أكد تربويون وأكاديميون أن ظاهرة الدروس الخصوصية تشكل خطرا على مستقبل التعليم، ولا تجوز شرعا لأنها مخالفة لتوجيهات ولي الأمر وفيها من المخاطرة الشيء الكبير، مشيرين إلى أن وزارة التعليم وفرت الكثير من الخيارات والدروس عبر منصاتها التعليمية.وأوضحوا لـ«اليوم» أن تنقل المدرسين الخصوصيين بين المنازل في ظل جائحة كورونا له عواقب وخيمة تؤدي لانتشار العدوى واستحالة السيطرة عليها وغيرها من المشاكل.عواقب وخيمةوقالت الأكاديمية في جامعة الأميرة نورة، نادية الشهراني: «تعتمد بعض العائلات على المدرسين الخصوصيين بحكم عمل الوالدين لساعات طويلة مع احتياج الأطفال للمتابعة، وهي من البدائل المنتشرة في مجتمعنا بحكم قصر اليوم الدراسي واختلاف ساعات العمل بين الوالدين والأطفال»، محذرة من أن تنقل المدرسين الخصوصيين بين المنازل في ظل جائحة كورونا له عواقب وخيمة تؤدي لانتشار العدوى مع استحالة السيطرة عليها، وهذا وارد عند تجميع الطلاب في منزل المعلم أو المعلمة، كما أن دخول الأطفال في منازل الغرباء -أيا كانت جنسيتهم- بدون متابعة قد تنتج عنه مشاكل أخرى.واقترحت الشهراني بإدراج ساعات تقوية حضورية في المدارس مع المعلمين بعدد محدود للطلاب أو الطالبات خلال فترة التعليم عن بعد، وذلك لمعالجة الفاقد التعليمي وحماية الأبناء والمجتمع من الآثار الصحية المترتبة على تنقل الغرباء بين المنازل.بدائل مجانيةوأضاف المتخصص في التعليم د. زيد الخمشي: «استطاعت وزارة التعليم معالجة تعدد المنصات التقنية ودمجت ثلاث منصات في منصة واحدة هي «مدرستي»، وهي المدرسة الافتراضية بما تحمله الكلمة من معنى، وظهور الدروس الخصوصية كبديل للتعليم عن بعد أمر لا مبرر له، فوزارة التعليم تنفذ التعليم عن بعد بكل كفاءة واقتدار ووفرت قنوات مجانية للاطلاع على الدروس وشرحها».مخالفة التعليماتوأوضح القائد التربوي من تعليم وادي الدواسر مبارك الشرافاء، أن الدروس الخصوصية والتجمعات على شكل مجموعات في الأحياء والمنازل عمل لا يجوز شرعا لأنه مخالف لتوجيهات ولي الأمر، وفيه من المخاطرة الشيء الكبير، الذي كان سببا في قرار التعليم عن بعد، فكيف لنا أن نخاف على أبنائنا من التجمع في المدارس وندفع من أموالنا فيما يكون خطرا عليهم، ووجود شريحة من أولياء الأمور لديهم ضعف في تعليمهم لا يبرر مخالفة التعليمات ويمكن لهم تعويض ذلك بتوفير سبل التعليم داخل المنزل والتواصل مع المدارس من أجل توضيح ما يشكل من مسائل تعليمية أو دروس.صحة المجتمعوقال التربوي والمتخصص في القيادة التربوية عماد العتيبي: «وفرت وزارة التعليم منصات إلكترونية وقنوات تليفزيونية للتعليم عن بُعد، ولا تتوانى في الاستمرار بالتطوير، ولكن يبقى دور المواطن بالالتزام ومقاطعة ما يتم الترويج له مؤخرا في وسائل التواصل من دروس خصوصية وغيرها، التي تعد غير رسمية وتتنافى مع الهدف الأساسي من الاستمرار في الدراسة عن بعد، والابتعاد عن التجمعات بين أبنائنا الطلاب، وذلك حفاظاً على صحتهم وصحة المجتمع بشكل عام وضمان عدم انتشار الوباء».مدارس افتراضيةوكانت وزارة التعليم قد حذرت من الدروس الخصوصية، وإحضار المدرسين الخصوصيين للمنازل، التي قد تتسبب بنقل عدوى فيروس كورونا المستجد لأفراد الأسرة، مشددة على تجنب تلك الظاهرة، لأن أضرارها تفوق مزاياها، مؤكدة أهمية استبدال المعلم الخصوصي بالاعتماد على ما وفرته وزارة التعليم من البدائل التعليمية، التي تقدمها المدرسة الافتراضية والمنصات التعليمية.
مشاركة :