فنانـون في مواجهة «التنمر الإلكتروني»

  • 8/16/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

التنمر الفني الإلكتروني ظاهرة انتشرت في هذه الفترة بحكم حضور مواقع التوصل والـ«سوشيال الميديا» الطاغي، خصوصاً أن مع بعض رموز الفن الذين تعرضوا في الفترة الأخيرة إلى إساءات جارحة حاولت النيل منهم وإضعاف شعبيتهم عن طريق التنمر بهم، سواء باللفظ، أو التعليقات المسيئة أو المواقف المحرجة. تعرض مؤخراً فنانون لتنمر على نطاق واسع، منهم، حسين الجسمي، ومحمد رمضان، وشريف منير، ويوسف الشريف، ورامي جمال، حيث قال الفنان والملحن فايز السعيد: من حق أي فنان أن يدافع عن نفسه إزاء أي تنمر يتعرض له عبر مواقع التواصل، خصوصاً إذا كان من أصحاب الفن الراقي والهادف، مشيراً إلى أن الفنان الذي لديه ثقة في نفسه، لا يمكن أن يتأثر بأفعال المتنمرين الذين يحاولون بشكل أو بآخر تقديم الإساءة عبر وسائل التواصل، ومحاولات إحباطه، والتقليل من شعبيته. ويرى السعيد أن ما يحدث حالياً هو دليل على أن الحياة الفنية تواجه موجة جديدة من التنمر بأشكاله المتعددة، التي أصبحت مثل «الموضة». وحول كيفية التصدي لها ومواجهتها، أكد السعيد أن الجهات المعنية كفيلة بأن تواجه هذه الظاهرة وتحد من انتشارها من جهة، أما من جهة فلا بد من الفنان نفسه ألا يتأثر بمثل هذه الأفعال، ويعزز ثقته بنفسه، لأن التنمر ينم عن أن الطرف الآخر غير متزن، ولا يملك الشجاعة لإظهار نفسه بشكل واضح. فخ التدمير فيما أكد الشاعر علي الخوار أن أفضل رد على هؤلاء المتنمرين هو تجاهلهم وعدم الرد عليهم أو الاهتمام بهم، لأنه بمجرد الالتفات إلى أساليب تنمرهم، يضع مشاهير الفن في مواقف محرجة، ويسلط الضوء عليهم ويزيد من انتشار ما يتم تداوله على مواقع التواصل، مشيراً إلى أنه يجب أن يدرك الجميع أن مواقع التوصل مثل «الشارع»، بحيث لا يدري المرء ما الذي يمكن أن يحدث فيه في أي لحظة، إلى جانب أن بداخله الجيد والسيئ، وللأسف من يسيء إلى الآخرين هو مجهول الهوية، ولا أحد يعلمه. وينصح الخوار بأن يتم التعامل مع التنمر في الفن، خاصة عبر بعض مواقع التواصل بشكل مغاير، خصوصاً أن سلبياتها أصبحت كثيرة، لكن في الوقت نفسه لا يفقد الأمل، ويرى أن ما يحدث في هذه الفترة سيجعل العديد من الفنانين ينتبهون ما ينصب لهم من أفخاخ من قبل بعض المتنمرين الذين يسعون إلى التدمير، وإحباط ومحاولات يائسة للنيل من رموز الفن في هذه الفترة، لافتاً إلى أن المسؤولية لا تقع وحدها على إدارة هذه المواقع في ردع المتنمرين، لكن يجب على الفنان أيضاً أن يكون أكثر جاهزية نفسياً للتعامل مع مثل هذه الظاهرة بعقلانية. وعي وحكمة أما الفنانة ديانا حداد، فقالت: يعيش الكثير من الفنانين أزمة مع ظاهرة التنمر، خصوصاً أنها لم تكن بهذه الشراسة من قبل، رغم أنها فعلياً كانت موجودة وقديمة قدم الفن، لكن في هذا العصر أصبح التنمر على أهل الفن من قبل بعض أفراد المجتمع غير الواعين عبر مواقع التواصل، بشكل واضح وصريح مع وجود الـ «سوشيال ميديا»، مشيرة إلى أنها تابعت في الفترة الماضية ما تعرض له العديد من الفنانين أصحاب السمعة الطيبة من تنمر حول النيل منهم ومن نجاحاتهم بشكل فج. وتابعت: إن مثل هذه «التنمرات» تنعكس بصورة سلبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تنتشر بسرعة البرق، وجعلها حديث الناس، لذلك فإن مواجهة ظاهرة التنمر من قبل الفنانين تحتاج إلى وعي وهدوء وحكمة. موقف قوي أشارت الفنانة أريام إلى أنها أصيبت بحالة من الضيق لتعرض بعض الفنانين المتميزين في الفترة الأخيرة إلى التنمر، بشكل واسع عبر مواقع التواصل، وأن هذا السلوك يعبر عن أن الذين يتنمرون لديهم أهداف سيئة، ومنها التأثير على شعبية بعض الفنانين، وإصابتهم بالإحباط، ومحاولة تثبيت أفكار عنهم غير حقيقية بالمرة، لكن يجب أن يتخذ الوسط الفني موقفاً قوياً لمواجهة هذه الظاهرة. وترى أنه من الطبيعي أن يتعرض الفنان بشكل يومي إلى ردود إيجابية وأخرى انتقادات وتعليقات حادة وجارحة في بعض الأحيان، لكن ما يحدث حالياً من محاولات لهز ثقة بعض الفنانين في أنفسهم أو تشويه صورتهم والتنمر بهم ومحاولة إحباطهم. رصد الأخطاء أوضح عبد المنعم العامري أن ما يحدث حالياً في الساحة الفنية، بسبب التنمر، أمر يسيء للعلاقة بين الفنان ومتابعيه، خصوصاً أن هناك بعض الفئات التي تبحث عن المساوئ وترصد بعض الأخطاء، من أجل الترويج لأشياء غير حقيقية، وهو ما يعد تنمراً واضحاً يقلل من قيمة الفنان، ويجعله يعيش حالة نفسية سيئة، مبيناً أن هذه الظاهرة أصبحت تأخذ حيزاً أكبر عما كان يحدث في الماضي، والسبب في ذلك هو انتشار مواقع التواصل.. وذكر أنه من الواضح أن الذين يتنمرون على أهل الفن، أشخاص يحاولون إخفاء حقيقتهم بلجوئهم إلى مواقع التواصل، عبر حسابات لا تحمل حقيقتهم. إيذاء علني قال الفنان فؤاد عبد الواحد، إن العالم العربي انتشرت فيه بحده ظاهرة التنمر الفني، التي أثرت بشكل سلبي على العديد من الفنانين حتى إن البعض منهم تعرض بشكل غير متوقع لحملة تنمر واسعة عبر مواقع التواصل، خصوصاً أنها سهلت الوصول للفنان على عكس السابق، وسهلت أيضاً التواصل معه بشكل مباشر ومحاولات إيذائه على العلن، مشيراً إلى أن المتنمر يبحث دائماً عن المساوئ، ويحاول اللعب على وتر المواقف الطارئة. وأضاف: أود أن أوجه رسالة إلى كل الفنانين الذين تعرضوا للتنمر، أن يقفوا بالمرصاد لكل من يحاول النيل منهم عبر مواقع التواصل، التي خرجت في هذه الأيام عن دورها المنشود. قواعد جديدة أعرب الشاعر حسان العبيدلي عن قلقه من وجود ظاهرة التنمر في الفن التي لم تكن موجودة من قبل في أي زمن، وأنه من الضروري أن تكون هناك وقفة من خلال الأشخاص والمشاهير الذين تمت الإساءة إليهم، وانتشرت الإشاعات حولهم عبر مواقع التواصل، وهو ما يجعل التنمر الذي كان يحدث في نطاق محدود، منتشراً في كل أنحاء العالم من خلال بعض الكلمات أو الألفاظ المسيئة التي تكتب عبر أشخاص غير معروفين، ما يضع الكثير من الفنانين تحت ظروف نفسية وضغوط غير مسبوقة. ونوه بأنه يتوقع أن يكون هناك استحداث قواعد جديدة على مستوى العالم العربي تواجه هذه الظاهرة حتى تظل العلاقة بين الفنان أو الشاعر وجمهوره ومتابعيه بشكلها اللائق، لأن الفن والثقافة هما جزء من حياة الناس، ومتعلقان بمناقشة قضاياهم والتفاعل معها، ومحاولة تقريب المسافات، ومن ثم نشر السرور والسعادة في المجتمع. أحمد النجار: عادات تربى عليها الإنسان يرى أحمد عبد العزيز النجار، دكتور علم النفس في جامعة الإمارات، أن التنمر ظاهرة اجتماعية طبيعية، إذ إن السلوك الإنساني ثلاثة أمور، الأول التعامل باحترام وبالمثل وهو السلوك المطلوب تحقيقه، والآخر العدوانية والتحكم وهو ما يسمى بالتنمر، والأخير الضعف والإذلال، وهو المتنمر، أو ما يتعرض للتنمر، وقال: الحياة الاجتماعية بصفة عامة تجد فيها المعتدي والمعتدى عليه، المتنمر والمتنمر عليه، القوة والضعف، والتطور والتخلف، فهذه هي الديناميكية الاجتماعية المتعارف عليها، ولكن مع انتشار ظاهرة التنمر، يجب أن ندعو الآخرين إلى ملاحظة أن السلوك الإنساني الطبيعي هو سلوك تعاوني بين القوي والضعيف. وأوضح أن التنمر بأشكاله المتعددة موجود في حياتنا الاجتماعية بشكل عام، سواء بين الأصدقاء في المدرسة، أو في العلاقة الزوجية، وفي مجال العمل، وزاد بشكل كبير في الفترة الأخيرة بسبب الـ «سوشيال ميديا»، ومواقع التواصل وما يحدث فيها، وعلى هذا الأساس فإن مسألة التنمر تعود في النهاية على أسلوب تفكير الشخص وإدراكه وحسه، كما ترجع إلى العادات التي تربى عليها الإنسان، لذلك يجب تعزيز مفهوم القيم والتعامل الإنساني والحضاري لتكون النتيجة أفضل في تخفيف ظاهرة التنمر. نصيحة حلمي وجه الفنان أحمد حلمي نصيحة لكل فنان يتعرض للتنمر، خصوصاً بعدما تعرض له في فترة سابقة من حياته، وقال: لا تشعر المتنمرين بأنهم نالوا منك، ونجحوا في التأثير عليك، وفرضوا سطوتهم، يجب ألا تحاول الهروب منهم، فذلك يزيد من رغبتهم في التنمر ضدك، لذا واجه الموقف بشجاعة.

مشاركة :