استمرار المعارك في شمال اليمن بين الحوثيين والسلفيين

  • 11/10/2013
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

صنعاء: «الشرق الأوسط» تواصلت الاشتباكات الدائرة بين الحوثيين الشيعة والسلفيين في شمال اليمن، أمس (السبت)، غداة إجلاء الصليب الأحمر 44 جريحا من مدينة دماج بحسب الطرفين، إذ لا تزال المعارك محتدمة منذ أسابيع في هذه المنطقة التي يسيطر عليها الأصوليون السنة في محافظة صعدة (شمال)، معقل متمردي أنصار الله. وقد اندلعت المعارك، عندما شن الحوثيون هجوما على مسجد للسلفيين الذين يتهمونهم باستقبال آلاف المسلحين الأجانب. وصرح متحدث باسم السلفيين خالد القرباني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن المواجهات استمرت السبت بشكل متقطع، غداة هجوم للحوثيين على مسجد دماج، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين. وأكد مسؤول في التمرد علي بخيتي لوكالة الصحافة الفرنسية أن اشتباكات متقطعة كانت تدور، أمس (السبت)، بين أنصاره والسلفيين. وأضاف أن على اللجنة الرئاسية المكلفة إرساء الهدوء في دماج إرغام كل الأطراف على احترام وقف إطلاق النار الذي أعلن مرارا، ويخرق بشكل منهجي. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن فريقها تمكن، أول من أمس (الجمعة)، من إجلاء 44 جريحا بينهم امرأة حامل في شهرها الثامن، وأربعة أطفال من المدينة. وجاء في البيان أن الصليب الأحمر «تمكن من إيصال ما يكفي من الأدوية ومواد التضميد إلى كلا جانبي خط الجبهة لمعالجة عدد من المصابين يتراوح بين 200 و600 مصاب، بالإضافة إلى أدوية لمعالجة أمراض، مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي». وشهدت منطقة دماج اشتباكات في السنوات الثلاث الماضية على خلفية توتر بين السلفيين والشيعة. وفي سبتمبر (أيلول) أوقعت صدامات مماثلة ما لا يقل عن 42 قتيلا في محافظتي عمران وإب في وسط اليمن، بحسب مصادر متطابقة. من ناحية أخرى، حذر المتحدث الرسمي باسم السلفيين في جبهة «كتاف» بمحافظة صعدة شمال اليمن أبو إسحاق الشبامي من اندلاع حرب طائفية في اليمن، إذا لم يُفك الحصار المفروض من قبل الحوثيين على السلفيين في منطقة دماج. وقال الشبامي في تصريحات صحافية، أمس: «إن بقي الصمت على ظلم الحوثيين وقتلهم لإخواننا في دماج ظلما وعدوانا، فستكون حربا طائفية واسعة، وسيجري فتح جبهات قتال جديدة ضد الحوثيين في مناطق أخرى غير دماج وكتاف». وأكد أن «مجاهدينا قتلوا خلال الأيام الماضية نحو 100 حوثي في المعارك التي شهدتها بعض جبال وتباب كتاف، بينهم 10 قادة». وأضاف: «أحرقنا عددا من سياراتهم، واستولينا على أسلحة لهم، وإخواننا المجاهدون في حرض منعوا الحوثيين من تلقي الإمدادات والدعم, وسمعنا أن أبناء مأرب يهددون بقطع النفط، وفي الجوف هناك نقطة احتجزت سيارات عدة للحوثيين، وخطتنا الآن هي فتح جبهات عدة على الحوثيين لإجبارهم على فك الحصار عن دماج». وأشار إلى أن الحوثيين تمركزوا في بعض الجبال والتباب، و«دحرناهم منها ومجاهدونا يحصدونهم حصدا وهناك نحو ثلاثة آلاف مقاتل من حلف النصرة» توافدوا من مختلف القبائل والقرى إلى كتاف للجهاد ضد الحوثيين», مستبعدا التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار في دماج. على الصعيد نفسه، لقي سلفي حتفه وأصيب أربعة من بين 18 مسلحا في انفجار شاحنة تقلهم مع أسلحة ومتفجرات أمام فندق في مدينة حرض، بمحافظة حجة. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها أجلت يوم الجمعة 44 مصابا في اشتباكات بين مقاتلين شيعة وسنة في بلدة دماج اليمنية، وهي ثاني عملية من نوعها خلال أقل من أسبوع. وقال سيدريك شفايزر رئيس وفد الصليب الأحمر في العاصمة اليمنية صنعاء إنهم أنقذوا أيضا يمنية حاملا في شهرها الثامن، وطفليها، وطفلين آخرين كانا برفقة والدهما المصاب. وألقى القتال بين السلفيين والشيعة في دماج بشكوك على جهود المصالحة الوطنية في اليمن، الذي يوجد به أحد أنشط أجنحة «القاعدة». وجرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار هذا الأسبوع، بعد عدة أيام من الاشتباكات سقط فيها ما لا يقل عن 100 قتيل من المدنيين والمسلحين. لكن بدا أن الاتفاق يتداعى، بعدما تحدث سنّة عن استئناف القتال. وقال الصليب الأحمر إنه مستعد لمساعدة الناس في دماج ومحافظة صعدة - حيث توجد البلدة - التي تعاني من العنف، بشرط أن تقدم الفصائل المتحاربة الضمانات الضرورية فيما يتعلق بسلامة فرقه، ومن يجري إجلاؤهم. وتقلق الاضطرابات المستمرة على عدة جبهات في اليمن واشنطن التي كثفت مساعداتها ودعمها العسكري لصنعاء، في إطار حربها ضد المتشددين الإسلاميين.

مشاركة :