قامت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بزيارة ميدانية لمشروع طريق اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة، برفقة رئيس مجلس المحرق البلدي محمد آل سنان، وبحضور كل من الوكيل المساعد للطرق بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني هدى فخرو وعدد من المهندسين المختصين في هيئة البحرين للثقافة والآثار، وذلك من أجل الاطلاع على آخر الإنجازات على طريق اللؤلؤ، ومتابعة المشاريع العمرانية، التجميلية والحفاظية في مدينة المحرق وقلبها القديم. وتأتي هذه الزيارة على إثر اجتماع هيئة البحرين للثقافة والآثار بمجلس المحرق البلدي وممثلين عن المجتمع المحلي للمحرق مطلع يوليو الجاري. وخلال الزيارة أكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن الاشتغال الثقافي العمراني الذي تقوم به الثقافة في المنطقة يكرّس لاستعادة الحياة في طريق اللؤلؤ الذي يوثق لمرحلة هامة في تاريخ البحرين، قائلة: أجمل ما يمكن أن نلاحظه هنا هو الاهتمام بالتراث والوعي بأهمية الحفاظ على الإرث الحضاري المكتنز في بيوت الطريق والنسيج العمراني الذي يحيط به، مردفة: جميعنا مسئولون عن تحقيق هذا الإنجاز الرائع، من مؤسسات عامة وخاصة ومجتمع مدني، كلنا نساند الثقافة ونراهن عليها في الحفاظ على هويتنا. وأوضحت أن العمل على استكمال مشروع طريق اللؤلؤ بدأ فعلاً بعد أن اعتمد مجلس النوّاب القرض الميسر الذي حصلت مملكة البحرين على موافقته من البنك الإسلامي للتنمية. كما وأشارت أن عمل الثقافة يسعى لأن يجعل من هذا العمران ومن عفوية الحياة في مدينة المحرق العريقة مركز جذب سياحي ثقافي يتفاعل مع القادمين إليه من كل أنحاء العالم، ويقدم تجربة سياحية استثنائية تعرف الزوار إلى الأجزاء الجميلة من حياة البحرينيين قديما، مؤكدة مجدداً على أهمية تحقيق تكامل مع كافة الجهات المعنية، فالتجربة السياحية الوطنية تقوم على التفاعل ما بين مختلف المؤسسات وكذلك مسؤولية الحفاظ على مكونات الهوية المحلية. الزيارة الميدانية انطلقت من متحف البحرين الوطني حيث منطلق الرحلات البحرية المتوجهة إلى قلعة بوماهر، وتوجه الوفد بداية إلى مركز معلومات قلعة بوماهر وما تبقى من القلعة التاريخية ليطلع على مكونات المشروع المسجل على قائمة التراث العالمي منذ 2012م، والتي تتألف بالأساس من 17 بيتا تراثياً يمثل أبرز محطات صناعة اللؤلؤ في تلك الحقبة التاريخية. وتابع الوفد طريقه في الزيارة ليصل إلى بيت الغوص، المحطة التراثية الثانية من بعد مركز زوار قلعة بوماهر والذي استكمل عملياته ترميمه بدعم من عائلة الشيخ راشد بن حسن آل خليفة. كذلك واطلع الوفد خلال الزيارة على مجموعة من المشاريع الحيوية التي يجري العمل على إنجازها في مدينة المحرق القديمة من بينها مشاريع الارتقاء بالسوق القديم ومقترحات تحسين مستوى الخدمات في المحرق، كتوفير مواقف إضافية للسيارات وتجميل شوارع ومداخل المدينة بما يضفي روحاً جمالية للمنطقة تتكامل مع التراث العمراني في المدينة ويصنع تجربة مغايرة بالنسبة لزوار المكان. إضافة ذلك، تطرق الوفد خلال الزيارة إلى أهمية الحفاظ على النسيج العمراني للمدينة من خلال ترميم البيوت التاريخية وحفظها من الاندثار، والتأكيد على أهمية الأخذ باشتراطات ترميم وبناء المباني بما يعزز النسيج العمراني التاريخي في المحرق و يحافظ على كفاءة الخدمات المقدمة في المدينة. وأتبعت هذه المحطة زيارة إلى بيت العلوي الذي ما زال تحت الترميم. وانتقل الوفد من بعده إلى سوق القيصرية بمدينة المحرق القديمة للاطلاع على المحلات المرممة وعمليات الحفاظ التي تسعى للاعتناء بالواجهات القديمة والإبقاء على العناصر العمرانية القديمة التي تختص بتاريخ المكان. وعلى ذات المسار، زار الوفد عمارة فخرو التي استعادت مكانتها العمرانية واسترجعت جمالياتها الدقيقة من خلال عمليات الترميم والحفاظ المستمرة بالإضافة لمعاينة مدابس التمر التي تم ترميمها وعرضها للزوار لبيان مركز البحرين في إنتاج التمر وتاريخ هذه المهنة القديمة كما توقف الوفد في مقهى زعفران المرمم في قلب سوق القيصرية. هذا وأشار مستشار الترميم في هيئة الثقافة علاء الحبشي إلى دراسة أجرتها الهيئة تشير إلى المردود الاقتصادي المباشر من طريق اللولو والذي يتعدّى الستة ملايين دينار سنويا ما عدا العائد المادي الذي يعود على أهل المنطقة بطريقة غير مباشرة من خلال المشاريع والاستثمارات التي ستروج لها السياحة الثقافية في المنطقة من جهته، أشاد رئيس مجلس المحرق البلدي بجهود هيئة البحرين للثقافة والآثار في إحياء المناطق القديمة في مملكة البحرين، مؤكدا على أهمية هذا التوجه في الحفاظ على التراث الإنساني والحضاري وحمايته من الاندثار أو الاستبدال أمام المتغيرات العمرانية المختلفة التي تؤثر على نسيج المنطقة. وأعرب الوفد كذلك عن أمله في أن يشكل استكمال مشروع طريق اللؤلؤ علامة فارقة في تاريخ صناعة السياحة الثقافية في البحرين كما أعرب عن امتنانه لمجهود هيئة الثقافة في تأهيل الكوادر البحرينية للحفاظ على التراث المحلي وترميمه.
مشاركة :