قال مريغيندراناث غانتايت، رئيس لجنة الطبيب كوتنيس التذكارية في ولاية البنغال الغربية في الهند، إنه "يجب علينا جميعا أن نعتز بروح كوتنيس والبعثة الطبية الهندية من أجل السلام والتقدم في العالم". ووصل الطبيب دواركاناث كوتنيس، كعضو في البعثة الطبية الهندية لمساعدة الصين، إلى مدينة يانآن في مقاطعة شانشي شمال غرب الصين في عام 1939. وبعد عمله في يانآن، ذهب كوتنيس إلى أجزاء أخرى من شمال الصين حيث عمل في قسم الجراحة في مستشفى الطريق الثامن العام التابع للجيش، حيث عالج الجرحى في جبهة القتال. وانضم كوتنيس للحزب الشيوعي الصيني في يوليو 1942. للأسف، تدهورت صحته بسبب العمل الزائد ووافته المنية في 9 ديسمبر 1942 في الصين. وقال غانتايت، في مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بمناسبة الذكرى الـ75 لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، إنه "لم يعد هناك الطبيب كوتنيس. ولكن ينبغي أن يأتي المزيد من الأطباء ممن هم على شاكلة الطبيب كوتنيس في المستقبل لحماية الحضارة الإنسانية". وأفاد "يجب علينا جميعا ممارسة المُثُل العليا التي اتبعها كوتنيس في حياتنا اليومية إلى حد ما وفقا لمجالنا وقدرتنا"، مضيفا أن "كوتنيس ضحى بحياته، لكننا على الأقل قد نوفر بعضا من وقتنا بانتظام لخدمة غير أنانية للمجتمع". وأشار غانتايت إلى أنه في هذا السياق فإن الطبيب بيجوي كومار باسو كان أفضل مثال على شخص اتبع خطى كوتنيس. وبقي باسو في الصين لمدة خمس سنوات تقريبا خلال الفترة من 1938 إلى 1943 كعضو في البعثة الطبية الهندية، وعمل لاحقا لمدة 43 عاما أخرى فيها حتى وفاته في عام 1986. وذكر غانتايت أن الطبيب باسو، بصفته زميلا للطبيب كوتنيس وحامل شعلة البعثة الطبية الهندية، أسس لجنة الطبيب كوتنيس التذكارية التي تبشر بمُثُل الإنسانية والأممية والمناهضة للإمبريالية. ودأب غانتايت، وهو طالب للطبيب باسو وأيضا رئيس جمعية الوخز بالإبر في الهند، على إتباع المثل العليا للطبيبين كوتنيس وباسو عبر الترويج للعلاج بالوخز بالإبر في الهند كجسر للصداقة مع الشعب الصيني. وزار غانتايت، الذي رافق الطبيب باسو لإجراء التدريب العالي في مجال الوخز بالإبر في الصين في 1978، قاعة معرض كوتنيس التذكارية بمدينة شيجياتشوانغ الصينية في مقاطعة خبي الشمالية. ولدى استذكاره زيارته إلى قرية غيغونغ حيث عاش كوتنيس وتوفي، أشار إلى أن إحدى النساء كانت تبكي وهي تستحضر ذكريات كوتنيس. وأضاف "لقد أثر في قلبي معرفة كيف أن طبيبا هنديا متجذرا بعمق في قلب قرية جبلية نائية في الصين". وفي عام 1988، قام غانتايت بزيارة الصين كعضو في وفد لجنة الطبيب كوتنيس التذكارية في عموم الهند بمناسبة افتتاح قاعة المعرض التذكارية للبعثة الطبية الهندية في مدينة شيجياتشوانغ. وقال غانتايت "لقد ذهلنا لرؤية كيف أن الشعب الصيني لم ينس أصدقائه الأجانب الذين ساعدوهم في نضالهم ضد الفاشية والتحرير". وزار الصين للمرة الثالثة في عام 2016 كرئيس لجمعية الوخز بالإبر في الهند. وقال "لقد دهشت من التنمية المادية الهائلة للصين"، مضيفا "كنت أفكر في كيف يمكن لبلد متخلف أن يصبح بلدا رائعا في أقل من 70 عاما!". بصفته رئيسا للجنة الطبيب كوتنيس التذكارية في ولاية البنغال الغربية، ترأس غانتايت وفدا من سبعة أعضاء لزيارة الصين في عام 2018 بمناسبة الذكرى الـ80 لوجود البعثة الطبية الهندية في الصين. وقال "لقد دهش أعضاء اللجنة لرؤية كيف أن الصينيين قد تذكروا الطبيب كوتنيس والبعثة الطبية الهندية". في عام 2014، تم إدراج الطبيب كوتنيس ضمن 300 شهيد وجماعة بطولية في الصين ممن ضحوا بأرواحهم خلال الغزو الياباني للصين. في الهند، تم إنتاج فيلم واحد عن حياة كوتنيس في مومباي في عام 1945 باسم "دكتور كوتنيس كي أمار كاهاني" (قصة الطبيب كوتنيس الخالدة) باللغة الهندية. وقال غانتايت "لقد أصبح شهيرا للغاية بين الشعب الهندي". من ناحية أخرى، أعرب عن أمله في أن يعزز البلدان التبادلات والتعاون في مختلف المجالات باعتبارها "تكريما صحيحا" للاحتفال بالذكرى الـ 75 لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، والذكرى الـ 70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الهند والصين. واقترح أن تدرج في الكتب المدرسية في الهند المساهمات العظيمة للأطباء الهنود الأبطال. وقال "الطلاب سيكونون على دراية بالإنسانية والعالمية"، مضيفا "سيخلق ذلك شعورا بالصداقة تجاه شعب الصين التي تعد أكبر جيران الهند ولديها حضارة قديمة مثل الهند".
مشاركة :