بيروت 16 أغسطس 2020 (شينخوا) أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن التحقيق المتعلق بانفجار مرفأ بيروت الذى وقع في 4 أغسطس الحالي "متشابك ويتطلب بعض الوقت"، مؤكدا أن "الحاجة إلى وقت ضروري لمعرفة الحقيقة". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها عون لقناة (بي أف أم تي في) الفرنسية بثت الليلة الماضية ووزع نصها مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية اليوم (الأحد). وكان انفجار ضخم قد وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس الجاري إثر حريق في مخزن يضم 2750 طنا من "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار المخزنة في أحد عنابر المرفأ من دون وقاية مما أوقع وفق حصيلة غير نهائية 178 قتيلا و6 آلاف جريح وعشرات المفقودين، إضافة إلى تضرر وتدمير منشآت وأبنية غالبية أحياء العاصمة اللبنانية. وكانت الحكومة اللبنانية قد أحالت قضية تفجير المرفأ إلى المجلس العدلي وهو محكمة خاصة رفيعة تنظر في جرائم خطرة ذات العلاقة بأمن الدولة يحيلها اليه مجلس الوزراء. كذلك طلب لبنان من فرنسا والولايات المتحدة المساعدة التقنية في التحقيق حيث ارسلت فرنسا فريقا متخصصا في حين يتوقع وصول فريق أمريكي من مكتب التحقيقات الفيدرالي. وكان التحقيق الجاري قد أفضى إلى توقيف 19 موقوفا على ذمة القضية بينهم مدير مرفأ بيروت ومديري الجمارك الحالي والسابق. وأشار عون إلى أن التحقيق من 3 مراحل تقوم أولها على معرفة من اين أتت الباخرة التي كانت تحمل "نترات الامونيوم" وأين تم تحميلها، وإلى اين كانت متجهة، وما الأسباب إلى دفعتها للدخول إلى مرفأ بيروت في العام 2013 وتفريغ حمولتها فيه. وأضاف أن المرحلة الثانية تقوم على تحديد مسؤولية الأشخاص الذين استقبلوا الباخرة، فيما أن المرحلة الثالثة تقوم على معرفة من أهمل وضعها من دون علم السلطات السياسية المسؤولة عن هذا الموضوع. واعتبر عون "أن كل الفرضيات ما تزال قائمة، ولا يمكننا التهاون في هذا الموضوع فندع جانبا احتمالا واحدا من دون ان نحقق فيه". وعن مسألة تكليف رئيس حكومة جديد بعد استقالة حكومة حسان دياب يوم الإثنين الماضي على خلفية كارثة الانفجار، قال عون "في نظامنا البرلماني علينا القيام باستشارات مع النواب لمعرفة من يريدون رئيسا للحكومة، إثر ذلك يتم تكليف من اختاروه تشكيل الحكومة". وقال "نريد نتائج للإصلاح مع الحكومة الجديدة على أن يحصل ذلك بسرعة لأننا تأخرنا للغاية بذلك". ونفى أن "يكون حزب الله عائقا أمام الإصلاحات أو إمام تشكيل حكومة بصورة سريعة"، وقال عون "إنه ليس في وارد التفكير بمغادرة السلطة لأن ذلك يحدِث فراغا في الحكم". وبشأن مواقف الرئيس الفرنسي حول أولوية الاصلاح في لبنان، اعتبر عون "انه عندما يأتي أحد للمساعدة فذلك لا يعني التدخل في شؤون الاخر وله الحق في تقديم النصح كي يأتي العمل المطلوب جيدا انما عندما يعمد هو إلى تعيين الحكومة عندها يكون الأمر تدخلا"، نافيا ان يكون الرئيس ماكرون يقوم بذلك. وعن الاتفاق الذي قامت به الامارات مع إسرائيل، اعتبر الرئيس عون أن "الإمارات بلد مستقل وله الحق بالقيام بما يريده". وحول احتمال عقد صفقة مماثلة بين لبنان وإسرائيل، قال عون إن لبنان لديه مشاكل مع إسرائيل، مشددا على "أن هناك ارض لبنانية ما تزال إسرائيل تحتلها إضافة إلى حدود بحرية يجب ان يتم تحديدها". وتحتل إسرائيل أراض لبنانية في "مزارع شبعا" وتلال "كفرشوبا" وقسما من "بلدة الغجر". كما يتنازع لبنان واسرائيل على مساحة تبلغ 860 كيلو مترا مربعا من المياه البحرية الحدودية التي تمتد على طول 3 رقعات بحرية لبنانية بعدما قسم لبنان مياهه الاقليمية في البحر المتوسط إلى 10 رقعات في إطار عمليات منح رخص التنقيب عن الغاز والنفط. وسبق أن توسطت الولايات المتحدة بين لبنان وإسرائيل لإنهاء النزاع حول الحدود البحرية لكن هذه الوساطة لم تصل بعد إلى نتائج إيجابية.
مشاركة :