أرسلت فتحية البستكي، ناشطة في العناية بالكلاب المشردة، توضيحا جاء فيه: بالإشارة إلى ما تم نشره مؤخرًا في مختلف الجرائد المحلية وعبر بعض المواقع الاجتماعية فيما يخص تكاثر الكلاب المشردة في منطقة من مناطق الحد، ومطالبة المسؤولين في وزارة البلديات بعدم إطعام الكلاب السائبة معتقدين أنه الحل الأمثل في تسهيل عملية صيدها. نحن، النشطاء في العناية بالكلاب المشردة نعلم بأن هناك مشكلة كبيرة في المجتمع ومنذ سنوات طوال إذ إن كثيرين وكثيرات يخافون من مشاهدة كلب يحوم في الشوارع وفي مناطقهم السكنية، فبمجرد رؤيتهم للكلب ومن مسافة بعيدة.. فإن ذلك يثير الفزع في قلوبهم حتى لو كان الكلب ساكنًا وغير مكترث بمن حوله وبمن يخاف منه! حتى لو لم يحاول الكلب الاقتراب أو الهجوم، انه الشعور بالخوف فقط. وإنني لن أتطرق إلى التحدث عن طبيعة الكلاب وكيفية التعامل مع بعض المواقف إذ إنني تطرقت إلى هذا الموضوع مرارًا وتكرارًا خلال السنوات الماضية من دون فائدة.. إنني فقط أوجه كلمتي إلى المسؤولين في وزارة البلديات والزراعة بقولي إن الحل ليس في عدم إطعام المئات من الكلاب وتجويعها، فهذا يعد حرامًا من الناحية الدينية بما معناه أن نحكم على الحيوانات بالنفوق والموت البطيء!! فهل يعقل هذا؟ إلى جانب أنه لن ينفع في إنجاح الخطة المرسومة لصيد الكلاب بواسطة شركة التنظيفات ووضع الطعام في الأقفاص لعمليات الصيد، إنما إنجاح الخطة في صيد الكلاب ومحاولة إبعادها عن السكان يعتمد على توفير خبراء في اصطياد الكلاب، وهناك مختلف الطرق لكي يلجأ لها البعض في ذلك. فلماذا لا تقوم الوزارة بجلب أشخاص متدربين بمختلف الوسائل والطرق في عملية اصطياد الكلاب؟ففكرة وضع الطعام في الأقفاص كطعم لمحاولة اصطياد الحيوان، وترك القفص في المنطقة لبضع ساعات عل وعسى أن يحاول الحيوان الدخول إليه لم تنفع كثيرا في حل المشكلة كما نعلم، إذ إن بعض الكلاب ذكية بطبعها وتشعر بالخطر، ليس لأنها شبعانة وممتلئة وهذا يجعلها لا تحاول الاقتراب من الطعام في القفص، بل لأن بعضها تتمتع بالذكاء وتعلم بأن هناك مخاطر سوف تتعرض لها (حتى لو لم تكن النية هي إيذاؤها) فالحيوان بالطبع لا يعلم نوايا البشر فيبتعد خوفا على نفسه من الدخول إلى القفص. بل هناك طرق أخرى من الممكن اللجوء إليها لإنجاح خطة اصطياد الكلاب ومن ثم إبعادها عن المناطق السكنية من دون محاولة منع محبي الكلاب من إطعامها أو سقيها.فحبذا لو قامت الوزارة بتوفير نوع من المخدر غير الضار وأضافتها إلى طعام الكلاب في المنطقة بحيث إن الحيوان، وبعد أن يتناول الطعام بفترة من الزمن يشعر بالنعاس ومن ثم تسهل عملية أخذها إلى العيادة البيطرية لأجل عملية الإخصاء والتعقيم من دون الحاجة إلى استخدام أقفاص لذلك. فبمجرد مشاهدة الكلب للقفص الحديدي الذي يحمله العمال ويتم وضعه في المنطقة فكل ذلك يثير في نفسه الخوف والتوجس فيجعله يبتعد عن هذا القفص فلا يدخله حتى لو كانت هناك قطعة لحم شهية وهي تشعر بالجوع فلن يشجعها الأمر على المجازفة بحياتها لأجل تناولها.أعتقد أنه الحل الأمثل والأسهل للجوء إليه وبذلك تكون العملية سريعة في التحكم في التكاثر وتقليل أعدادها الهائلة مستقبلا فيما يعود بالنفع على الجميع، على السكان بحيث يشعرون بالأمان في مناطقهم السكنية، ليس السكان فحسب، إنما أيضا أصحاب الشركات والمؤسسات، إذ إنني تلقيت مرارًا شكاوى من أصحاب الأعمال بوجود كلاب تحوم حول مؤسساتهم أو محلاتهم مما يثير الفزع في قلوب الزبائن ويتسبب كل ذلك في تعطيل أعمالهم وشؤونهم اليومية أو في الخسارة لأرزاقهم.وأكرر القول: الكلاب أذكى مما يتصوره الإنسان، والجوع ليس هو الدافع للكلب لكي يجازف بحياته فيدخل قفصًا يحتوي على طعام شهي، فإن كانت قطعة اللحم ستكلفها حياتها فلن تدخله وسوف تبحث عما تأكله في أي مكان آخر، وكما ذكرت سابقًا: هي لا تعلم بأن نوايانا سليمة وبأننا لا ننوي إيذاءها، بل ننوي حمايتها وحماية الإنسان منها!
مشاركة :