البطريرك الراعي يعلن حياد لبنان ويؤكد عروبته وتعزيز دولته

  • 8/17/2020
  • 22:12
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسميا «مذكرة لبنان والحياد الناشط»، ونشرها باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية.وقال الراعي خلال مؤتمر صحفي أمس، إن المكون الأول للمذكرة يتضمن عدم دخول لبنان في تحالفات ومحاور وصراعات سياسية، وحروب إقليمية ودولية ومنع أي دولة من التدخل بشؤونه.وأضاف إن المكوّن الثاني يتمثل في تعاطف لبنان مع قضايا حقوق الإنسان وحرية الشعوب، خصوصا الشؤون العربية، التي تُجمع عليها دولها والأمم المتحدة.وأشار الراعي إلى أن المذكرة تشدد على ضرورة «تعزيز الدولة اللبنانية لتكون دولة قويّة عسكريا وبجيشها ومؤسساتها وقانونها وعدالتها ووحدتها الداخلية، لكي تضمن أمنها الداخلي من جهة، وتدافع عن نفسها بوجه أيّ اعتداء بري أو بحري أو جوّي يأتيها، سواء من إسرائيل أو من غيرها من جهة أخرى».وقال الراعي إنه وجه نداء إلى الأمم المتحدة الشهر الماضي، مطالبا إياها «بالعمل على إعادة تثبيت استقلال لبنان ووحدته، وتطبيق القرارات الدولية، وإعلان حياده، فحياد لبنان هو ضمان وحدته وتموضعه التاريخي، وبخاصة في هذه المرحلة المليئة بالتغييرات الجغرافية والدستورية، حياد لبنان هو قوته وضمانة استقراره. فلبنان الحيادي هو القادر على المساهمة في استقرار المنطقة أيضا والدفاع عن حقوق الشعوب العربية وقضية السلام، وعلى لعب دور في نسج العلاقات السليمة والآمنة بين بلدان الشرق الأوسط وأوروبا بحكم موقعه على شاطئ المتوسط».الحياد الناشطوقال: حظي طرحنا للحياد بتأييد واسع متعدد الطوائف والأحزاب، وكان هناك كم كبير من المقالات المؤيدة، وإن صدر بعض التحفظات والتساؤلات. لذا، رأيت من الواجب إصدار هذه المذكرة «لبنان والحياد الناشط». فأتناول فيها خمس نقاط: موجبات هذا الطرح، مفهوم الحياد، أهميته كمصدر لاستقلال لبنان واستقراره، استفادة لبنان واقتصاده منه، والخاتمة.وتابع الراعي بالقول: ربما حياد لبنان، كنظام دستوري، لم يكن حاضرا في ذهن مؤسسي دولة لبنان الكبير، لكنه كان حاضرا كسياسة دفاعية وخارجية يتبعها هذا الكيان الصغير والجديد ليثبت وجوده ويحافظ على استقلاله واستقراره ووحدته وهويته.مؤكدا أن لبنان يستفيد من الحياد بفضل انتمائه إلى العالم العربي، وموقعه على ضفة المتوسط ودوره وحضارته التاريخيين.وأضاف: كشفت تجربة المائة سنة (1920/‏‏ 2020) من حياة دولة لبنان الكبير أنه يتعذر على لبنان أن يكون وطن الرسالة من دون اعتماد نظام الحياد. فالانحياز إلى صراعات دول الشرق الأوسط وشعوبه عاب صيغة الشراكة بين المسيحيين والمسلمين بأوجهها الروحية والوطنية والإنسانية. فأصبح لبنان في حالة تفكك، وفشلت جميع الحلول والتسويات، وما عاد ينقذ وحدته واستقلاله واستقراره سوى الحياد. ذلك أن الخلافات بكثافتها وعمقها تهدد الكيان لا الدولة فقط.ودعا الراعي الأسرة العربية والدولية أن تتفهم الأسباب الموجبة التاريخية والأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية، التي تدفع غالبية اللبنانيين إلى اعتماد «الحياد الناشط»، وأن تقر منظمة الأمم المتحدة في حينه نظام الحياد بأبعاده الثلاثة: الأول، إن لبنان نشأ وسار على خط الحياد وعدم الانحياز منذ تأسيسه حتى سنة 1969 مع «اتفاق القاهرة»، الذي سمح للاجئين الفلسطينيين بامتلاك السلاح الثقيل ومحاربة إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وما تبع ذلك من ظهور قوى عسكرية لبنانية وغير لبنانية خارجة عن الدولة.الثاني، إن لبنان بحكم نظامه الديمقراطي والليبرالي، وميزة تعدديته الدينية والثقافية المنظمة في الدستور والميثاق الوطني، هو صاحب دور في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. الثالث، إن لبنان القائم على التعددية والتوازن بين مكوناته يحتاج ليستمر أن تجد منظمة الأمم المتحدة مع الدول المعنية حلا لوجود نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني ونحو مليون ونصف المليون نازح سوري على أراضيه.

مشاركة :