مينسك - (أ ف ب): تصاعد الضغط أمس الاثنين على الرئيس البيلاروسي لترك السلطة بعد الانتخابات المتنازع عليها في 9 أغسطس مع مواجهة يسودها التوتر بين ألكسندر لوكاشنكو وعمال مصنع كبير هتفوا أمامه «ارحل!». وتوقف عمال عدة مصانع والتلفزيون العام أمس الاثنين عن العمل، تلبية لدعوة من المعارضة التي أعلنت إضراباً عاماً غداة تظاهرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص في مينسك. وأدت زيارة قام بها لوكاشنكو لمصنع آليات ثقيلة ومصنع جرارات زراعية إلى حدوث مواجهة حادة مع العمال الذين رددوا عبارة «ارحل» فيما كان يلقي كلمته ويجيب عن الأسئلة. وقال لوكاشنكو رداً على تلك الدعوات: «شكرا، لقد قلت ما في جعبتي، يمكن لكم أن تواصلوا صياح «ارحل»»، قبل أن يغادر وملامح الغضب ترتسم على وجهه. تصاعدت الضغوط في بيلاروس منذ الانتخابات الرئاسية في 9 أغسطس، والتي شهدت إعادة انتخاب لوكاشنكو بنسبة 80 بالمئة من الأصوات على الرغم من الاتهامات العديدة بالتزوير. يأتي ذلك غداة تظاهر أكثر من 100 ألف شخص في العاصمة، في أكبر تجمع للمعارضة في تاريخ البلاد، تلبية لدعوة المنافسة الرئيسية في الانتخابات سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي أعلنت أمس الإثنين أنها مستعدة «لتحمل مسؤولياتها» وتولي قيادة البلاد. وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أمس الاثنين ان الاتحاد الاوروبي سيعقد قمة استثنائية يوم الأربعاء لمناقشة الوضع في بيلاروس، بينما لوحت ألمانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بتوسيع العقوبات التي تم فرضها بالفعل الأسبوع الماضي بعد لجوء الشرطة إلى العنف ضد المتظاهرين. من جهته أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الاثنين انه يتابع الوضع في بيلاروس «من كثب». وأمام مصنع الآليات الثقيلة، حيث وصل لوكاشنكو على متن مروحية، تجمع حشد ضم عدة مئات من المتظاهرين، رافعين أعلام المعارضة الحمراء والبيضاء ومرددين شعارات منددة بالسلطة. وقال إيليا ريبكين (30 عاما)، وهو موظف، لوكالة فرانس برس: «ننوي المشاركة في جميع الإضرابات السلمية والاحتجاجات حتى تدرك السلطات أخيرًا أنها تقاتل ضد شعبها». وأكد عمال في مصنع الجرارات الزراعية -الذي يصدّر إنتاجه إلى كل الدول السوفيتية السابقة ويعدّ مصدر فخر للبلاد- لوكالة فرانس برس أن الآلاف منهم توقفوا عن العمل. قال لوكاشنكو خلال خطابه في مصنع الجرارات الزراعية: «لن أفعل أي شيء تحت الضغط»، مضيفا: «طالما لم تقتلوني، فلن تكون هناك انتخابات». كما تجمع حوالي 600 متظاهر، بحسب وسائل الإعلام المحلية، أمام مقر التلفزيون العام حيث انضمت إليهم ماريا كوليسنيكوفا، وهي واحدة من رموز المعارضة، وقالت: «أعلم مدى خوفكم، لأننا جميعًا خائفون. شكرًا لأنكم تغلبتم على خوفكم وانضممتم إلى الأغلبية». وبحسب موقع «توت» الإلكتروني، أعلن عمال في مصنع بيلاروسكالي للبوتاس أيضاً نيتهم الإضراب عن العمل. ويستخدم البوتاس في صناعة السماد الزراعي وهو أيضاً مصدر كبير للعائدات في بيلاروس أحد أكبر منتجيه عالمياً.
مشاركة :