الحرب التجارية بين واشنطن وبكين تنعش المشاريع الزراعية في البرازيل

  • 8/16/2020
  • 23:28
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أنعشت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وانخفاض قيمة العملة، القطاع الزراعي في البرازيل، رغم تفشي فيروس كورونا المستجد، وبعيدا عن الاتفاق التجاري الذي يلزم الصين برفع مشترياتها الزراعية من أمريكا إلا أنها استحوذت على نحو ثلثي مبيعات البرازيل من المزروعات الرئيسة، مثل الصويا والذرة. ووفقا لـ"الفرنسية"، يؤكد رودريجو بوزوبون أنه ذاهب لتمضية إجازة في أوروبا بمجرد انتهاء الوباء، فهذا المهندس الزراعي يحقق إيرادات كبيرة في ولايته ماتو جروسو في وسط البرازيل الغربي حيث تبدو المشاريع الزراعية الخاصة في وضع ممتاز هذا العام بفضل الطلب الصيني القوي. ويقود مسلك ترابي طويل إلى مزرعة جاسانا التي يملكها رودريجو والممتدة على 2350 هكتارا في منطقة فيرا على بعد 60 كيلو مترا من سوريسو المصنفة عاصمة المشاريع الزراعية الخاصة في البرازيل. ووفقا لـ"الفرنسية"، تزدهر المشاريع الزراعية، بشكل كبير رغم أزمة كورونا، حيث تضم المنطقة 1.5 مليون هكتار من المحاصيل الزراعية (15 ألف كيلو متر مربع)، ما يوازي مساحة لبنان مرة ونصف المرة على سبيل المقارنة. وباتت حقول الصويا والذرة، المحورة وراثيا بمعظمها، جافة تماما حاليا، إذ انتهى الحصاد قبل أسابيع قليلة وبيعت المحاصيل إلى شركات تجارية كبرى في المنطقة، بينها: "كارجيل" و"دريفس" و"كوفكو"، وتشكل الصين السوق الأبرز لهذه المنتجات إذ استحوذت على 72.6 في المائة، من المبيعات خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة. وإضافة إلى طلب الصين التي تؤمن بهذه الطريقة الغذاء لدواجنها، وفرت الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وانخفاض قيمة الريال البرازيلي 25 في المائة، في مقابل الدولار، دعما للمشاريع الزراعية الخاصة التي تشكل أكثر من خمس إجمالي الناتج المحلي في البرازيل. وسجلت صادرات الصويا، أبرز منتج تصدره البرازيل، ازديادا 36.3 في المائة، لناحية الكمية و33.3 في المائة، لجهة القيمة السوقية بين كانون الثاني (يناير) وتموز (يوليو) مقارنة بالفترة عينها من 2019. وصدرت البلاد ما يقرب من 70 طنا مقابل 23.8 مليار دولار. ومن شأن هذا الارتفاع أن يتسبب في تراجع مخزون الصويا في البرازيل، أكبر الدول المصدرة لهذه النبتة في العالم، إلى أدنى مستوياته التاريخية رغم المحاصيل القياسية هذا العام. ويأتي هذا الأداء الجيد ليتباين مع الوضع في باقي القطاعات الإنتاجية في الاقتصاد الأكبر في أمريكا اللاتينية، ففي هذا العام، من المتوقع أن يشهد إجمالي الناتج الداخلي تراجعا تاريخيا 6 في المائة، بسبب وباء كوفيد - 19، رغم نمو القطاع الزراعي 2 في المائة، وفق معهد البحوث في الاقتصاد التطبيقي. تقلص غابات الأمازون تثير المشاريع الزراعية البرازيلية التي سجلت نموا كبيرا في صادراتها من لحوم المواشي (+ 32.3 في المائة)، انتقادات بسبب الشبهات عن مسؤوليتها في قطع الأشجار في الأمازون، حيث تخطت رقعة إزالة الأحراج منذ مطلع 2020 المستويات القياسية في العام الماضي. ويكفي التحليق فوق سوريسو أو فيرا أو سينوب، وهي من مراكز المشاريع الزراعية الخاصة أيضا في ماتو جروسو، لملاحظة انحسار رقعة الغابات الاستوائية، فمنذ وصول الرئيس اليميني المتشدد جايير بولسونارو المؤيد لفتح الأمازون على الأنشطة المنجمية والزراعية وتربية المواشي، إلى الحكم عام 2019، بلغ التوتر بشأن إدارة هذه الغابات أوجه. وشاركت عائلة رودريجو بوزوبون المتحدرة من إيطاليا، في حركة الهجرة في السبعينيات بين جنوب البرازيل وهذه المنطقة الزراعية الشاسعة الواقعة بين سهل سيرادو المركزي والأمازون. ويرى هذا المزارع أنه من المستحيل زيادة الإنتاج الزراعي من دون القضاء على الغابات، على سبيل المثال من خلال تحويل ملايين الهكتارات التي أزيلت منها الأحراج إلى أراض مزروعة. يذكر أن المزارعين اضطروا خلال الأعوام الأخيرة إلى ترك 80 في المائة، من أراضيهم الشاسعة على حالتها الطبيعية واستغلال ما لا يزيد على 20 في المائة منها. ويقول "في الماضي، أسأنا التصرف لأننا أزلنا الأحراج، وعمد أصحاب بعض المزارع إلى قطع مساحات من الأشجار أكثر من الحد المسموح به، لكن جرى تصحيح هذا الوضع واضطررنا لدفع تعويضات بيئية"، في إشارة إلى الغرامات التي استخدمت لاحقا لتمويل حماية الغابات. ورغم كونها محظورة قانونا، لا تزال تسجل حرائق يفتعلها مزارعون في المناطق التي قطعت فيها الأحراج من أجل زرع محاصيلهم أو استخدامها مراعي لمواشيهم، في منطقة الأمازون خلال موسم الجفاف الذي ينطلق في تموز (يوليو). وليس بعيدا من سينوب، رصد مراسلو "الفرنسية" كثيرا من الأحراج المحروقة، وأخمدت هذه الحرائق الخارجة عن السيطرة بشكل طبيعي لدى وصولها إلى الغابة، لكنها تسببت في أضرار كبيرة.

مشاركة :