انتشرت فيديوهات لحظة اعتقال مجموعة ظهر فيها أشخاص ادعت السلطات العراقية أنهم عناصر ينتمون إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، يتحدرون من مدينة الرقة الواقعة أقصى شمال سوريا، لكن هذه الفيديوهات أثارت موجة قلق من تسليمهم إلى دمشق.وكانت خلية الإعلام الأمني التابعة للقوات العراقية أعلنت السبت الماضي في بيان، أنها اعتقلت عشرات الأشخاص من أبناء محافظة الرقة السورية، «وضبطت بحوزتهم 344 مشعل عثرة و140 علبة أسطوانة أصابع متفجرات، وجرى تسليمهم والمبرزات الجرمية إلى الجهات المختصة لإكمال أوراقهم التحقيقية وعرضهم على القضاء».تقول سعاد الحمادي وهي والدة الطفل عبد الله محمد الحمادي المحتجز من بين أفراد المجموعة، إن ابنها البالغ من العمر 17 عاماً يعمل في قضاء سنجار العراقية منذ بداية العام الجاري، وفي حديث لها عبر تطبيق (واتس آب) كانت تشير إلى صورة ابنها الذي احتجز ليلة الخميس الجمعة الماضية، لتقول: «بدافع العمل يذهب ابني عبد الله وأبناء عمومته والجيران للعراق طلباً للرزق والعيش، ومن حوالي 8 شهور وهو يذهب ويعود بالتهريب».وعوضاً من اتصال ابنها بوصوله إلى مكان عمله؛ اتصل قريبها وكان معهم بالمجموعة وتمكن من الفرار ليبلغها باحتجاز عبد الله ومن كان معه من قبل السلطات العراقية بتهمة الانتماء لتنظيم «داعش». وارتسمت علامات الحيرة والاستغراب على وجهها وتابعت كلامها لتضيف: «لما قالوا انكمش –اعتقل - بتهمة عنصر من التنظيم صعقت وصدمت واحترت ماذا أفعل، ومنذ 5 أيام وأنا أنتظر اتصالا جديدا بالإفراج عنهم».ويروي ياسر مصطفى الحسين البالغ من العمر 34 وهو أحد أفراد المجموعة لاذ بالفرار القصة كاملة، حيث اجتمع 55 شاباً من أبناء حي الرميلة بمدينة الرقة وقرروا الذهاب عبر طرق التهريب إلى قضاء سنجار العراقي للعمل في مشاريع البناء وإعادة الإعمار هناك. سافروا على متن حافلة من الرقة وقصدوا الحدود العراقية ليلة الخميس الماضي، وبعد وصولهم إلى نقطة الحدود قسمت المجموعة إلى قسمين، أول دفعة ذهبت برفقة المهربين واجتازوا الشريط الحدودي ليقعوا في كمين بعدما فتحت قوات الأمن العراقية عليهم النيران.يقول ياسر: «قسمنا المهرب قسمين أول دفعة ذهبت كان عددهم 31 شخصا، وبقينا 24 بالطرف السوري من الحدود، بعد دقائق سمعنا إطلاق صوت رصاص كثيف قمنا ركضنا وهربنا من الموقع»، واتهم ياسر المهربين بالتواطؤ مع حرس الحدود العراقي وقيامهم بتسليمهم بتهمة التنظيم وأشار قائلاً: «أول ما عبروا الحدود هجم عليهم الجيش العراقي بنفس التوقيت، نحن رجعنا باليوم التالي للرقة وهواتف المهربين مغلقة حتى اليوم». ومن بين أفراد المجموعة التي احتجزت لدى السلطات العراقية شقيق ياسر الأصغر ويدعى ماهر. وتقول والدتهم عبر الهاتف وكانت تجلس في فناء منزلها وعبرت عن مشاعرها بحزن وحسرة لتقول: «ماهر عمره بس 22 سنة هو المعيل الوحيد لعيلتنا أنا و8 بنات مسؤوليته. هذه أول مرة يسافر فيها مع أخوه ياسر واعتقلوه والمحزن أكثر توجيه تهمة عنصر بالتنظيم»، وناشدت الوالدة بغداد بالإفراج عن ابنها وجميع أبناء الرقة الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ذهبوا عبر طرق التهريب بقصد العمل، ولفتت قائلة: «أناشد بالتدخل وإخلاء سبيل ابني ماهر وكل أبناء الرقة. هؤلاء ليسوا (دواعش)، ذهبوا لكسب قوت يومهم وبرقبتهم عائلات فقيرة».ونشرت صفحات وحسابات من الرقة على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تعرضهم لإهانات. كما نشرت مناشدات ورسائل ومقطع مسجلة من ذوي المعتقلين للإفراج عنهم، وأكد الإعلامي محمد العبد الله أن المعتقلين: «لا علاقة لهم بــ(داعش)، هؤلاء مجرد عمال اضطروا للسفر إلى العراق بطرق غير شرعية بعد إغلاق الحدود بسبب انتشار جائحة كورونا».ولم يخفِ خليل حمادي وهو والد الطالب حمادي الذي احتجز الخميس الماضي على الحدود العراقية، خشيته من تسليمهم إلى أجهزة الأمن السورية وقال بأن ابنه البالغ من العمر 22 عاماً «أول مرة يخرج بها من الرقة، من الفقر وافقت على سفره وهذا كان بانتظاره، كل أمنيتي الإفراج عنهم جميعاً والعودة سالمين لنا».
مشاركة :