الحفاظ علي حقوق العاملين ورعايتهم وأسرهم وتحسين بيئة العمل لهم من أهم الأهداف التي من أجلها أُنشئت النقابات العمالية،لكن التنسيق بين العاملين والمؤسسات العمالية وعمل التوازن المطلوب الذي يضمن للعلاقة إستمرارها وللمجتمع أستقراره وتقدمه يعد أيضاً أحد أهم الواجبات التي تقع مسئولياتها علي عاتق مجالس إدارات هذه النقابات.من المعروف أن نقابة الأطباء تحديداً كانت من أهم النقابات التي سعت جماعة الإخوان الإرهابية للسيطرة عليها لسنوات طويلة،لما لها من تأثير علي إمكانية خلق مواقف سياسية تستخدمها الجماعة في تحقيق مكاسب لها علي الأرض، وذلك لطبيعة ونوعية الخدمات التي يقدمها أبناء هذا القطاع الحيوي لاهاليهم من الشعب المصري والذي يتعلق بالحفاظ علي صحتهم ومداواتهم من آلامهم وتضميد جراحهم.للمرة الثانية خلال أشهر قليلة لم يكن مجلس إدارة نقابة الأطباء علي مستوي الحدث والمسئولية،منذ أشهر بسيطة وأثناء جائحة كورونا ورغم أننا جميعاً شكرنا للأطباء والتمريض وكل مايتعلق بالقطاع الطبي في مصر جميل صنيعهم علي مجهوداتهم وتضحياتهم التي قدموها ولا زالوا في سبيل الحفاظ علي أرواح المصريين رغم وجود بعض النقص في إمكانيات الحماية الشخصية لهم ،ورغم أننا كنا من أوائل الذين نادوا بضرورة معاملة من يلقي حتفة أو يصيبه ضرراً منهم أثناء معركة التصدي لفيروس كورونا معاملة خاصة كشهداء القوات المسلحة والشرطة. لم يمض وقت طويل وإستجابت القيادة السياسية وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي أوامره وتوجيهاته بهذا الخصوص وتحسين وضع القطاع..مع ذلك كاد هذا المجلس الذي يدير النقابة أن يكون سبباً في حدوث كارثة كبري عندما حاول أن يفتعل أزمة كبري مع الدولة..رغم أن الجائحة عالمية ولها تضحيات كبيرة يقدمها أطباء العالم في كل مكان رغم فوارق الإمكانيات المادية والتكنولوجية بيننا وبين أوروبا وأمريكا والأرقام دائماً هي لغة الحقيقة.الآن وبعد وفاة الإخواني عصام العريان يسارع مجلس النقابة بعمل نعي له وكأنه بطل قومي رغم أنه أحد أهم قيادات جماعة الإخوان التي صنفتها الدولة وكثير من الدول والقوي الدولية"جماعة إرهابية"مسلحة،عاني الشعب المصري ولازال من أفعالها القذرة كثيراً وحتي الآن يقدم التضحيات من أرواح أبنائه، أصدر مجلس إدارة النقابة النعي ضارباً بمشاعر المصريين وتضحياتهم التي قدموها في مواجهه هذه الجماعة عرض الحائط، علي الفور قامت قنواتهم المشبوهه ودول محور الشر التي تدعمهم بتلقف الخبر وتسويقه علي أنه أحدث حالة من الحزن والغضب داخل قطاع كبير من الشعب المصري علي وفاته ولوجود قيادات الجماعة داخل السجن.لست من أنصار التعدي علي إرادة الناخبين ولست من داعمي التدخل في عمل مجالس الإدارات التي جائت بالإنتخاب الحر ولكن عندما يتعلق الأمر بأمن المجتمع وإستقراره فليس هناك إرادة إلا إرادة الوطن وليس هناك أمن إلا الأمن القومي المصري.سواء كان هذا الخطأ الجسيم مقصوداً أو غير مقصود وسواء قدم المجلس بعد ذلك إعتذاراً لأسر الشهداء أو لم يقدم لا يجب أن يمر هذا الموقف دون عقاب..النقابات لا يجب أن تكون مرتع لمجلس إدارتها يفعل بها مايشاء حتي لو كانت مجالس منتخبه..فليس من الطبيعي تحت شعارات الديموقراطية وحرية التعبير وغيرها أن يُعرض بعض الأفراد الذين يديرون أياًمن مؤسسات الشعب أمنه وإستقراره للخطر.إعادة النظر في وضع مجلس إدارة نقابة الأطباء أصبح مطلباً طبيعيًا وحتمياً حتي لا يكون نموزجاً يحتذي به في الإستهتار وعدم المسئولية تجاه القضايا القومية، خطأ النقابة المتكررلم يؤذي فقط مشاعر أُسر الشهداء بل تأذي منه الشعب المصري بأكمله فالتضحيات التي قدمها المصريين للخلاص من الآثار الكارثية التي تحملها الشعب نتيجة الأفعال الدنيئه والقذرة لهذه الجماعة الأرهابية وصلت كل بيت وأسرة في مصر.تطهير كل مؤسسات الدولة وهيئاتها علي إختلاف أنواعها التشريعية والقضائية والتنفيذية والشعبية، التي تأتي مجالس إدارتها سواء بالتعيين أو بالإنتخاب من هذه الجماعة الإرهابية التي تتربص بالوطن والمواطنين لصالح تنظيمها الدولي،أصبح أمر لا يجب التأخر فيه كثيراً حتي لا تستطيع عمل شبكات داخلية متعاونة داخل هذه المؤسسات.من المخجل أن ننسي أو نتناسي أنه بعد أحداث يناير خرجت علينا القيادات المختبئة داخل مؤسساتنا علي إختلاف أنواعها من أبناء هذه الجماعة وأعلنت عن هويتها الحقيقية..من العار ألا نتعلم من تجاربنا،،
مشاركة :