تقسيم معرض فنون.. و«كمامات حائرة» في بلدتين متداخلتين بين هولندا وبلجيكا

  • 8/16/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يشكل احترام تدابير الوقاية من «كوفيد-19» تحدياً يومياً لسكان بارلي-دوك، الجيب البلجيكي الصغير في جنوب هولندا، وجيرانهم في «بارلي-ناساو» الهولندية، خصوصاً بسبب التداخل الكبير في الحدود المشتركة بينهما.وتشكل البلدتان أحجية ضخمة، فبارلي- دوك تملك 22 جيباً داخل الأراضي الهولندية في حين تملك بارلي- ناساو 7 في الأراضي البلجيكية وجيباً ثامناً بعد خط الحدود الرئيسي بين البلدين.وعلى الأرض، يحدد مدخل المنزل هوية البلد الواقع فيه. وكان المواطنون البلجيكيون الهولنديون يعيشون من دون أن يأبهوا فعلاً للحدود إلا أن جائحة «كوفيد-19» غيرت المعادلة.في بارلي-دوك التابعة لمقاطعة أنتويرب البلجيكية، يطلب وضع كمامة عند الخروج إلى الأماكن العامة. إلا أن الأمر مختلف في بارلي-ناساو، حيث الكمامة إلزامية فقط في وسائل النقل المشترك.وتوضح سيلفيا رييبروك:«لا يفهم الناس إن كان عليهم وضع الكمامة من عدمه عندما يأتون إلى متجري».وتملك المواطنة الهولندية هذه صالة عرض فنية في مبنى تعبره الحدود وهي ممثلة بعلامات بيضاء مرسومة على الأرضية. وهو وضع خارج عن المألوف كانت تستمتع به في السابق إلاّ أنه لم يعد كذلك في خضم جائحة «كوفيد-19».فعندما يدخل الزبائن من الجانب البلجيكي، تشرح لهم سيلفيا أن عليهم وضع كمامة قبل أن توضح لهم أن بإمكانهم نزعها ما أن يعبروا الحدود على مسافة أمتار قليلة.تؤكد رييبروك:«قبل فيروس كورونا لم يكن هناك أي مشكلة مع الحدود. والآن نرى أن الوضع مختلف».ورغم عشرات الإشارات المرسومة على الأرض في البلدتين لرسم الحدود «كان كل شيء يعمل بشكل جيد» إذ إن السكان كانوا يعتبرون أنهم ينتمون إلى مجتمع واحد على ما يقول فرانز دي بونت رئيس بلدية بارلي-دوك. ويشرح:«تغير كل شيء مع فيروس كورونا ولا يعرف أحد ماذا عساه يفعل؟».وخلال فترة العزل، اضطرت سيلفيا إلى إغلاق قاعتها الفنية، فيما بقي المتجر المحاذي له وهو من الجانب الهولندي مفتوحاً. وكانت هولندا من الدول الأوروبية القليلة التي لم تأمر بعزل تام في عز الجائحة.وتقول بأسف «لدينا حكومتان لديهما طريقة مختلفة للتحرك حيال فيروس كورونا المستجد. وهذا الأمر ليس ممتعاً».ولمساعدة السكان على الفهم، تضع بعض المتاجر على واجهاتها لافتة كتب عليها «الكمامة غير إلزامية هنا». هذه الخاصية الجغرافية تستقطب في الأيام العادية السياح من كل أرجاء العالم. ويعود تاريخ بارلي-دوك وبارلي ناساو إلى القرون الوسطى. في العام 1198 تقاسم هذه الأراضي هنري الأول دوق برابانت وجودفروا شوتن سيد منطقة بريدا.في العام 1830 وعند استقلال بلجيكا وانفصالها عن هولندا، طرحت مسألة الترسيم المحدد للجيوب المختلفة. ورسمت الحدود نهائياً بعد مفاوضات استمرت 165 عاماً.

مشاركة :