النص قاطرة العمل المسرحي.. ورقة نقدية لرضا حسنين

  • 8/17/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قدم المخرج رضا حسنين، ورقة نقدية بعنوان "النص قاطرة العمل المسرحي"، عن عرض العرائس "رامي والبرتقالة" من العراق، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الشباب لمسرح الدمى بالعراق "أون لاين".قال حسنين: شاهدت بالأمس على منصة اليوتيوب العرض العراقي "رامي والبرتقالة" الذي قدمه مهرجان الشباب الدولي لمسرح الدمي "أون لاين" دورة الفنان الرائد طارق الربيعي تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة بالعراق في دعوه صريحه للنهوض بهذه الفنون، جدير بالذكر أنه تقدم عروض داخل المهرجان وأخرى على هامش المهرجان وورش لتعلم فنون الدمى المختلفة ومحاضرين لإبراز دور الدمى الترفيهي والتعليمي والتثقيفي والتربوي.وتابع: أن مسرحية ‏"رامي والبرتقالة" عرض مسرحي يرتكز في الأساس على نص مسرحي بسيط، من تأليف وداد ريسان، وتنفيذ الدمى محمد عبدالكريم، أداء صوتي لأديان عبدالحكيم، وإخراج محمد عبدالحكيم، نرى في البداية "رامي" يلعب بالكرة وينادي على أمه لتساعده في ايجاد الكرة ويجد بجواره برتقالة مدوره تشبه الكرة يمسكها ويلعب بها بدلا من الكرة يلعب بها يمينا ويسارا، البرتقالة تصدر أصوات وتحدثه وتستنكر أن يلعب بها رامي لأنها ليست مخلوقه لهذا الغرض، تخبره أنها مخلوقة لتصبح عصير أو مربي وتدخل الأم على "رامي" وتتساءل لماذا كان يناديها يخبرها أنه قد علم فوائد البرتقال فعصيره مصدر هام للسكر ويعمل على ازالة السموم من الجسم وفوائده كثيره للبشر تؤكد الأم على كلام "رامي" بأن البرتقال الطبيعي أفضل من المشروبات المعلبة المحوطة المصنوعة، ويتحدثان بعدها عن فيتامينات البرتقال والأملاح المتعددة في البرتقال ويتحدثان بعده عن فوائد البرتقال من الوقاية من الأمراض، ولكن يجب عدم الافراط في شربه فما زاد عن حده انقلب ضده.وأضاف حسنين، أن النص المسرحي في البداية لنا وقفه مع النص تأليف وداد ريسان، قدمت لنا مسرحيه بسيطة عن فوائد البرتقال تصلح للفئات العمرية الصغيرة بهدف توعوي أن صح إطلاق هذا الاسم عليه فهو يكرس لفكرة واحده ثابته ولا يهدف لغيرها وهي فؤائد البرتقال، وهذا النص يصلح لمعلمي الصف في الصفوف الأولى بالمدارس أو منصات الأون لاين للفئات العمرية الصغيرة، وكان يمكن أن يقدم بطريقة أكثر ترفيها لجذب تلك الفئات العمرية التي تنجذب أكثر للموسيقي والألوان.تصميم وتنفيذ لدمي في العرض لمحمد عبدالكريم، فالدمي بالعرض هي "رامي" و"أمه" و"البرتقالة"، الدمي هي الكتلة الحيوية المرئية بالتشكيل، والملابس، والماكياج، والإضاءة، التي تحيى مختلف العناصر بدلالاتها ومعانيها الدرامية، فهي إذن كتلة متحركة أو بالأحرى دينامية تساهم الإسهام الأساسي في تشكيل الصورة المسرحية في حدود المطلوبحركة الدمي والحركة هنا لا تعنى فقط عملية تحريك الأطراف والإيماءات التي تقوم بها العروسة بل الحركة التي تنفذها العروسة من خلال مبدعها الرئيسي من نقطة إلى نقطة، أو تغير أوضاعه في تشكيل ما، أو في إيقاعات فحسب، لقد افتقد العرض للحركة الجذابة المرنة الدينامية، التي تخفف من حده المعلومات العلمية في المجمل مسرحية "رامي البرتقالة" بسيطة وهدفها ايصال معلومات بسيطة ونجح صناع العمل في ذلك. كان يجب على صناع المسرحية التي تعرض في منصات الأون لاين الاستعانة بالتقنية الحديثة مع عدم الافراط وخشبة المسرح الحية، التي افتقدنا محتوياتها السينوغرافية المتنوعة، وحركة الدمي الدينامية، إضافة إلى شريط الصوت سواء كان مباشرا أو مسجلا للعروسة كما في "رامي والبرتقالة" وكان هنا اداء صوتي لأديان عبدالحكيم جيدا لممثله واعده وأن أفتقد إلى المؤثرات المختلفة، التي هي من أهم متطلبات التعبير.وأوضح حسنين، أن مخرج العمل حاول في ظل النص المتاح والمطلوب إنجازه أن تتضافر كل الدلالات المسرحية لديه قدر استطاعته لخروج عمله بهذا الشكل، فكل التحية لمن أبدعوا هذا العمل الفني وننتظر في قابل الأيام نصوصا ثريه لعالم الدمي نصوصا يرتكز عليه المبدعون.وأكد حسنين، أن النص المسرحي في عالم الدمي هو الركيزة الأهم في مشوار تكوين عرض مسرحي للدمي، كما يرى أن المخرج هنا ما زال يبحث عن مشروعه الفني، وأعتقد أنه في قابل الأعمال عروضا خلاقة للدمي وعالمها وننتظر منه الكثير بالمستقبل.يذكر أن فعاليات دورة الفنان الرائد طارق الربيعي، لمهرجان الشباب الدولي لمسرح الدمى بالعراق "أون لاين"، انطلقت الخميس الماضي، وتستمر حتى اليوم الاثنين 17 أغسطس الجاري، والتي تنظمها دائرة ثقافة وفنون الشباب قسم السينما والمسرح بالتعاون مع المركز الثقافي العراقي للطفولة وفنون الدمى، ورعاية وزارة الشباب والرياضة بالعراق، بمشاركة مجموعة من الدول العربية وهي "العراق، مصر، سوريا، الجزائر، عمان"، كما يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 12 عرضا مسرحيا، بالإضافة إلى 8 عروض أخرى مشاركة على هامش المهرجان.كما يهدف المهرجان إلى تفعيل فنون مسرح الدمى محليا ودوليا من خلال اتاحة الفرصة للشباب واشراكهم في تقديم عروض مسرحية بالدمى ونشر ثقافة فنون الدمى من خلال إقامة ورش ومحاضرات تثقيفية.

مشاركة :