تحليل إخباري: العلاقات المصرية مع الخرطوم تشهد نقلة نوعية منذ الثورة السودانية

  • 8/17/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة 16 أغسطس 2020 (شينخوا) رأى محللون مصريون، أن العلاقات المصرية السودانية تشهد "نقلة نوعية" منذ ثورة ديسمبر 2018، التي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير، والذي كانت العلاقات في عهده تشهد تذبذبا. وأكدوا أن الزيارات المتبادلة بين مسئولي البلدين تؤكد وجود إرادة سياسية واقتصادية سيكون لها انعكاسات جيدة على تطوير العلاقات الثنائية مستقبلا. وزار رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي على رأس وفد كبير أمس (السبت) الخرطوم، حيث التقى مع كل من رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك. وأكد مدبولي خلال الزيارة أن هناك "توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاستجابة لكل احتياجات الأشقاء في السودان". واستبقت مصر زيارة وفدها للخرطوم بإرسال كميات كبيرة من المساعدات الغذائية والأدوية للسودان. ودعا مدبولي، حمدوك إلى زيارة مصر، كما جدد دعوة السيسي للبرهان لزيارة القاهرة. وجاءت زيارة مدبولي للخرطوم ردا على زيارة حمدوك لمصر في سبتمبر 2019. وفي هذا الصدد، قال السفير صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، إن مدبولي إلى الخرطوم تشكل "نقلة نوعية" في العلاقات بين مصر والسودان. وأوضح حليمة لوكالة أنباء (شينخوا)، أن إتمام الزيارة في هذا التوقيت "فى منتهى الأهمية"، حيث تناول الجانبان تعزيز التعاون فى الجوانب الأمنية والاقتصادية. واتفق مدبولي وحمدوك، على تفعيل اللجنة الفنية الدائمة المصرية السودانية المشتركة، وزيادة قدرات مشروع الربط الكهربائي بين البلدين. كما اتفقا على إعادة هيكلة هيئة وادي النيل للملاحة البحرية، ووضع خطة لتعزيز التبادل التجاري والاستثمار، فضلا عن مشروع ربط السكك الحديدية بين البلدين. وتم كذلك الاتفاق على استقبال مصر لعدد من مصابي الثورة السودانية للعلاج في مستشفياتها، وعلاج 250 ألف سوداني من فيروس سي في إطار مبادرة الرئيس السيسي لعلاج مليون أفريقي. وأضاف حليمة، أن "السودان فى حاجة إلى دعم مصر بصفة خاصة"، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد دورا متناميا للقاهرة فى السودان لاسيما في المجال الاقتصادى والأمني. وتابع أن رئيس الوزراء المصري تحدث أثناء الزيارة عن تطوير طرق برية ونهرية وسكك حديدية وربط كهربائي بين البلدين، وهو ما سيعزز العلاقات الثنائية، كما توجد منطقة صناعية مصرية فى الخرطوم، واعتقد أنه سيكون هناك اهتمام بتنشيط الاستثمارات فى هذه المنطقة. وأشار إلى أن العلاقات بين مصر والسودان في عهد الرئيس السابق عمر البشير "كانت تبدو هادئة على السطح، لكن في واقع الأمر كانت من سيء إلى أسوأ". وأرجع ذلك إلى التوجه الإسلامي للبشير، الذي انتهج سياسة عدائية ضد مصر منذ توليه السلطة في العام 1989 وحتى قيام ثورة السودان الشاملة في ديسمبر 2018، والتي أطاحت بنظامه. ونوه بأن التعاون بين البلدين في عهد البشير لم يكن على المستوى المنشود فى كافة المجالات، ومحاولات التنسيق واحتواء المواقف لم يكلل معظمها بالنجاح. واستدرك حليمة، "لكن عندما قامت ثورة السودان التي أطاحت بحكم البشير تغيرت الأوضاع بشكل جذري.. وتبنى النظام الجديد في السودان توجهات سياسية مختلفة تماما عن توجهات النظام السابق". وأشار إلى زيارة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك للقاهرة، والتي كانت "بداية صفحة جديدة" للعلاقات بين البلدين. وشاطرته الرأي أسماء الحسيني الخبيرة فى الشأن الأفريقي، قائلة إن العلاقات المصرية السودانية فى عهد البشير كانت تشهد تذبذبا كبيرا. وأضافت الحسيني، وهي مديرة تحرير جريدة الأهرام، لـ "شينخوا"، أن مصر واجهت صعوبات كبيرة في التعامل مع نظام البشير، الذي كانت مواقفه فى فترات كثيرة متناقضة. وأردفت أن العلاقات الثنائية بعد ثورة السودان تشهد نقلة إيجابية، وزيارة مدبولي للخرطوم شهدت روحا إيجابية، وعلى البلدين المضي قدما لتنفيذ ما تم التوافق بشأنه على أرض الواقع. واستطردت الحسيني، أن زيارة مدبولي إلى السودان بعثت رسائل إيجابية بشأن عدد من الملفات، من ضمنها دفع عجلة التعاون الاقتصادى بين البلدين، وإزالة المعوقات التى كانت تعترض تنفيذ الاتفاقيات السابقة. وأشارت إلى وجود دعم مصري قوي للسودان خلال فترته الانتقالية، التي يواجه خلالها صعوبات كثيرة. أما الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فرأى أن العلاقات مع السودان تشهد حاليا تطورا كبيرا، بعد أن كانت تشهد خلال عهد البشير "مراحل شد وجذب". وقال فهمي لـ "شينخوا"، أن التوجهات الإسلامية للبشير ودعمه لجماعة الإخوان المسلمين ودخول أطراف إقليمية على خط العلاقات بين البلدين جعلت العلاقات تشهد "مساحات من التباين والتجاذب". وأوضح أن مصر كانت تعلو فوق هذه الخلافات لأن العلاقات بين الشعبين تتميز بعمق تاريخي طويل. وتابع أن العلاقات الثنائية حاليا جيدة، ومواقف السيسي تجاه السودان إيجابية، وهناك توجهات مصرية لتعميق العلاقات. وأشار إلى أن المشروعات التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة مدبولي للخرطوم تقوي العلاقات الثنائية وتزيد الروابط بين الشعبين، وتحقق مكاسب مشتركة للطرفين. وختم بالقول إن هناك إرادة سياسية واقتصادية تتشكل بين القاهرة والخرطوم سيكون لها انعكاسات جيدة في الفترة المقبلة.

مشاركة :