في ذكرى ميلاده.. أنيس منصور.. فيلسوف ورحّال بدرجة صحفي

  • 8/18/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يمكن أن تصفه بالكاتب والفيلسوف والصحفي والأديب، خلال مسيرة مهنية طويلة، أثرى الحياة الأدبية بالعديد من الإصدارات الأدبية والفلسفية والصحفية، ولد في 18 أغسطس عام 1924 في إحدى قرى محافظة الدقهلية لتشهد ولادة أحد نوابغ الأدب حتى يومنا هذا.نتحدث عن الكاتب الصحفي والاديب أنيس منصور، نشأ مثلما نشأ أبناء جيله، عرف طريقه إلى الكتّاب في سن مبكرة وفي التاسعة حفظ القرآن كاملا عن ظهر قلب، ليبعث إشارة إلى تميزه وتفرده ويلتحق بمدرسة أبوحمص الابتدائية. يقول أنيس عن تلك المرحلة: "في أعوام دراستي الاولى، شعر المدرسون بموهبتي إلا أن الأمر كان أكبر من أن يدركوه، أذكر جيدا أن مدرس اللغة العربية كان يتهمني دوما بسرقة موضوعات الإنشاء – التعبير – من المجلات والكتب وكان يمنحني صفرا في كل مرة وهو ما دفع والدي أن ذهب إلى المدرسة وطالبني أمام المدرس ومدير المدرسة بقراءة القرآن الكريم وإلقاء أشعار المتنبى وامرؤ القيس وأحمد شوقى، كان يوما مميزا في طفولتي شعرت بفخر شديد من نظرات الإعجاب التي ظهرت على وجوههم ، شعرت بتميزي وتفردي وزاد الأمر من عشقي للكتب والقراءة والكتابة".حظي أنيس بمسيرة دراسية مميزة فحصل على المركز الأول في المرحلة الثانوية على الجمهورية، فكان طالبا منضبطا لا يستهويه سوى القراءة والكتابة والاطلاع على كل ما هو جديد.. يقول منصور: " كنت الاول على مصر فى الثانوية واخترت كلية الآداب واخترت ايضا قسم الفلسفة وتخرجت عام 1947 الأول مع مرتبة الشرف وعملت معيدا ثم استاذا للفلسفة حتى عام 1961.. وجد ضالته في الفلسفة حيث حاول الوصول إلى إجابات على كل ما يشغله".في سنوات دراسته الجامعية كان لصيق وأحد أفضل تلاميذ أستاذ الوجودية عبدالرحمن بدوى وكان تميزه الدراسي كفيلا بلفت الانتباه إلى ذلك الشاب الذي جاء من إحدى محافظات شرق الدلتا محملا بأهداف ومبادئ لم تثنه ضوضاء العاصمة عنها.بدايته داخل عالم الصحافة مثل إعادة إحياء لمشروع ظل كامنا في داخله لسنوات طوال، دخل إلى بلاط صاحبة الجلالة من خلال بوابة اخبار اليوم مع رفيق رحلته كامل الشناوى وبقي هناك لفترة وتلقى أول دروسه في الصحافة على يد رواد الصحافة مصطفى وعلي أمين.بعد أن شعر أنه تملك أدواته جاءت الخطوة التالية في مسيرته المهنية حيث انتقل الى الأهرام عام 1950حتى عام 1952، ومن ثم بدأ رحلته حول العالم برفقة كامل الشناوى.تنقل وتدرج في عالم الصحافة ولكنه ظل متمسكا بعشقه للادب والفلسفة، وأصبح أصغر رئيس تحرير في حينها ومن ثم كلفه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بتأسيس مجلة أكتوبر في 31 أكتوبر 1976 م ليكون رئيسًا لتحريرها ورئيسًا لمجلس إدارة دار المعارف حتى سنة 1984.مثّل أنيس منصور في ذلك الوقت الصندوق الأسود للرئيس الراحل السادات، حيث عرف عنه الصديق المقرب وكاتم الأسرار ولم يفش تلك الأسرار حتى وافته المنية. ترك أنيس منصور خلفه إرثا كبيرا من الكتابات التي مازالت موجودة حتى هذه اللحظة حيث وصل عدد المؤلفات حتى وفاته 200 كتاب في مختلف المجالات ، لم يترك حقلا أدبيا او علميا إلا وزرع فيه نبتة مازالت تكبر حتى يومنا هذا.

مشاركة :