ذكرت مصادر مطلعة لـ«الحياة» أن طيران «التحالف»، الذي تقوده السعودية، قصف صباح وظهر أمس تجمعات للحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالقرب من منفذ حرض الحدودي ومديرية ميدي، رداً على إطلاقهم قذائف على الحدود السعودية. وأشارت إلى أن مجموعات مسلحة اطلقت قذائف «كاتيوشا» ورشاشات باتجاه الحدود السعودية ما استدعى الرد عليها وسقط بنتيجة ذلك ما يقارب ١٥٠ من مقاتلي الحوثيين وعناصر الحرس الجمهوري التابعين لصالح. وأشارت المصادر إلى أن الطيران والمدفعية قصفا تجمعات مسلحين في جبل أبوالنار عند الحدود جنوب شرقي قرية الخوبة السعودية، بعد أن تم اكتشاف مصادر النيران التي استهدفت القرى الحدودية السعودية أمس. واستهدف طيران التحالف مجمعاً في جبل حديد تستخدمه ميليشيا الحوثي وقوات صالح مقراً لها، كما قصف مواقع للميليشيات في ميدي التي تقع على الحدود قرب مدينة الموسم السعودية الساحلية. وذكرت مصادر مطلعة أن مروحيات «اﻷباتشي» تمكنت من تمشيط المديريات القريبة من الحدود السعودية، بحثاً عن جماعات مسلحة قامت بإطلاق قذائف «كاتيوشا» على قرى حدودية سعودية في الطوال والخوبة، مشيرة إلى أن المروحيات شوهدت أيضاً صباح أمس وهي تمشط الحدود شرق الخوبة، وأطلقت أعيرة نارية أمس على عدد من المواقع التي يتحصن فيها الحوثيون في محافظة صعدة. إلى ذلك، بدأت الحياة الطبيعية تعود إلى أحياء محافظة عدن تدريجياً، خصوصاً في قلب المحافظة، بعد طرد جيوب المتمردين إلى مسافات لا تستطيع قذائفهم الوصول منها إلى المدنيين وسط عدن، إلا أن الحذر لا يزال يسيطر على سكان المحافظة لعدم توافر الماء والكهرباء. وكشف نائب وزير الصحة اليمني الدكتور ناصر باعوم لـ«الحياة» أن الوضع العام في عدن أصبح أكثر أمناً بعد سيطرة القوات الشرعية على المحافظة، مضيفاً أن السكان بدأوا يمارسون الحياة، مع قليل من التخوف من هجمات مباغتة قد تقوم بها الميليشيات الحوثية وقوات صالح. وأوضح أن ميناء عدن استقبل أمس أول قوافل الاغاثة القادمة من ميناء جيبوتي وترفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً أن قافلة سعودية ستصل إلى ميناء عدن اليوم بعد أن أصلحت مراسيه. وقال باعوم: «الحالة الإنسانية في محافظات عدن سيئة للغاية، وتعاني المدينة من نقص في المواد الطبية والعلاجية، ولا توجد مياه صالحة للشرب، أما الكهرباء فهي تعمل نصف اليوم بشكل متقطع، والحياة في اليمن والمناطق المحاصرة تعاني كثيراً». وأوضح أن قوات الحوثيين تتمركز في محافظة لحج، وتتحكم بخزانات المياه المغذية لعدن، مسببة أزمة يعاني منها سكان المدينة، بالتزامن مع انقطاع موارد المعيشة بعد تفجير خزانات الغاز ومصافي النفط. وفي بيان أصدره «مجلس المقاومة» في عدن رداً على اتهام المقاومة بتصفية أسر الحوثيين بعد القبض على ذويهم المقاتلين مع المتمردين على الشرعية، أكد المجلس التزام المقاومة في عدن بقوانين الحرب. وقالت المقاومة: «أكدنا وما زلنا نؤكد لجميع شباب المقاومة وجوب حفظ حقوق الأسرى، وعدم المساس بهم وعدم الإجهاز على الجرحى وضرورة إسعافهم واحترام قوانين الحرب وحقوق الإنسان التي كفلتها الشريعة الإسلامية والقانون الإنساني الدولي». وشكرت أفراد المقاومة على الالتزام بذلك، موضحة أنهم أسعفوا الكثير من جرحى الحوثيين وميليشيات صالح وقدموا العلاج اللازم لهم، وتم توثيق ذلك لدى الأجهزة الطبية المعنية. وذكر البيان أن مجلس قيادة المقاومة في عدن وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة قاما بفتح أماكن لاحتجاز عشرات الحوثيين، وتمت مبادلتهم بأسرى للمقاومة ولا يزال عشرات منهم محتجزين لديها وتوفر لهم حاجاتهم الضرورية بطريقة تحفظ كرامتهم الإنسانية، على عكس ما تمارسه الميليشيات الحوثية بحق أسرى المقاومة من تجويع وإهانة وانتهاك للحقوق الإنسانية.
مشاركة :