سان تروبيه مكتظة بالسياح بدون المشاهير والأثرياء الكبار

  • 8/17/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يكتظ ميناء سان تروبيه الفرنسي بالسياح ، غير أن الأجواء الاحتفالية المعهودة في فصل الصيف تغيب هذه السنة عن المنتجع السياحي الفرنسي الخالي من زواره الاعتياديين من أثرياء ومشاهير العالم في ظل تفشي وباء «كوفيد-19».في ساحة «ليس» التي يحتلها ممارسو لعبة «البيتانك» الشعبية، يمارس جيريمي هذه اللعبة جولة تلو الأخرى تحت الأشجار العالية ويقول الرجل وهو من سكان مرسيليا في جنوب شرق فرنسا منذ 20 عاماً: «كان من المفترض أن نسافر إلى ألمانيا إلا أننا فضلنا البقاء في فرنسا هذا الصيف وزيارة سان تروبيه بسبب الفيروس».وأتى السياح بأعداد كبيرة رغم الوباء، إلا أنهم مختلفون عن السنوات الماضية. ويقول كلود مانيسكالكو مدير هيئة السياحة:«في الصيف عادة ما يكون لدينا 85 % من السياح الأجانب و15 % من الفرنسيين. لكن هذه السنة السياح فرنسيون بنسبة 60 %».ويسجل هذا الميل العام على امتداد الكوت دازور الفرنسية حيث «تحسن» الحجوزات منذ 20 يوليو/تموز الماضي عائد إلى زبائن فرنسيين بغالبيتهم ومن دول مجاورة كذلك، على ما تؤكد لجنة السياحة في المنطقة.وفي مؤشر آخر إلى غياب السياح الأجانب، تراجع النشاط بمقدار «النصف» هذا الصيف في مطار نيس الدولي، على ما تفيد إدارة هذا المطار الذي يُعتبَر الأقرب إلى سان تروبيه.ويشير مسؤولون في قطاع السياحة في سان تروبيه إلى أن عدد العائلات التي لا تفرط في الاستهلاك في ازدياد فيما تراجعت حجوزات «الرحلات السياحية اليومية».ويوضح جورج جيرو المسؤول المحلي في سان تروبيه «هم زبائن فرنسيون وأوروبيون ميسورون ينزلون في فنادق فخمة لكنهم لا ينفقون بطريقة مبالغة كما يفعل السياح الروس أو الأمريكيون».ويؤكد مدير المرفأ جان فرنسوا توريه من مركز عمله الذي يطل منه على طابور المراكب التي تنتظر أن ترسو «الوضع أفضل من الصيف الماضي. الميناء شبه ممتلئ كل مساء لكن عدد اليخوت الكبيرة أقل، فلدينا مراكب يقل طولها عن 40 متراً».منذ يوليو/تموز الماضي، يسجل توريه زيادة بنسبة 43 % للمراكب التي ترفع العلم الفرنسي في حين ترسو عادة يخوت ضخمة يملكها أثرياء ومشاهير العالم ولا سيما من روسيا والولايات المتحدة ودول الخليج في ميناء هذه المدينة الصغيرة الواقعة على البحر المتوسط. مقهى المشاهيرفي فندق «تروا بالمييه» على ساحة «ليس»، تقول مسؤولة الحجوزات ديان إن حوالى 10 حجوزات ألغيت منذ اعتمد هذا التدبير. واضطرت فنادق ومطاعم كثيرة في سان تروبيه إلى إغلاق أبوابها بعد تسجيل إصابات في صفوف موظفيها ومن بينها مقهى«سينيكييه» الشهير جداً فيها.وساهمت الممثلة الفرنسية بريجيت باردو في شهرة هذا المقهى في منتصف الخمسينات من القرن الفائت عندما كانت تجلس فيه بانتظام خلال تصوير فيلم «إي ديو كريا لا فام». وكان الرسامان ماتيس وبيكاسو فضلاً عن مصمم الأزياء كارل لاجرفيلد والرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك من رواد هذا المقهى أيضاً والذي يشتهر بمقاعده الحمراء.على بعد أمتار قليلة، في الشوارع التجارية القريبة من ميناء الصيد القديم، تقول كلويه كولومب مديرة متجر لبيع السلع الجلدية الفاخرة:«لم نسجل خسائر بفضل التنزيلات لكن ندرك أن فاحشي الثراء الذين ينفقون من دون أي رادع ليسوا هنا ويقتصر الأمر على مشتريات صغيرة».وفي الفترة الأخيرة، تفاقم الوضع مع تزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الحانات والمطاعم فأصبح وضع الكمامة إلزامياً في المدينة منذ مطلع أغسطس/آب الحالي.

مشاركة :