تتميز المملكة بتنوع تراثها، بحكم اتساع رقعتها واختلاف تضاريسها، حيث تعتبر "فن العمارة" موروثاً ثقافياً ومادياً ضمن مكوناتها التراثية، والتي تنبثق عمارة كل منطقة من مناطق المملكة عن بيئتها الخاصة، الثقافية والاجتماعية والطبيعية. ندى النافع: الجوائز على المستوى الثقافي تتعدد أهدافها ونظراً لما يملكه فن العمارة من أهمية حضارية، خصصت وزارة الثقافة جائزة "فنون العمارة والتصميم" ضمن مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية، وفتحت المجال أمام المعماريين في المملكة للترشّح أو الترشيح عبر المنصة الإلكترونية المخصصة. غازي العباسي: خلق البيئة الجذابة يتطلب عمقاً وإبداعاً فنياً عن هذه الجائزة تحدث عدد من المختصين المعماريين، مسلطين الضوء على تأثيرها المتوقع مستقبلاً على الفن المعماري والعاملين فيه، من حيث رفع التنافسية لخلق بيئة جمالية ومقومات سياحية جاذبة. مهرجان فكري يقول الدكتور مشاري النعيم - أكاديمي وكاتب - إن تأثير الجوائز الثقافية سيظهر على المدى الطويل، وليس المباشر والآني، موضحا: "أن تطوير المنتج المعماري من خلال وجود هذه الجائزة سيشكل حراكاً محلياً كبيراً، وسيعيد ترتيب أولويات المعماريين والمهتمين بالعمارة، وسيجعلهم أكثر حساسية وتنافساً من حيث جودة المنتج، كي يحظوا بالجائزة". مرجعاً ذلك إلى ما يترتب على الجائزة وما يصاحبها في كل موسم من مواسمها من دراسات وقراءات نقدية للأعمال المتقدمة من خلال نقاد ومتخصصين، حيث تتحول الجائزة إلى مهرجان فكري ثقافي يعيد تشكيل وتركيب الأفكار المعمارية من جديد. وأكد النعيم أن التنافس هو طريق للإبداع، والجائزة سوف تدفع التنافس لحده الأقصى وهو المطلوب، ومع وجود فريق من النقاد والمتخصصين الذين سوف يقيمون هذا التنافس ويهذبونه علميًا ومعرفيًا، وستكون ثماره كبيرة عندما ينعكس ذلك على التعليم المعماري داخل كليات العمارة، وسيغير من ثقافتها وفلسفتها التعليمية، "وفي اعتقادي أن هذه الجائزة - التي أتمنى أن يتم تطويرها بشكل مهني - لها أهمية كبرى في مستقبل العمارة السعودية". جيل معماري بينما ذكرت أ.د ندى النافع أن الجوائز حافز مهم للتغير، خصوصاً إذا كانت الجائزة محددة الأهداف وواضحة الرؤية، وتريد الوصول إلى تغيير محدد تسعى له. وقالت: "جائزة فنون العمارة والتصميم رحبة الأفق متعددة الأهداف وهو أمر قد يجعلنا نفكر ونتمنى أن تحدد الجائزة سنوياً محوراً أو مجموعة محاور، حتى يكون هناك تركيز لدى المتقدمين ويحدث التغيير الذي تصبو له المبادرة". وتابعت: "لا شك أن الجائزة ستذكي التنافس على جودة المنتج المعماري، وبالتالي نتوقع أن تساهم خلال الخمس سنوات القادمة في خلق جيل من المعماريين السعوديين الذين قد تتجاوز أعمالهم السوق المحلية إلى الإقليمية وربما العالمية". مؤكدة أن للجوائز مفعول السحر في النفوس، ولديها قدرة كبيرة على تغيير وعي المبدعين، خصوصًا إذا كانت جائزة رصينة وشفافة وتحظى بمصداقية، بعيدًا عن أي تحيزات أو تكتلات أو رغبات شخصية. رمز مكاني من جانبه قال د. غازي العباسي - رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم العمران: "إن ما يقوم به المعماري من عمل وتصميم لخلق بيئة جذابة ومريحة للعيش، يتطلب عمقاً وإبداعاً فنياً. ويتوجب تحفيزه للإبداع دومًا ليتسنى له الخروج من الملل ورتابة التصاميم وتكرار الفراغات، إلى فضاءات التجديد ومحفزات التفكير ومهارات التخيل". موضحاً أن للتحفيز أوجها كثيرة وأدوات متعددة يأتي في مقدمتها تقدير العمل الإبداعي وتكريم صانعه، وهذا هو سبب وجود مثل هذه المسابقات والجوائز، وأكد غازي أن التصميم الناجح غالباً يبقى كرمز للمكان ومثال للاقتداء به، وهناك الكثير من المباني التاريخية والحديثة التي أصبحت رموزًا للأماكن، ويشد لها السياح الرحال من أقصى بقاع العالم لزيارتها والاستمتاع بجمالها. مشاري النعيم غازي العباسي ندى النافع
مشاركة :