الإفراج عن سجناء طالبان في أفغانستان يصدم عائلات الضحايا

  • 8/16/2020
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كابول - (أ ف ب): عندما أدرك جمعة خان أنه سيتم الإفراج قريبا عن رجل يشتبه بأنه تورّط في هجوم قتل ابنه، شعر بأنه «طُعن في قلبه». ففي أفغانستان تواجه عائلات ضحايا هجمات حركة طالبان صعوبة في قبول الإفراج المرتقب عن سجناء من الحركة باسم عملية سلام قد لا تنجح. في 31 مايو 2017. انفجرت شاحنة مفخخة أمام المنطقة الدبلوماسية في كابول، وأسفر الاعتداء الذي لم يتمّ تبينه لكن السلطات نسبته إلى المتمردين، عن مقتل أكثر من 150 شخصًا، بينهم ناوين (24 عامًا) أصغر أبناء جمعة. يقول جمعة «كان أسوأ يوم في حياتي». وأضاف «أُغمي عليّ عندما رأيت جثة (ناوين) في التابوت». وتسببت الصدمة بعدها بجلطة دماغية لدى الرجل السبعيني الذي بات يعاني نتيجة ذلك من شلل نصفي. ويؤكد «جميعنا نريد السلام، لكن لم يسألونا يومًا عن رأينا، (رأي) الضحايا». ويرى أنه «لن يكون هناك سلام» بعد الإفراج عن 400 سجين مثيرين للجدل من عناصر حركة طالبان وصفهم بـ«قتلة ابني وشعبنا». ومنذ عدة أشهر، يعرقل مصير هؤلاء المعتقلين انطلاق المفاوضات بين المتمردين والحكومة الأفغانية التي أُرجئت مرات عدة وينصّ عليها اتفاق وُقع في نهاية فبراير بين الولايات المتحدة والمتمردين. في هذا النصّ الذي لم تصادق عليه كابول، اتفقت واشنطن وطالبان أيضًا على تبادل سجناء: نحو خمسة آلاف سجين من طالبان مقابل ألف عنصر من القوات الأفغانية. وإذ أفرجت السلطات الأفغانية عن جزء كبير من الموقوفين، إلا أنها كانت تمتنع عن إطلاق سراح هؤلاء الـ400 الأخيرين، وبعضهم متورط في اعتداءات دامية تسببت بمقتل عدد كبير من الأفغان والأجانب. لكن الأحد الماضي، وافق آلاف الأعيان الأفغان الأعضاء في «المجلس الكبير» (لويا جيرغا) على الإفراج عنهم. وحذّر الرئيس الأفغاني أشرف غني يوم الخميس من أن الإفراج عن «مجرمين متشددين» وعن تجار مخدرات «سيشكل على الأرجح خطرًا بالنسبة إلينا وبالنسبة إلى (الولايات المتحدة) والعالم». وأضاف الرئيس الجمعة أن ذلك ينطوي أيضًا على «منع تحقيق العدالة وتعافي عائلات أولئك الذين قُتلوا»، بينما كان يجري الإفراج عن 80 من المساجين. واعتبرت عائلة الفرنسية بيتينا غواسلار التي قُتلت في 16 نوفمبر 2003 في غزنة (شرق) أن الإفراج عن اثنين من قتلة الموظفة الأممية «استنادًا إلى مبدأ المساومة» أمر «لا يمكن تصوّره». وقالت كوسيما أوهيون، وكيلة الدفاع عن عائلة غواسلار، أمس السبت إنه «إذا تأكد الإفراج (عن هؤلاء)، فسيأخذان معهما جزء من الحقيقة التي لا تزال عائلة غواسلار تنتظرها». وذكّرت بأن تحقيقًا قضائيًا في القضية لا يزال مفتوحًا في فرنسا. ويُتوقع الإفراج عن المتهمين الاثنين وكذلك عن جندي أفغاني سابق قتل عام 2012 في ولاية كابيسا خمسة جنود فرنسيين وتسبب بإصابة 13 بجروح. وقُتل أيضًا فايز علي أحمدي وهو عنصر أمن، في الاعتداء بالشاحنة المفخخة. وتبدو زوجته شهناز (42 عامًا) غير قادرة على تجاوز القرار «غير المنطقي» الصادر عن لويا جيرغا. وتسأل شهناز وهي أم لسبعة أطفال، «كيف تمكنوا من القيام بذلك؟ جميعنا بكينا في ذلك اليوم». 

مشاركة :