في وقت تتسابق دول العالم لتقديم المساعدات الطبّية والغذائية للبنان، في أعقاب انفجار مرفأ بيروت المدمر، كان لافتاً عدم مبادرة أي مسؤول في الدولة اللبنانية حتى الآن، إلى التبرّع بمبلغ معيّن، أو التعهّد بإعادة إعمار ولو حيّ من الأحياء المُدمّرة، على الرغم من ثرواتهم، وكأن ما حلّ بالمدينة لا يعنيهم.ومع أن عدداً كبيراً من المسؤولين اللبنانيين من أصحاب المليارات، ويملكون شركات وعقارات ، ومنهم من دخل قائمة «فوربس» لأغنى رجال العالم، إلا أن أحداً منهم لم يتبرّع بمبلغ من المال لمصلحة الأهالي المنكوبين ، وهؤلاء السياسيون الأثرياء هم المتّهمون من قبل شريحة واسعة من اللبنانيين، بمراكمة الملايين بسبب صفقات عقدوها على حساب الدولة، والمال العام. ملايين مكدسة وقدم مقال سابق لمجلة «فوربس» الأمريكية المتخصصة، بعنوان «أغنى عشرة مسؤولين سياسيين في لبنان لسنة 2018»، صورة تقريبية عن حجم الملايين المكدسة في جيوب بعض المسؤولين. فقد ظهر في المركز الأوّل رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي وثروته 3.3 مليار دولار تراجعت إلى 2.5 مليار في تصنيف عامي 2019 و2020، يليه نائب رئيس الحكومة الأسبق عصام فارس( 2.3 مليار دولار)و رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ( 1.5 مليار دولار وخرج من لائحة التصنيف في العامين 2019 و2020)،وئيس الجمهورية ميشال عون(1.2 مليار دولار). و وليد جنبلاط مليار دولار. ورئيس مجلس النواب نبيه بري 78 مليون دولار. ورئيس الحكومة السابق تمام سلام: 71 مليون دولار. ورئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان 49 مليون دولار. آذان صماء قال رئيس مؤسسة كاريتاس، إحدى أكبر الجمعيات التي تُعنى بالعمل الإنساني والناشطة في مجال توزيع المساعدات على الأهالي المتضررين، ل«العربية.نت»: «لم نرَ أي مسؤول لبناني يجول على الأهالي الذين فقدوا بيوتهم». مسؤولون مديونون من جهته، تساءل الخبير الاقتصادي إيلي يشوعي ل«العربية.نت»: «كيف يُمكن لهم أن يساعدوا بإعمار المناطق المنكوبة وهم كشفوا عن حساباتهم في لبنان فتبيّن أنهم مديونون ونحن من يجب مساعدتهم؟ لماذا عليهم أن يتبرعوا وهم حكموا لبنان بشفافية ونظافة كفّ وضحوّا بأغلى ما عندهم من أجل البلد، فضلاً عن مساهمتهم في نهوض لبنان وتطوّره اقتصادياً ومالياً»؟ ». مساعدات المغتربين يُشكّل الصليب الأحمر اللبناني أحد أبرز الجمعيات التي يتم بواسطتها نقل المساعدات والتبرّعات إلى اللبنانيين. وأوضح الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني، جورج كتّانة «أن القسم الأكبر من المتبرّعين، لبنانيون في دول الاغتراب، ومنظمات دولية، وهم يتبرّعون عبر حساب مصرفي فتحناه خصيصاً لانفجار بيروت»..
مشاركة :