سيتي أمام فرصة ممكنة لمعانقة المجد القاري

  • 8/15/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ينظر مانشستر سيتي الإنجليزي بقيادة مدربه الإسباني بيب غوارديولا إلى البطولة المصغرة الاستثنائية التي تستضيفها العاصمة البرتغالية لشبونة، كأفضل فرصة ممكنة من أجل معانقة المجد القاري وإحراز لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ السيتيزين. ويتواصل الصراع على لقب المسابقة القارية بعد أن ضمن باريس سان جرمان ولايبزيغ مكانهما بالمربع الذهبي بانتظار المتأهل من لقاءي برشلونة وبايرن ميونخ ومانشستر سيتي وأولمبيك ليون. وبعد أن اكتفى حتى الآن برفع كأس الكؤوس الأوروبية عام 1970، جاء فايروس كورونا المستجد ليفرض واقعا استثنائيا قد يصبّ تماما في صالح سيتي الذي أثبت أنه قادر هذه المرة على الوصول حتى النهاية من خلال إقصاء ريال مدريد الإسباني، حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب (13)، من ثمن النهائي بالفوز عليه إيابا 2 – 1 قبل أسبوع في “فقاعة” لشبونة، بعد أن تغلب عليه قبل التوقف الذي فرضه كوفيد – 19 بنفس النتيجة. وبدا غوارديولا هذه المرة أكثر ثقة من السابق بإمكانية قيادة سيتي إلى اللقب المرموق بالقول “نحن هنا من أجل محاولة الفوز بلقب دوري الأبطال”، محذرا “من الاعتقاد بأن ذلك (الفوز على ريال) كاف لأنه سيظهر صغر حجمنا (على صعيد القارة). إذا أردت الفوز عليك التغلب على الفرق الكبرى”. واحتاج سيتي إلى ثمانية مواسم في دوري الأبطال لكي يتغلب على بطل سابق للمسابقة في مواجهة من مباراتي ذهاب وإياب. وإقصاء ريال بالفوز عليه مرتين قبل التوقف الذي فرضه كوفيد – 19 وبعده، أظهر نضوجا وقدرة على التعامل مع الضغوط، وهما أمران افتقد إليهما رجال غوارديولا في السابق. ويبدو الطريق الآن، أقله على الورق، ممهدا أمام سيتي لبلوغ دور الأربعة للمرة الثانية فقط في تاريخه بعد موسم 2015 – 2016 حين انتهى مشواره على يد ريال مدريد، وذلك لأنه يتواجه السبت مع ليون الذي أنهى الدوري الفرنسي المختصر في المركز السابع. لكن على سيتي الحذر ليس لأن ليون أقصى يوفنتوس الإيطالي من ثمن النهائي (خسر إيابا 1 – 2 وفاز ذهابا في ملعبه 1 – 0)، بل لأن تاريخه غير مشجع في المواجهات التي يعتبر فيها المرشح الأوفر حظا، وأبرز دليل على ذلك خروجه في المواسم الثلاثة بإشراف غوارديولا على أيدي موناكو الفرنسي (من ثمن النهائي موسم 2016 – 2017) وليفربول (ربع النهائي موسم 2017 – 2018) وتوتنهام (ربع النهائي موسم 2018 – 2019). وكشف غوارديولا، الفائز بلقب المسابقة مرتين كمدرب مع برشلونة، أنه “تحدثت للتو مع قسم الكشافين بشأن ليون، وأخبروني بأنه يجب توخي الحذر”. وبالفعل، على سيتي الحذر من ليون الذي انتزع أربع نقاط من أصل ست ممكنة من الفريق الإنجليزي حين تواجها الموسم الماضي في دور المجموعات، لكن الفارق شاسع بين الفريقين من حيث موهبة اللاعبين والإمكانيات المادية التي دفعت الفريق الفرنسي إلى بيع لاعبين مثل فرلان مندي أو نبيل فقير الصيف الماضي، في حين يواصل منافسه عملية الإنفاق الكبير بحثا عن تحقيق حلم دوري الأبطال. وبعد أن تنازل عن لقب الدوري المحلي لصالح ليفربول واكتفائه محليا بإحراز لقب كأس الرابطة، يعول غوارديولا كثيرا على دوري الأبطال لكي ينسى الخيبة المحلية، إلا أن المهمة لن تكون سهلة لاسيما أن الخصم المقبل، في حال تخطي ليون، سيكون الفائز من المواجهة بين فريقيه السابقين برشلونة وبايرن ميونخ الذي فرض نفسه المرشح الأبرز لرفع الكأس. غالبا ما يتذمر غوارديولا من أجواء الحماس الضعيفة في “ملعب الاتحاد” خلال الأمسيات الأوروبية، مقارنة بملاعب “كامب نو” و”سانتياغو برنابيو” أو “أنفيلد” الخاص بالغريم المحلي ليفربول الذي تنازل عن اللقب القاري بالخروج من ثمن النهائي على يد أتلتيكو مدريد الإسباني. لكن هذه النقطة السلبية ستنطبق على الجميع في “فقاعة” لشبونة في ظلّ اللعب خلف أبواب موصدة من دون جمهور. وباستثناء افتقاده لخدمات الأرجنتيني سيرجيو أغويرو بسبب الإصابة، يخوض سيتي مباراة السبت بصفوف مكتملة وفي وضع بدني ممتاز، لاسيما بعد أن ركز غوارديولا على تحضير فريقه لدوري الأبطال منذ عودة المنافسات من التوقف الذي فرضه كوفيد – 19، عوضا عن إهدار الطاقة في الدوري الممتاز بما أن ليفربول كان محلقا بعيدا جدا. لكن على المدرب الإسباني التركيز على دفاعه الذي لعب الدور الأساس في الهزائم التسع التي تلقاها الفريق في الدوري الممتاز هذا الموسم، إلا أن كل ذلك كان قبل عودة قلب الدفاع الفرنسي إيميريك لابورت من الإصابة. وفي الناحية الهجومية، لا يفتقر سيتي إلى المواهب في ظل وجود صانع الألعاب كيفن دي بروين الذي أثبت أنه أفضل لاعبي الوسط في العالم، وغابريال جيزوس، والجزائري رياض محرز، ورحيم ستيرلينغ، والبرتغالي برناردو سيلفا أو الإسباني دافيد سيلفا الذي يمني النفس بوداع تاريخي والفوز باللقب القاري المرموق قبل مغادرة السيتيزين. وفيما يعول سيتي على تحقيق حلمه بحصد اللقب، دوّن لايبزيغ الألماني اسمه في سجل الإنجازات وأصبح الفريق الثاني والثلاثين فقط الذي يصل إلى الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، وذلك عقب فوزه على أتلتيكو مدريد الإسباني 2 – 1 على ملعب جوزيه ألفالادي في لشبونة. وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها لايبزيغ المؤسس عام 2009 نصف نهائي البطولة الأوروبية، علما وأنه شارك للمرة الأولى موسم 2017 – 2018 وانتهى مشواره في دور المجموعات. وقاد يوليان ناغلسمان (33 عاما)، أصغر مدرب في تاريخ دوري الأبطال، فريقه لايبزيغ إلى نصف النهائي رغم غياب هدافه تيمو فيرنر المنتقل إلى تشيلسي الإنجليزي. وعرف ناغلسمان كيف يتعامل مع أتلتيكو بأسلوبه، إذ انكفأ للدفاع بعد تسجيله الهدف وأغلق منطقته مكتفيا بالهجمات المرتد. وأعرب ناغلسمان بعد المباراة عن سعادته بالفوز “كنا الطرف الأفضل، الهدف الثاني جاء عن طريق الحظ لكننا حققنا المطلوب وهو التأهل إلى نصف النهائي”. وأضاف “في دوري الأبطال يمكنك توقع أي شيء خاصة عندما يكون الأمر متعلقا بمباراة واحدة (..) صنعنا الفرص وتمكنا من الفوز، دافعنا بشكل ممتاز”.

مشاركة :