تكبيرة الإحرام وفضل تكبيرة الإحرام بشكل عام أو مع الإمام ينبغي معرفته؛ فقد أجمع الفقهاء على أنها ركن لازم من أركان الصلاة، فلا تصح الصلاة لمن لم يستفتح صلاته بها. ومما أجمع عليه الفقهاء أن افتتاح الصلاة إنما يكون بذكر اسم الله -سبحانه وتعالى- بينما اختلفوا في اللفظ الصادر عن المصلي لافتتاح الصلاة؛ وقد وردت مجموعة من النصوص النبوية الصحيحة التي تؤيد إجماع الفقهاء على ركنية تكبيرة الإحرام وعدم جواز الصلاة بدونها، ومن تلك النصوص ما رواه أبو داود من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مِفتاحُ الصلاةِ الطُّهورُ وتحريمُها التَّكبيرُ وتحليلُها التَّسليمُ». فضل تكبيرة الإحرام في الصلاة: تكبيرة الإحرام تعني: قول المصلي عند افتتاح الصلاة (الله أكبر)، أو هي: كل ذِكرٍ يُصبح به المُصلي شارعًا في الصلاة وداخلًا فيها، فتكبيرة الإحرام هي تلك الألفاظ التي ينطق به المصلي ليُعلن دخوله في الصّلاة ويُعلن البدء بها، ولها ألفاظ خاصة لا تصحُّ إلا بها وهو قول المصلي: (الله أكبر)، وتعد تكبيرة الإحرام واجبة، وأحد أركان الصلاة، وفرض من فروضها، حيث لا تصح الصلاة دونها. فضل تكبيرة الإحرام مع الإمام: يبغي على المأمومين الحرص على إدراك التكبيرة الأولى «تكبيرة الإحرام» مع الإمام، وعدم التفريط في الأجر الحاصل منها، فقد روى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ». سبب تسمية تكبيرة الإحرام بهذا الاسم: عرفت تكبيرة الإحرام بهذا الاسم لأنها تُحرم على المصلي ما كان حلالًا له قبلها من مفسدات الصلاة، مثل الأكل، والشراب، وغيره، ولا بد من الإشارة إلى أنه لا تنعقد الصلاة في حال تركها سهوًا أو عمدًا، وشرعها الله -تعالى- لجعل المصلي يستحضر عظمة الله حين يقف بين يديه، فيستحي أن ينشغل بغير صلاته، ويخشع له، ويستحضر عظمته. اقرأ أيضًا: هل الخطأ في نطق تكبيرة الإحرام تبطل الصلاة .. عالم أزهري يجيب هيئة تكبيرة الإحرام: لتكبيرة الإحرام عدة هيئات، وقد اختلف الفُقهاء في الهيئة المجزئة لها، وبيان أقوالهم فيما يلي: 1. يرى جمهور الفقهاء (المالكية والشافعية والحنابلة) أن هيئة تكبيرة الإحرام هي: أن يقول المسلم إذا وقف لأداء الصلاة معلنًا افتتاحها فيقول: (الله أكبر) بعد أن يرفع يديه حذو منكبيه أو حذو شحمتي أذنيه. 2. يرى فقهاء الحنفية أن تكبيرة الإحرام لا يشترط لصحتها أن تكون بلفظ (الله أكبر) بل هي عندهم تصح، وتجوز بأي لفظٍ آخر، ما دام القصد منه إعلان البدء بالصلاة وافتتاحها. شروط تكبيرة الإحرام: هناك عدة شروط لتكبيرة الإحرام، ومنها: 1. أدائها بعد الانتصاب في الفرائض. 2. أن تكون بلفظة الجلالة، أي بلفظة الله أكبر، بحيث يتوجب تقديم لفظة الجلالة على أكبر. 3. عدم مد همزة الجلالة، أو تشديد أو مد باء أكبر. 4. تجنب الوقوف وقفة طويلة بين لفظة الجلالة وكلمة أكبر، أو قبل كلمة الله. 5. الابتعاد عن زيادة واو ساكنة، أو متحركة بين لفظ الله وأكبر، تأخيرها عن تكبيرة الإمام في حق المصلين. 6. تأديتها في حال الاستقبال. 7. أن يُسمع نفسه كافة حروف تكبيرة الإحرام. شاهد المزيد: هل الخطأ في التلفظ بنية الصلاة عند تكبيرة الإحرام يبطلها؟ ما يقال بعد تكبيرة الإحرام: دعاء الاستفتاح يقال بعد تكبيرة الإحرام دعاء الاستفتاح، وهو ثابت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين وغيرهما، فعن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟) قال: (أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلـج والبرد)، كما ورد بصيغ أخرى منها: (سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ وتبارَكَ اسمُكَ وتعالى جدُّكَ ولا إلَهَ غيرَكَ)[صحيح أبي داوود]. ومن الصيغ الأخرى: (وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماواتِ والأرضِ حنيفًا وما أنا من المشركين. إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أُمِرتُ وأنا من المسلمِين. اللهمَّ أنت الملكُ لا إله إلا أنت. أنت ربى وأنا عبدُك، ظلمتُ نفسى واعترفتُ بذنبى، فاغفرْ لى ذنوبى جميعًا إنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، واهدِني لأحسنِ الأخلاقِ. لا يهدي لأحسنِها إلا أنت. واصرِفْ عني سيِّئَها. لا يصرفُ عني سيِّئَها إلا أنت. لبَّيك وسعدَيك والخيرُ كلُّه في يدَيك. والشرُّ ليس إليك. أنا بك وإليك. تباركتَ وتعالَيتَ. أستغفرُك وأتوبُ إليك)، [رواه مسلم].
مشاركة :