قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في مؤتمر صحفي بعد انتهاء جلسة المحكمة الدولية في اغتيال الحريري، إن زمن ارتكاب الجريمة السياسية دون عقاب قد ولى، وأن هذه رسالة اللبنانيين والمحكمة الدولية التي أصدرت إدانتها لواحد من المتهمين الأربعة بقضية اغتيال رفيق الحريري. وقال: "لقد ضحينا بأغلى ما عندنا ولن نتخلى عن لبنان، ومن عليه أن يضحي اليوم هو حزب الله، كون الذين نفذوا الاغتيال ينتمون له" وأكد "لن نستكين حتى يُنفذ القصاص"، مضيفاً أن "اللبنانيين لن يقبلوا بعد اليوم أن يكون بلدهم مرتعاً للقتلة". واعتبر الحريري أن قرار إدانة متهم من أصل أربعة أظهر "مصداقية عالية" للمحكمة كما أنها "غير مسيسة" بحسب تعبيره إذ أنه ليس من مهمة تلك الهيئة توجيه اتهامات سياسية. وأضاف:"المحكمة الدولية توصلت إلى أن سليم عياش متهم وأن الجريمة مثبتة عليه، ولا شك أن هناك الكثير من المعلومات لم تتمكن المحكمة من الحصول عليها بسبب الأوضاع في لبنان". وأكد الحريري أن القضية لم تنته هنا، فهناك قضايا حول محاولات اغتيال أخرى كمحاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة، وطالب حزب الله بالتعاون بعد قرار المحكمة، وقال:"ظهرت الحقيقة ونحتاج لتطبيق العدالة". واعتبر سعد الحريري الثلاثاء أنه "بات واضحاً للجميع أن هدف الجريمة الارهابية هو تغيير وجه لبنان ونظامه وهويته الحضارية"، مضيفاً أن "أهمية هذه اللحظة التاريخية اليوم هي الرسالة لمرتكبي الجريمة الارهابية والمخططين لها، أن زمن استخدام الجريمة السياسية من دون عقاب انتهى". اغتيال الحريري... اليوم الذي هزّ لبنانمن هم المتهمون الخمسة في قضية اغتيال رفيق الحريري؟أبرز 20 تطوراً في قضية رفيق الحريري منذ اغتياله حتى صدور الحكمالمحكمة الدولية تدين عضواً في حزب الله وتبرئ ثلاثة آخرين من تهمة اغتيال الحريري وكانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قد أدانت الثلاثاء واحدا من المتهمين الأربعة الأعضاء في حزب الله في قضية اغتيال رفيق الحريري في شباط/فبراير العام 2005 بعد محاكمة استمرت ستة اعوام. وأعلنت المحكمة سليم عياش مذنباً، فيما تمت تبرئة كل من حسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي وأسد صبرا. وفي 14 شباط/فبراير 2005، قتل رفيق الحريري مع 21 شخصاً وأصيب 226 بجروح في تفجير استهدف موكبه في وسط بيروت. ووُجهت اتهامات سياسية للنظام السوري وحزب الله بالوقوف خلف الاغتيال.تشكيك في مصداقية المحكمة وأثار تشكيل المحكمة الدولية منذ 13 عاماً جدلاً وانقساماً في لبنان بين مؤيدين من حلفاء الحريري وآخرين من حلفاء حزب الله شككوا في مصداقيتها. وطالما اعتبر حزب الله المحكمة "مسيسة"، وقال أمينه العام حسن نصرالله الجمعة إن "إذا حُكم على أي من إخواننا بحكم ظالم، كما هو متوقع، نحن متمسكون ببراءة إخواننا"، مؤكداً أنّ "القرار الذي سيصدر بالنسبة إلينا كأنه لم يصدر (...) لأن القرار صدر منذ سنوات طويلة". وجاء اغتيال الحريري، الذي استقال من منصبه في 2004، في فترة بالغة الحساسية وفي خضم توتر مع دمشق، التي كانت قواتها منتشرة في لبنان وتتحكم بمفاصل الحياة السياسية. وشكل اغتياله علامة فارقة في تاريخ البلاد، بعدما دفعت النقمة الشعبية وتحالف "14 آذار" السياسي الواسع الذي أفرزه، إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد 30 عاماً من الوصاية الأمنية والسياسية التي فرضتها دمشق.
مشاركة :