دبي: يمامة بدوان 30 يوماً مرت على إطلاق مسبار الأمل في مهمته التاريخية لاستكشاف المريخ، لتصنع دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازاً فضائياً هو الأول من نوعه في المنطقة، ترسم من خلاله قصة تحقيق المستحيل، في وطن لا يعرف معنى المستحيل، ونجاح أولى الخطوات على الكوكب الأحمر، بعد 6 سنوات من تصميم وتطوير أول مسبار عربي إسلامي لإرساله للمريخ، في مسيرة يقطع خلالها 493 مليون كيلومتر، تمتد حتى فبراير/شباط 2021، للوصول إلى مدار المريخ، بالتزامن مع احتفال دولة الإمارات بذكرى 50 عاماً على إعلان الاتحاد.وقد نجح مسبار الأمل في التقاط أول صورة من الفضاء على بُعد مليون كم، ففي 22 من يوليو/تموز الماضي، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الصورة على حسابه في «تويتر»، قائلاً: «مسبار الأمل يرسل أول صورة لنا بعد ابتعاده عن كوكب الأرض بمليون كيلومتر في عمق الفضاء.. صورة لوجهته وقبلته.. للكوكب الأحمر.. تم التقاطها بكاميرا تتبع النجوم ضمن أجهزة ملاحته الفضائية.. ما أوسع الكون!.. ما أعظم الخلق!.. وما أقرب الخالق!..».وتعد هذه الصورة أولى خطوات النجاح في عمل مسبار الأمل، الذي يحمل شعار «لا شيء مستحيل»، والذي تم إطلاقه لاستكشاف المريخ فجر 20 يوليو/تموز الماضي في تمام الساعة 1:58:14 بتوقيت الإمارات من مركز تانيغاشيما الفضائي باليابان، بعد تأجيل الإطلاق مرتين، بسبب اضطراب الأحوال الجوية؛ حيث انفصل عن صاروخ الإطلاق بعد أقل من ساعة، وتحديداً في تمام الساعة 02:55 فجراً، ليتم بذلك تشغيل المسبار تلقائياً، وفتح الألواح الشمسية في الساعة 03:00 فجراً، قبل أن يتم تصويب الألواح مع المسبار باتجاه الشمس.وفي تمام الساعة 3:10 فجراً بتوقيت الإمارات، تم استقبال أول إشارة من المسبار في محطة التحكم الأرضي في مركز محمد بن راشد للفضاء بمنطقة الخوانيج في دبي، وذلك بعد أكثر من ساعة من إطلاق المسبار، لتبدأ مهمة الإمارات التاريخية لاستكشاف الكوكب الأحمر، كأول مهمة فضائية عربية والتاسعة عالمياً، تدشن حقبة جديدة من الإنجازات العلمية. توجيه المسار وفي 17 من الشهر الجاري، نفذ مسبار الأمل أولى عمليات توجيه مساره بنجاح، والتي تندرج تحت سلسلة مناورات توجيه المسار، وتُشكل محطة رئيسية ومرحلة مهمة في رحلة المسبار إلى الكوكب الأحمر، والتي تستمر لسبعة شهور.وشكلت عملية توجيه المسار هذه التشغيل الأول من نوعه لأجهزة الدفع الستة لمسبار الأمل، في هذه العملية المهمة، والتي وضعت المسبار الآن في مساره المباشر باتجاه كوكب المريخ.وكان فريق المشروع قد وضع 7 عمليات توجيه لمسار المسبار في رحلته البالغة 493 مليون كيلومتر نحو المريخ، إلا أن كفاءة الإطلاق وعمليات المسبار الأولية، ساهمت في وضع المسبار في مسار أكثر قرباً من المسار النهائي.وعند وصوله إلى مدار المريخ، سيبدأ المسبار طوال سنة مريخية، وهو ما يعادل 687 يوماً أرضياً، بمهمة علمية هي الأولى من نوعها في العالم، من خلال توفير أول صورة شاملة عن الظروف المناخية على كوكب المريخ على مدار العام، إلى جانب بحث أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، واستقصاء العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ، ومراقبة الظواهر الجوية على سطحه، من بينها رصد عواصفه الغبارية، وتغيرات درجات حرارته، والكشف عن أسباب تآكل سطحه، والبحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر.
مشاركة :