حكم الاحتفال بالهجرة النبوية

  • 8/17/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، أن الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة مثل الهجرة النبوية والمولد النبوى وغيرها، وذلك باجتماع نخبة من المشايخ والعلماء لإلقاء بعض المحاضرات الدينية لهذه المناسبات، مع إقامة بعض المسابقات والابتهالات الدينية فهذا أمر مرغب فيه ما لم تشتمل على ما يُنْهَى عنه شرعًا.وأضاف «جمعة» في إجابته عن سؤال: «ما حكم الاحتفال بالهجرة النبوية؟»، أنه قد ورد فى الشرع الشريف بالأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله عز وجل: «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ»، [إبراهيم: 5]، وجاءت السنة الشريفة بذلك؛ ففي صحيح مسلم «أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- كان يصوم يوم الاثنينمن كل أسبوع ويقول: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ».الهجرة النبويةوتابع: وفي الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ أَنْجَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم-: فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.الهجرة النبويةوأوضح أن الاحتفال بالمناسبات الدينية ومنها الهجرة النبوية على الصورة المذكورة أمر مشروع لا كراهة فيه ولا ابتداع، بل هو من تعظيم شعائر الله تعالى: «وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ» [الحج: 32].حث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، قبل العام الهجري الجديد على تذكر دروس الهجرة وأحاديثها، ومنها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» (أخرجه البخاري).وأوضح «جمعة» في فتوى له، أنه بعد فتح مكة، خرجت من عبادة الأوثان ودخلت في التوحيد الخالص فلم يعد هناك حاجة للفرار بالدين منها إلى المدينة المنورة كهجرة إيمان أو إلى الحبشة من قبل كهجرة أمن، فقد آمن الناس وشعروا جميعا بالأمن.اقرأ أيضًا: الأزهر: الهجرة النبوية تعلمنا الإيثار وأسمى معاني الحبوأشار المفتي السابق، إلى أن للهجرة معنى مهمًا في ذاته نراه عند جميع الأنبياء، مشيرًا إلى أن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- هاجر طلبا للإيمان، قال تعالى في شأنه: «وَقَالَ إِنِّى ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّى سَيَهْدِينِ»، وموسى -عليه السلام- هاجر إلى أرض مدين طلبًا للأمن، وإسماعيل هاجر إلى أرض مكة لإقامة البيت على قواعده، ويعقوب هاجر إلى مصر للحاق بيوسف وأخيه، وهكذا لو تتبعنا هجرة الأنبياء لوجدناها كانت لأغراض كثيرة فأصبحت منهج حياة لطلب الرزق أو لطلب العلم أو لطب الأمن أو لطلب الأيمان أو غير ذلك.

مشاركة :