تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الكبير أنيس منصور، الشهير بكونه عدو المرأة الأول الذي أثرى الحياة الأدبية بالعديد من الإصدارات الأدبية والفلسفية والصحفية.اشتهر أنيس منصور، بكونه عدو المرأة الأول، ولكن غالبًا ما يكون للحقيقة أكثر من وجه، فعلى عكس المتوقع لم يكن عدو المرأة تعيسًا ولو ليوم واحد في حياته الزوجية.قالت زوجته: "أنيس كان يعشق 3 أشياء.. أنا والسفر والكتابة"، وقد أهداها أنيس منصور كتابه الموسوعي "في صالون العقاد كانت لنا أيام" وهو الكتاب الوحيد الذى كتب فيه إهداء، وجاء فيه: "إلى التي لولا تشجيعها ما كان السطر الأول فى هذا الكتاب، ولولا تقديرها ما اكتملت هذه الصفحات، امتنانًا عميقًا وحبًا أعمق: إلى زوجتي".وقع في غرامها بعد أن شاهدها في نادي التوفيق الرياضي وهي تلعب التنس، وعندما حاول التقرب إليها استشعرت هي فيه بحس القارئة المخضرمة حيث كانت من هواة القراءة بأنها أمام عملاق أدبي في طور النمو.في الوقت ذاته أحس منصور باستحالة زواجهما حيث كان في بداية حياته المهنية ولا يملك في الحياة شيئًا وكانت هي سليلة الحسب والنسب، من أسرة عريقة تعج بالظباط الأحرار والوزراء.لجأ منصور إلى الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، الذي كان صديقًا شخصيًا لأخيها من أجل أن يتوسط له في الزواج. كان أن أخوال رجاء حجاج، استعانوا بها وهي صبية صغيرة في ثورة 23 يوليو حيث طلبوا منها كتابة المنشورات بخط يدها حتى لا يتعرضوا للمسائلة.أخذت بيد أنيس منصور، إلى الحياة الأرستقراطية الاجتماعية المصرية حيث عُرف عن الكاتب الكبير أنه لم يكن من هواة المناسبات الاجتماعية ولا الأكل بالشوكة والسكين، لكنها غيرت كل ذلك.رغم حبهما الجارف الا أن الزوجين قررا عدم الإنجاب من أجل تخفيف وطأة الحياة الزوجية، ولكنه ارتبط عاطفيًا بابنتها منى رجب التي أصبح أكثر من أب لها، وساندها كثيرًا في بداية مشوارها الصحفي في جريدة الأهرام وأفاض عليها من خبرته كما أهداها قلمًا له معزة خاصة عنده.ومن المواقف التي تعبر عن عاطفة الحب الحقيقية التي جرت بين الاثنين، أن رجاء حجاج تعرضت ذات يوم لجلطة مفاجئة، فسمعت منصور يبكي ويقول لابنتها أنه لا يستطيع فعل أي شىء في الحياة بدونها، وكانت تلك تقريبًا هى المرة الوحيدة التى بكى فيها عدو المرأة.وعن التناقض بين أرض الواقع وخيال المؤلف، نقضت رجاء حجاج، أسطورة "عدو المرأة" الشهيرة التي لازمت الكاتب الشهير حتى وفاته، وقالت أنه كان زوجًا محبًا ومخلصًا ووفيًا، وأن التهمة ألصقت به فقط بسبب مقالاته الأسبوعية فى الأهرام، وقد غضبت منه مرة وطلبت منه أن يكف عن كتابة تلك المقالات حتى لا يظن الناس بها الظنون أو أن "العيب بها"، لكنه كان يخبرها أن هناك دائمًا فرق بين الواقع والخيال وكان يحب هذ اللقب جدًا. وفي حقيقة الأمر لم يكن منصور عدوًا للمرأة على الإطلاق، بل كان دائم التشجيع لزوجته خاصة فى العمل الاجتماعي فى الجمعية التى كانت تتولى رئاستها "جمعية هدى شعراوي".وكشفت رجاء حجاج، في تصريحات صحفية عن أنها السبب الحقيقي وراء عدم ترك منصور لمؤسسة الأهرام ورفضه العرض المغري الذي قدمته جريدة المصري اليوم وقت أن كان رئيس تحريرها الكاتب الصحفى ياسر رزق.كان أنيس منصور، عاشقًا لـ تحية كاريوكا، ونجوى فؤاد من الفنانات، والشركسية والكفتة في الأكلات.
مشاركة :