تعهد رئيس الحكومة التركية داود أوغلو، بتعزيز الأمن في البلاد إثر الاعتداء الدامي الذي هز مدينة سروج أو "سوروتش"الحدودية مع سوريا. وقال إن اجتماعا للحكومة سينعقد الأربعاء لمناقشة خطة عمل تتضمن إجراءات أمنية جديدة على الحدود. أعلنت الحكومة التركية الثلاثاء تعزيز إجراءاتها الأمنية خصوصا على الحدود مع سوريا، كما وعدت بإلقاء الضوء سريعا على الاعتداء الانتحاري الذي نسب إلى تنظيم الدولة الإسلامية وضرب مدينة سروج سوروتش(جنوب) الاثنين على مقربة من الحدود السورية، ما أودى بحياة 32 شخصا على الأقل. وكان المركز الثقافي في سروج سوروتش ظهر الاثنين هدفا لهجوم موجه ضد شبان مناصرين للقضية الكردية يرغبون في المشاركة في إعادة إعمار مدينة عين العرب أو كوباني الكردية السورية التي دمرتها معارك انتهت في كانون الثاني/يناير بانتصار أكراد سوريا على تنظيم الدولة الإسلامية. وأعلن رئيس الحكومة التركية داود أوغلو عن عقد اجتماع للحكومة الأربعاء لمناقشة خطة عمل تتضمن إجراءات أمنية جديدة على حدودنا مضيفا لا يمكننا أن نتسامح مع نزاعات خارجية تتمدد إلى أراضينا وبعد 24 ساعة على الاعتداء ارتفعت حصيلة القتلى إلى 32 ومن بين الجرحى المئة هناك 29 لا يزالون في المستشفيات. وبعد أن عاد عدد من الجرحى في شانلي أورفه قرب سروج وعد رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو ببذل كل ما هو ممكن لاعتقال منفذي الاعتداء وتعزيز الأمن في البلاد. وقال في تصريح صحافي إنه تم التعرف على هوية أحد المشتبه بهم ويجري التحقيق في ما إذا كانت لديه علاقات مع الخارج أو بأشخاص في تركيا. وتابع المسؤول التركي الاحتمال المرجح أن يكون الاعتداء الانتحاري مرتبطا بداعش. ولم تعلن أي منظمة حتى الآن مسؤوليتها عن الاعتداء. وفي حال تأكدت مسؤولية تنظيم الدولة الإسلامية فستكون المرة الأولى التي يقوم بها هذا التنظيم باعتداء داخل الأراضي التركية. وأفادت وسائل إعلام عدة أن الانتحاري قد يكون تركيا شابا في العشرينات.. وكرر رئيس الحكومة التركية نفي أي اتهامات لتركيا بالتساهل مع المتطرفين الإسلاميين مضيفا أن السلطات التركية لم تقم أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع أي تنظيم إرهابي. وشدد على أن التحقيق سينتهي بأسرع وقت ممكن. وفي الأسابيع الأخيرة، شنت الشرطة التركية سلسلة عمليات استهدفت بشكل واضح للمرة الأولى شبكات تجنيد تعمل على أراضيها وتسمح بمرور أعداد من المجندين وخصوصا الأجانب، إلى الجبهة السورية. تساهل الحكومة التركية وكتبت صحيفة صباح الموالية للحكومة في افتتاحيتها أن هذا الهجوم الإرهابي (...) هو عمل انتقامي ضد التزام تركيا مكافحة الإرهاب، غذته الفوضى التي تسود المنطقة. في المقابل شككت أصوات بسياسة أنقرة المتساهلة مع المنظمات المتطرفة التي تقاتل النظام السوري واتهمت الحكومة بأنها لم تقدر خطر التهديد الجهادي. وقالت فيجين يوكسيكداغ التي تشارك في رئاسة أكبر حزب كردي في تركيا لا يمكن لأي قوة التحرك في تركيا دون أن تكون الأجهزة السرية أو وحدات الاستخبارات على علم بذلك. وكشفت صحيفة حرييت الثلاثاء أن أجهزة الأمن حذرت الحكومة مؤخرا من خطر حدوث هجوم إرهابي على الأراضي التركية. ويرى نهاد علي أوزكان من مركز الدراسات تيباف في أنقرة، في اعتداء سروج سوروتش انتقالا إلى الأراضي التركية للحرب التي يخوضها الأكراد والجهاديون. وقال إن هذا الهجوم يمكن أن يؤدي إلى اندلاع النزاعات العقائدية والأتنية والسياسية في تركيا. ومع أنها في التحالف ضد الجهاديين، رفضت تركيا حتى الآن التدخل عسكريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقد أدى رفضها إلى تظاهرات مؤيدة للأكراد في جنوب شرق البلاد. وعبرت أنقرة مرات عدة عن تخوفها من أن تظهر في سوريا منطقة مستقلة يسيطر عليها مقاتلون أكراد قريبون من حزب العمال الكردستاني الذي يخوض حركة تمرد في تركيا منذ 1984. وفرقت الشرطة مساء الاثنين تظاهرات موالية للأكراد في إسطنبول، كما اعتقلت الثلاثاء نحو ثلاثين ناشطا من اليسار كانوا يتظاهرون في المدينة نفسها تنديدا بسياسة الحكومة إزاء الأزمة السورية. فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 22/07/2015
مشاركة :