مقديشو – أعلن مسؤولون الاثنين مقتل 10 أشخاص على الأقل في هجوم لحركة الشباب على قاعدة عسكرية في جنوب غرب الصومال، فيما تسعى الحركة المتمردة للإطاحة بالحكومة المركزية وتأسيس حكمها القائم على تفسيرها الخاص للشريعة الإسلامية. ويأتي الهجوم على القاعدة العسكرية في منطقة بيدوا، والذي أعلنت الجماعة المتشددة مسؤوليتها عنه عبر إذاعة الأندلس التابعة لها، بعد يوم من اقتحام فندق شهير على الساحل في العاصمة مقديشو. وقال القائد العسكري الصومالي يونس حسن إن الهجوم على القاعدة بدأ بمحاولة انتحارية لتفجير سيارة مفخخة عند المدخل، أعقبها تبادل كثيف لإطلاق النار بين المسلحين وقوات الحكومة، مما أسفر عن مقتل 10 على الأقل من الجانبين. وأضاف حسن “جنودنا الآن يسيطرون على القاعدة بشكل كامل بعد أن تصدوا للمسلحين وقتلوا سبعة مهاجمين. كما قتل ثلاثة جنود صوماليين في الهجوم". ويأتي الحادث بعد ساعات من الهجوم على فندق في مقديشو، أسفر عن مقتل17 شخصا على الأقل بينهم خمسة مسلحين. مراقبون يشككون في قدرة الجيش الصومالي المتعثر على الصمود في وجه الجهاديين دون دعم خارجي والفندق يملكه عبدالله محمد نور، وهو برلماني ووزير مالية سابق، ويتردد عليه مسؤولون وموظفون في الحكومة وصوماليون يعملون في الخارج. ويخوض الصومال حربا منذ سنوات ضد حركة الشباب التي تأسست مطلع 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكريا لتنظيم القاعدة، تبنت العديد من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة المئات. وتعد حركة الشباب في الصومال واحدة من الحركات الإرهابية التي احتفظت ببيعتها لتنظيم القاعدة، رغم الصعود القوي لتنظيم داعش الإرهابي خلال السنوات الأخيرة، ومبايعته من طرف تنظيمات إرهابية كثيرة في أفريقيا، على غرار جماعة بوكو حرام النيجيرية، إلا أن حركة الشباب ظلت متمسكة بولائها لتنظيم القاعدة، رغم ما أصاب الأخير من وهن وضعف. وتسعى قوات دولية لمساعدة الصوماليين في حربهم ضد الإرهاب وضد حركة الشباب، على غرار الأميركيين الذين يشكلون رأس الحربة في مواجهة الحركة الإرهابية. ويعبر مراقبون عن مخاوفهم بشأن قدرة الجيش الصومالي المتعثر على الصمود في وجه حركة الشباب المتشددة، إثر رحيل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي من البلاد.
مشاركة :