سجلت البورصة في أولى جلسات ما بعد شهر رمضان المبارك، ارتفاعاً في مؤشراتها الثلاثة بواقع 28 نقطة للسعري و0.82 نقطة للوزني و3.9 نقطة لـ «كويت 15». وشهدت الجلسة تحسناً «مقبولاً» إلى حد ما بالقيمة المتداولة التي وصلت إلى 11.6 مليون دينار، بعدما سجلت مستويات متدنية للغاية خلال شهر رمضان مع وصولها في بعض الجلسات إلى عتبة الـ 6 ملايين دينار فقط. في المقابل، فقد بلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 154.7 مليون سهم تمت عبر 3573 صفقة. في هذه الأثناء، رأى اقتصاديون أن أرباح الشركات المدرجة للربع الثاني من 2015 ستدعم مجريات حركة تداولات البورصة خلال تعاملات الأسبوع. وذكر هؤلاء في لقاءات متفرقة مع «كونا» أن السوق شهد خلال جلسات نهاية شهر رمضان المبارك توالي إعلانات البنوك التي استطاعت تحقيق بيانات مرضية في مجملها في وقت حقق بعض الشركات التشغيلية مكاسب جيدة. وقال الرئيس التنفيذي في شركة عربي للوساطة المالية ميثم الشخص إن أغلب البنوك المدرجة في السوق حققت أرباحا ممتازة خلال الربع الثاني من 2015 «كانت أفضل بكثير من مثيلتها في الفترة ذاتها من 2014، مما أعطى زخما للسوق في اليوم الأخير من شهر رمضان». وأضاف الشخص أن هذه الأرقام المسجلة من البنوك أعطت دعما قويا للمؤشرين الوزني و(كويت 15) «لكن السوق ما زال يعاني شح السيولة حيث لم يأت التفاعل الناجم من الأرباح مع الوضع الحالي في السوق الذي ينتظر إشارات دخول ترفع معها أحجام التداول لتكون فرصة للشركات بأن تحقق عوائد مجزية لتقليص خسائر الفترة الماضية». من جانبه، قال مستشار مجلس الإدارة في شركة ارزاق كابيتال صلاح السلطان إن السوق مازال متعطشا للمحفزات الفنية التي تدفعه إلى تحقيق الأرقام القياسية التي كان يحققها من قبل علاوة على عودة صناع السوق الذي هجر بعضهم السوق المحلي وذهب إلى أسواق خليجية للبحث عن الفرص المواتية. وأضاف السلطان أن الشركات المدرجة في البورصة تنتظر المزيد من أرباح الشركات لاسيما مع توجهات الدولة نحو الإنفاق على المشروعات التنموية الكبرى «التي يكون لتلك الشركات بصورة مباشرة أو غير مباشرة نصيب فيها مما يعود بالنفع على السوق وعلى المتعاملين». من جانبه، قال رئيس جمعية «المتداولون» محمد الطراح إن أرباح الشركات لن تكون العامل الوحيد في دعم مسار الأداء في السوق «ويتوجب على الجهات ذات الصلة إيجاد حلول تدعم الشركات التي مازالت تعاني بعض العثرات بفعل أزمات متراكمة حيث باتت تمثل عبئا على السوق». وذكر الطراح أن وتيرة الأداء خلال الأسبوع الجاري ستتحكم فيها عوامل ضاغطة مثل عمليات جني الارباح السريعة، اضافة الى المضاربات التي باتت «ملح» الحركة، مبينا انه سيكون لبعض المحافظ المالية والصناديق دور مؤثر في أداء السوق «الذي ما زال يعتمد على الأسهم الشعبية دون الـ 50 فلسا وعدد قليل من الاسهم التشغيلية».
مشاركة :