوم الأربعاء الماضي أن المسؤولين الإسرائيليين طلبوا من قطر استئناف تقديم الأموال لحماس التي تحكم غزة، بعدما بدأ المسلحون الفلسطينيون إطلاق البالونات المتفجرة عبر الحدود. وقال إبيش" الجميع في حاجة لأن يفعل شخص ما ذلك، لأنه إذا انهار نظام حماس في غزة دون وجود بديل له، سيكون الأمر أكثر سوءا بالنسبة للجميع". وأضاف إبيش إنه حتى حلفاء مقربين من الإمارات مثل مصر يشعرون بالقلق من إمكانية قيام جماعات مثل داعش أو القاعدة بملء فراغ السلطة. "الاتفاق يظهر الإمارات نصيرة للحقوق الفلسطينية" والاتفاق الإسرائيلي الإماراتي يفتح المجال الآن للإمارات لأن تبدو نصيرة للحقوق الفلسطينية، لأنها كما يبدو أوقفت خطط إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية. كما يقول الخبير في معهد الدراسات الاستراتيجية.  وقد أشار البيان الأمريكي- الإسرائيلي- الإماراتي المشترك إلى أن دبلوماسية الإمارات كان لها الفضل في وقف الضم. وذكر البيان أنه "نتيجة لهذا الانفراج الدبلوماسي وبناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات، ستتوقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية وفقا لخطة ترامب للسلام، وتركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي". وأضاف البيان أن " الأطراف سوف تواصل جهودها... لتحقيق حل عادل، وشامل، ودائم للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني". لكن البيان ما زال يترك الباب مفتوحا للضم في وقت لاحق. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أنه" ما زال ملتزما" بضم الأراضي المتنازع عليها. ولم يرق الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي للفلسطينيين، ووصفته السلطة الفلسطينية بأنه " خيانة للقدس". وقالت شيرا إيفرون مستشارة السياسات بمنتدى السياسات الإسرائيلي "إن السلطة الفلسطينية ضعيفة جدا، جدا... ومن المحتمل أن يزيدها هذا الأمر ضعفا، لأنه يمثل فشلا لاستراتيجيتها".  وأوضحت عبر فيديو كونفرانس استضافه المنتدى الإسرائيلي أن" تطبيع العلاقات مع الدول العربية كان "حافزا " قويا لإسرائيل  "للمضي من أجل السلام مع الفلسطينيين". من ناحية أخرى أشار منتدى السياسات الإسرائيلي في بيان له إلى أن" بداية عملية تطبيع العلاقات مع الإمارات هو ليس مماثلا لتحقيق السلام في المنطقة أو اتفاق بشأن الوضع الدائم لحسم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني." ع.ج.م/م. س (د ب أ)

مشاركة :