رسوم «الأهلية» تهدد مقاعد «المدارس الحكومية»

  • 8/18/2020
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تستمر معاناة أولياء الأمور مع مدارس التعليم الأهلي، والتي تشكل حملا على ميزانية الأهالي، في ظل ما أقرته وزارة التعليم، في التعليم عن بعد عبر منصات الوزارة الإلكترونية، ورغم ذلك، تطالب المدارس، الأهالي، بدفع رسوم الطلبة، الأمر الذي سينتج عنه تسرب الطلاب إلى المدارس الحكومية.ويبلغ عدد المدارس الأهلية بالشرقية للبنين 54 مدرسة، والبنات 41 مدرسة، ويصل عدد الطلاب إلى 38824، والطالبات إلى 29163.حرية انتقالوقال الأستاذ الجامعي السابق والمهتم بالشأن التعليمي د.عدنان الشخص، إن انتقال طلاب التعليم الأهلي إلى الحكومي، ليس تسربا، ولكن حرية انتقال من الخاص للعام، وذلك قد يكون لظروف مادية، لخفض المصاريف، موضحا أن المدارس الأهلية تمر بظروف، تتحدى فيها الأوضاع لترفع من جودة الأداء، وهذه الأمور تكون بالاتفاق بين المستفيد ومقدم الخدمة، لأن أصحابها مستثمرون، ويتوقعون استلام الرسوم في موعدها، وهذا يمثل لهم حاجة أساسية، حتى يستطيع مواجهة مسؤولياته المالية.تحسين الأداءوتابع: «أما عن تحسين الأداء، فيجب مراعاة خدمة الطلاب، وتحفيزهم، وأن تكون هناك رقابة على أداء المعلم من قبل إدارة المدرسة، وإدارة الإشراف التربوي، فالمدارس الأهلية لديها مرونة كبيرة، تختلف عن المدارس العامة، وكذلك يجب عليها إثراء المناهج، بإضافة توسعة الأداء وتعميقه، والتعاطي مع المنهج بأسلوب مختلف، والاهتمام بالتحليل والتركيب والتعليل، وهذا مطلوب من كافة المدارس».أضرار اقتصاديةوأشارت المستشار التربوي والتميز المؤسسي حنان الحمد، إلى أن هناك أنظمة وزارية صارمة لنقل الطلاب بين المدارس، ومن محدداتها مكان سكن الأسرة بالنسبة للمدرسة الحكومية، والطاقة الاستيعابية لها، وأن التعلم عن بعد بشكله الحالي سيكون لمدة 7 أسابيع فقط، قابلة للمراجعة، وفي حال تقررت العودة لنظام التعلم التقليدي، فسوف تواجه المدارس الحكومية مشكلة في اكتظاظ الفصول بأعداد كبيرة من الطلاب، علما بأن هذا السماح بالنقل من المدارس الأهلية إلى الحكومية قد يسبب أضرارا اقتصادية كبيرة على هذا القطاع، ويؤدي إلى تسريح عدد كبير من الموظفات السعوديات.تقييم وتقويموعما يواجهه التعليم عن بعد في المدارس الأهلية، نوهت بأن المعوقات بحسب تصنيف المدرسة وإمكانياتها، إذ إن هناك مدارس كثيرة كان أداؤها رائعا عند بداية جائحة «كورونا»، وتحولت للتعلم عن بعد بسهولة، نظرا لتفعيلها للمنصات التعليمية والفصول الافتراضية، وكذلك وجود آلية واضحة للتقييم والتقويم، متمنية أن تستفيد الوزارة من تجاربهم.بوادر تسربمن ناحيته، نوه التربوي نزار رمضان، بأنه في ظل استمرار الجائحة، فإن هناك بوادر تسرب مرتفعة من العام الماضي، لأسباب كثيرة، منها التكلفة، وسوء البنية التقنية لبعض المدارس، وفي نفس الوقت الجهد المميز للوزارة ومنصة التعلم، ولكن التجربة لم تكتمل نضجا للطرفين، ففي بعض المدارس الأهلية كانت المتابعة المستمرة المباشرة سمة، وفي الوزارة توافر المادة والآلية، مع الضعف في حلقة المدرسة.ارتفاع النسبةوأوضح أن نسبة التسرب وصلت نهاية العام الماضي لـ 5%، والمتوقع خلال الأسبوعيين الأولين من العام الدراسي الجديد، أن ترتفع، لتصل إلى 25%، مضيفا: إن هناك فرصة للطرفين لإكمال النقص، من حيث متابعة المدرسة، واستكمال الأخرى التقنية، وفي كل ثراء للحالة التعليمية، وتحقيق الرؤية كذلك.بنية افتراضيةوأشار إلى أنه من معوقات التعليم عن بعد للمدارس الأهلية، ملف القيادة الافتراضية، والمعلم التقني، وتسرب بعض الطلاب، ما يؤثر على البنية الافتراضية، إضافة إلى تسرب كثير من المعلمين والمعلمات، بسبب الجائحة، والقلق منها، والبعض بسبب السفر الداخلي أو الخارجي، وعدم تأهيل كل الطلاب على التعلم عن بعد.أبرز المعوقاتولفت المستشار التربوي رائد المطير، إلى أن أبرز المعوقات التي تواجه الطلاب في التعليم عن بعد، ضعف شبكة الإنترنت في بعض المناطق والأحياء، وعدم توفر الأجهزة الإلكترونية عند البعض، للظروف الاقتصادية، وعدم الدراية الكاملة باستخدام الحاسب الآلي عند بعض الطلاب والأهالي، وعدم متابعة الوالدين لأبنائهم، والاتكالية الزائدة، خاصة في الصفوف المبكرة والأولية للأطفال، وعدم مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء في استخدام أجهزة الحاسب الآلي، أو الجهاز الذكي، والظروف الصحية لبعض الطلاب، وتشتت انتباه بعضهم بسبب الإزعاج والانشغال بمواقع أخرى.تخفيض الرسومأما التربوي في التعليم الأهلي أحمد الجرعي، فأكد أن المدارس الأهلية بين نارين، إما تخفيض الرسوم الدراسية، أو تسرب الطلاب إلى المدارس الحكومية، أو مدارس أهلية تقدم خصومات، موضحا أن شركات التعليم تدرس خلال هذه الأيام، الخصومات التي لا تضر بالأرباح، كون التشغيل مهما جدا لنجاح المؤسسة والمنشأة التعليمية.وتابع: «لو نظرنا للمدارس الصغيرة، ومدارس رياض الأطفال، فهي تعاني في هذه الأزمة، وقد تغلق أكثر من 30 روضة بسبب ذلك».معاناة مستمرةوبين المستشار التربوي عبداللطيف الحمادي رصد تأثر كثير من أولياء الأمور في الفصل الماضي، نظرا لأن الرسوم دفعت، والمعاناة مستمرة في هذا الفصل، وأن وكالة التعليم الأهلي قادرة على اتخاذ قرار لصالح أولياء الأمور، مطالبا ملاك المدارس بالمساعدة في خفض الرسوم إلى النصف، ومعاونة أولياء الأمور، لاستمرار العملية التعليمية.استجابة المدارسوبادرت عدد من المدارس الأهلية والعالمية ورياض الأطفال في المنطقة الشرقية، بتخفيض الرسوم الدراسية للفصل الدراسي الأول بنسبة 30 % إلى 40 %.وثمن عدد من أولياء الأمور هذه المبادرة الوطنية، التي ستخدم الطلاب والطالبات، وتوفر على أولياء أمورهم مبالغ من قيمة الرسوم الدراسية، مشيرين إلى أن هذه المبادرة ترسخ الواجب الوطني الذي قدمه ملاك ومالكات المدارس الأهلية والعالمية ورياض الأطفال الأهلية نحو وطنهم.توصيات ونصائحعلى الأسرة ألا تتوقع أن تقوم أو تحل محل المعلمين والمعلمات، لذا عليهم أن يلعبوا دور الداعم لعملية التعلم، وتهيئة مكان مناسب يحاكي طبيعة حجرة الدارسة، يسهم في جدية التعلم وتغيير الروتين في المنزل.وعلى الوالدين تخصيص وقت محدد في يوم تعلم أبنائهم عن بعد، لمساعدتهم، وجدولة بقية الأنشطة الأخرى، ويمكن أن يخفف التخطيط الجيد من التوتر لكل من الأبناء والآباء، وذلك بمساعدتهم في وضع جدول ومساعدتهم في تحديد الأولويات.ونصح خبراء باستخدم المنصات التعليمية المتاحة لتعزيز التعلم المستقل، مثل منصة «مدرستي»، وقناة «عين»، كما نصحوا الطلاب بالسؤال والاستشارة عن أي نصائح أو إرشادات، واسأل عن تجارب الآخرين لمعرفة ما وجدوه فعالا.وبالنسبة للآباء الذين يعملون مع أبناء متعددي الأعمار، عليهم طلب مساعدة الأكبر سنًا، للأبناء الأصغر، مع وضع متسع من الوقت بين الدروس والتعلم للترفية والمتعة كفترات استراحة، واضبط منبهات كجرس المدرسة.

مشاركة :