الولايات المتحدة تضيق الخناق على وصول هواوي للرقائق الإلكترونية

  • 8/19/2020
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

38 شركة تابعة لهواوي في 21 دولة تم ضمها إلى «قائمة الكيانات» المحظورة من الولايات المتحدة.«الهدف من هذه القيود هو زيادة الضغط على شركة هواوي، لأنها لو لم تتمكن من الوصول لأشباه الموصلات ستنتهي اللعبة». بول تريولو- مجموعة أوراسيا. أصدرت وزارة التجارة الأمريكية قواعد جديدة تحد من وصول شركة هواوي تكنولوجيز Huawei Technologies Co إلى الرقائق المصنوعة خارج الولايات المتحدة، لتحكم إدارة الرئيس دونالد ترامب بذلك قبضتها على وصول شركة الاتصالات الصينية إلى المكونات الأساسية اللازمة لتصنيع شبكاتها.وتحظر القواعد الجديدة على الشركات غير الأمريكية بيع أي رقائق مصنوعة باستخدام تقنيات أمريكية إلى هواوي بدون الحصول على ترخيص خاص. وتغطي القاعدة حتى الرقائق الجاهزة المتاحة على نطاق واسع، والتي تصنعها الشركات الدولية خارج الولايات المتحدة، مما يضع قيودًا جديدة صارمة محتملة على قدرة هواوي في الحصول على قطع الغيار.وأشار الرئيس ترامب، يوم الإثنين الماضي، مجددًا إلى مخاوف الأمن القومي التي عبر عنها منذ فترة طويلة ونفتها شركة هواوي، حول إمكانية استخدام معدات الاتصالات الخاصة بالشركة في التجسس على المواطنين الأمريكيين.وقال ترامب خلال مقابلة تمت يوم الإثنين على قناة فوكس آند فريندز: «لا نريد بقاء معداتهم في الولايات المتحدة لأنهم يتجسسون علينا». وأضاف: «إنهم يعرفون كل شيء... يعرفون كل ما نفعله. وهواوي هي الوسيلة التي يحصلون من خلالها على المعلومات - إنها كذلك حقًا - وأنا أسميها طريقتهم للتجسس».ورغم أن واشنطن كانت قلقة منذ فترة طويلة من أن هواوي قد تستخدم شبكاتها لإجراء عمليات تجسس لصالح الحكومة الصينية، لم يقدم مسؤولو الأمن الأمريكيون أدلة علنية على أن هواوي تتجسس على الولايات المتحدة نيابة عن بكين.وقالت شركة هواوي إنها لم تتجسس أبدًا نيابة عن أي دولة وسترفض أي طلب للتجسس لصالح بكين. وأضافت في وقت سابق من هذا العام، قائلة: «نحن لم ولن نقم أبدًا بأي شيء قد يضر بأمن شبكات وبيانات عملائنا أو يعرضها للخطر».وتستند القيود الأمريكية الجديدة إلى سلسلة من القواعد السابقة التي وضعتها إدارة ترامب، والمصممة خصيصًا للحد من قدرة هواوي في الحصول على المكونات المصنوعة باستخدام التكنولوجيا الأمريكية.وفي مايو الماضي، فرضت وزارة التجارة الأمريكية قيودًا على هواوي للحد من حصول الشركة على رقائق تم تصنيعها باستعمال التكنولوجيا الأمريكية، والبرامج التي تحتاجها من أجل استخدام الشركة الخاص. واستهدفت القاعدة تقييد وصول هواوي إلى شركة تايوان لتصنيع الرقائق Taiwan Semiconductor Manufacturing Co، والتي تملك أكبر مصنع للرقائق في العالم.وقال مسؤولو وزارة التجارة إن القواعد الجديدة تهدف إلى إفشال جهود هواوي في محاولاتها لإيجاد حلول للقيود الأمريكية السابقة، والتي كانت تتغلب عليها، من خلال البحث عن شركات تصنيع رقائق أجنبية لاستبدال رقائقها المصممة ذاتيًا.وقال مسؤول بوزارة التجارة الأمريكية خلال مكالمة مع المراسلين: «تعدل القاعدة الأمريكية الأخيرة المفروضة على هواوي القاعدة السابقة، وتحد من قدرة الشركة على استبدال رقائقها المصممة محليًا برقائق من الشركات المصنعة الأخرى».ويوم الإثنين أيضًا، أضاف مسؤولو وزارة التجارة مؤكدين أن 38 شركة تابعة لشركة هواوي في 21 دولة تم ضمها إلى «قائمة الكيانات»، مما يمنع الشركات من تصدير التكنولوجيا الأمريكية إلى تلك الكيانات دون ترخيص. وتمت إضافة هواوي نفسها إلى القائمة العام الماضي. ولم يعلق متحدث باسم شركة هواوي على الفور على القيود الموسعة الجديدة.وهواوي هي أكبر صانع لمعدات الاتصالات في العالم، وفي الربع الثاني تفوقت على شركة سامسونج للإلكترونيات لتصبح أكبر بائع للهواتف الذكية كذلك. وأصبحت الشركة رائدة في تقنية الجيل الخامس 5 G، حتى رغم اعتبار واشنطن لمنتجات الشركة منذ فترة طويلة كتهديد للأمن القومي.ومن المحتمل أن تتسبب القيود الأمريكية الجديدة في تعريض المبيعات العالمية السنوية لصناعة أشباه الموصلات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات لخطر أكبر. وكان عمالقة الصناعة مثل شركة كوالكوم Qualcomm، ومقرها سان دييغو، يضغطون على إدارة ترامب لتخفيف القيود السابقة - وليس زيادتها؛ وذلك لمنع الأعمال التجارية من الانجذاب للمنافسين الأجانب.وقال جون نيوفر John Neuffer الرئيس التنفيذي لجمعية صناعة أشباه الموصلات، إن التغييرات «ستؤدي إلى اضطراب كبير في صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة».وأضاف في بيان «نحن مندهشون وقلقون من التحول المفاجئ للإدارة الأمريكية عن دعمها السابق لتطبيق سياسة أكثر تقاربًا تحقق أهداف الأمن القومي المعلنة، مع الحد من الضرر الذي يلحق بالشركات الأمريكية»، مضيفًا إن بيع المنتجات الأمريكية للصين كان يوفر لشركات الولايات المتحد أرباحا للتقدم والابتكار.وبينما توسع القيود الجديدة من نطاق تطبيق القواعد السابقة، فمن غير الواضح مدى تأثير القواعد الجديدة على أعمال شركات صناعة الرقائق الأمريكية. وقال مسؤولو الصناعة إن قوة القواعد الجديدة ستعتمد على كيفية قيام مسؤولي وزارة التجارة الأمريكية بتنفيذها أثناء مراجعة طلبات الترخيص المقدمة من الشركات، وتحديد ما إذا كانت هذه الشركة ستحصل على الرخصة أو لا.وقال بول تريولو Paul Triolo، رئيس سياسة التكنولوجيا العالمية في مجموعة أوراسيا: «يبدو أن الهدف هو زيادة الضغط على شركة هواواي بشكل صارم». وأضاف: «إذا لم تتمكن هواوي من الوصول إلى أشباه الموصلات، فستنتهي اللعبة».وعلى الرغم من وجود حلول بديلة أخرى أمامها، أكدت هواوي أن القيود الأمريكية السابقة تؤثر على سلسلة التوريد الخاصة بها. وقال ريتشارد يو Richard Yu، رئيس قسم أجهزة المستهلك في هواوي، في 7 أغسطس الجاري، إن تصنيع رقائق الهاتف الذكي طراز كيرين Kirin التي صممتها الشركة سيتوقف في 15 سبتمبر، وهو الموعد النهائي لمصنعي الرقائق لشحن المكونات اللازمة لتصنيع تصميمات هواوي.وقال: «بعد 15 سبتمبر من هذا العام، لن نتمكن من إنتاج رقائقنا الرئيسية». وأضاف: «الكل يعرف عن هذا الوضع. لا يمكننا تصنيع رقائقنا المتطورة ذات الذكاء الاصطناعي وقدرات الحوسبة القوية.. هذه خسارة كبيرة للغاية بالنسبة لنا».ختامًا، يضغط مسؤولو إدارة ترامب على الحكومات الحليفة لأمريكا لتقييد عمل شركة هواوي في شبكات الجيل الخامس الخاصة بهم كذلك. وفي وقت سابق من هذا العام، تراجعت المملكة المتحدة، وهي عميل قديم لشركة هواوي عن اتفاقها السابق مع الشركة الصينية، ومنعت هواوي من طرح شبكات الجيل الخامس في البلاد.

مشاركة :