تسلم الرئيس اللبناني العماد ميشال عون اليوم الجمعة، رسالة من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، يؤكد فيها على وقوف باريس إلى جانب الشعب اللبناني في المأساة التي حلت به في 4 أغسطس الجاري. وتسلم الرئيس عون هذه الرسالة خلال لقائه في قصر بعبدا، وزيرة الجيوش الفرنسية السيدة فلورانس بارلي، يرافقها السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه، ووفد عسكري ودبلوماسي، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية. وقالت الوزيرة بارلي، إن بلادها قدمت مساعدات كثيرة وسوف تقدم المزيد لاسيما المعدات التي تساعد في رفع الأنقاض واستكمال أعمال الإغاثة ومسح الأضرار، وسيشارك في كل هذه المهمات نحو 750 عسكرياً فرنسياً يصلون اليوم. وأشارت وزيرة الجيوش الفرنسية إلى أن "خبراء فرنسيين سيساعدون في التحقيقات الجارية لكشف ملابسات جريمة التفجير، بالتزامن مع إرسال مواد غذائية وتجهيزات للبناء تنقلها باخرة فرنسية تصل الى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة". وأضافت الوزيرة بارلي "يمكنكم الاتكال على فرنسا التي أكد رئيسها إيمانويل ماكرون عندما زار بيروت أنه يضع كل الإمكانات بتصرف لبنان، الدولة الصديقة. كذلك ساهمت مؤسسات وشركات خاصة فرنسية في تقديم مساعدات عينية سوف تصل تباعا إلى مرفأ بيروت والمطار". وتمنت بارلي أن "يتم سريعاً تشكيل الحكومة الجديدة للمضي في الإصلاحات التي يرى المجتمع الدولي ضرورتها، لافتة إلى أن الرئيس ماكرون سيعود إلى لبنان في الأول من سبتمبر المقبل لمتابعة الاتصالات التي كان بدأها مع المسؤولين والقيادات اللبنانية، وللاطلاع على تطور عملية إصلاح الأضرار في المناطق المدمرة". ونوهت وزيرة الجيوش الفرنسية "بالدور الذي يقوم به الجيش اللبناني في عملية الإغاثة ورفع الأنقاض واستقبال المساعدات وتوزيعها بتنظيم لافت". وجددت الوزيرة الفرنسية "تقديم تعازي بلادها للضحايا الذين سقطوا في تفجير مرفأ بيروت، مقدمة التحية لشهداء المؤسسات العسكرية والأمنية". ومن جهته، شكر الرئيس عون الوزيرة بارلي على زيارتها، مؤكداً "على عمق العلاقات اللبنانية- الفرنسية وتجذرها". ونوه الرئيس اللبناني "خصوصاً بالدعم الذي قدمه الرئيس ماكرون للبنان سواء خلال زيارته إلى بيروت أو من خلال دعوته لمؤتمر باريس لدعم بيروت والشعب اللبناني". وقال عون، إن "التحقيقات مستمرة لجلاء ملابسات الجريمة التي وقعت بالتوازي مع العمل على مسح الأضرار والتخطيط لإعادة بناء المنازل المتضررة وتوفير المواد الغذائية". وأكد "تصميمه على المضي بالإصلاحات التي ستبدأ فور تشكيل الحكومة الجديدة، وأن جهداً كبيراً سيبذل على هذا الصعيد لإزالة كل العقبات التي تبرز في مثل هذه الظروف". وشدد "على المضي في مكافحة الفساد في البلاد لأن هذه العملية أساسية لوقف الهدر والرشاوى والفوضى في الإدارات والمؤسسات اللبنانية". وأوضح أن "كل المؤسسات الرسمية مجندة لإزالة آثار التفجير وتأمين المساعدات والسكن والإغاثة للمتضررين"، منوهاً "بالدور الذي يقوم به الجيش على مختلف المستويات الأمنية والإغاثية وتوزيع المساعدات". يذكر أن انفجارا وقع في الرابع من الشهر الجاري في مرفأ بيروت خلف أضراراً جسيمة في المرفأ وفي المباني المحيطة ومقتل أكثر من 178 شخصاً وإصابة أكثر من 6000 جريح، وتشريد 300 ألف شخص.
مشاركة :