مفاوضات نووية جديدة بين واشنطن وموسكو دون آمال كبرى | | صحيفة العرب

  • 8/17/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو – استبعدت روسيا سرعة التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في المحادثات الجديدة الخاصة بالحد من السلاح النووي، في وقت تصر فيه واشنطن على انضمام الصين للمحادثات كشرط أساسي لتجديد العمل بمعاهدة ستارت الجديدة التي تنتهي في غضون ما يزيد عن ستة أشهر. وقال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأحد إن متطلبات هذا الاتفاق غير متوافرة بعد، مشيرا إلى أنه لا يزال يرى اختلافات كبيرة. ووصف ريابكوف موقف الأميركيين بأنه إيجابي، في وقت يستأنف الجانبان المشاورات حول واحدة من آخر الاتفاقيات الكبيرة لنزع التسلح في العاصمة النمساوية فيينا الاثنين والثلاثاء. وكانت موسكو وواشنطن قد تفاوضتا في فيينا في وقت سابق حول مستقبل المعاهدة غير أنه لم تظهر بوادر تحقيق انفراجة في هذا الشأن حتى الآن. وتنصّ أحكام معاهدة ستارت الجديدة التي تقضي بنزع تسلح تدريجي، على إبقاء ترسانتي البلدين دون المستوى الذي كانت فيه خلال الحرب الباردة بتحديد عدد القاذفات النووية الاستراتيجية بـ700 وعدد الرؤوس النووية بـ1550. ومع تعثر المفاوضات السابقة يستمر الغموض بشأن مصير معاهدة ستارت الجديدة التي أبرمت عام 2010 وتنتهي مدتها مطلع 2021، مباشرة بعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويخشى العديد من المراقبين أن تدفع هذه المعاهدة النووية الأخيرة المتبقية ثمن الدبلوماسية المغامرة التي يتبعها الرئيس الأميركي. وسحب ترامب بلاده من ثلاثة اتفاقات دولية حول الحدّ من التسلّح، هي الاتفاق حول النووي الإيراني ومعاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى ومعاهدة “الأجواء المفتوحة” الرامية إلى التحقق من التحركات العسكرية وإجراءات الحدّ من تسلّح الدول الموقعة عليها. وتصر الولايات المتحدة على مشاركة الصين في المفاوضات، غير أن بكين لا تزال حتى الآن تبدي رفضها القاطع للتفاوض بشأن ترسانتها النووية التي تُعْتَبَر صغيرة نسبيا لكنها متنامية. وتبرر الولايات المتحدة إصرارها على إشراك بكين في المفاوضات بسرعة تنامي القدرات النووية الصينية، ولو أن روسيا والولايات المتحدة لا تزالان تملكان معا أكثر من 90 في المئة من الأسلحة النووية في العالم. وتملك واشنطن في 2020 حوالي 5800 رأس حربي نووي وموسكو 6375 مقابل 320 لبكين و290 لباريس و215 للندن. واعتبر سونغ تجونغبينغ وهو خبير صيني في شؤون الدفاع، أن المستوى المثالي بالنسبة لبكين سيكون في حدود ألفي رأس نووي، موضحا أن “الصين لن تشارك أبداً في هذه المفاوضات حول الحدّ من التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا”. وتطالب موسكو بمناقشات حول تمديد هذه المعاهدة منذ أواخر العام 2019 إلا أن إدارة ترامب تماطل مع الإصرار على إشراك بكين في المحادثات. ولا ترفض الصين بالمطلق أي نقاش حول الأسلحة النووية لكنها تفضل الإطار المتعدد الأطراف، في حين يصر الأميركيون على أن تقتصر المناقشات على بكين وموسكو. ويخشى بعض المراقبين أن تستخدم الولايات المتحدة رفض الصين الانضمام إلى المحادثات ذريعة للتخلي عن الاتفاق، ما ينذر باستئناف سباق التسلح. وقال داريل كيمبال المدير التنفيذي لجمعية ضبط الأسلحة “آرمز كونترول أسوسييشن” “في الوقت الراهن، ليس لدى إدارة ترامب أي نية لتمديد معاهدة ستارت الجديدة وهي لا تتردد في استخدام عدم اهتمام الصين بمفاوضات ثلاثية كذريعة” للتخلي عن المعاهدة.

مشاركة :